عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 07-06-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الآخر قد يكون مسلما موحدا مؤمنا حاجا قانتا فعالا للخير مناهضا للشر؛ محبا للجمال صفة الله وبالحق اسم الإله الجلالى؛ لكن كل ذلك لايشفع له؛ وربما دفعه الإسلام المارق أن يبدع وينتج ويبهج ويشرف وطنه؛ وهذا كله مصيبة فى حد ذاته لأن الوطنية فى كتب التوحيد السعودية هى خط كفرى منقول إلينا من أرض الطاغوت؛ لهذا لم يشفع لفرج فودة حبه لإسلامه ووطنه؛ ولم يشفع لنجيب محفوظ تشريف وطنه بجائزة نوبل؛ فقتل الأول وطعن الثانى. إن الراحل فرج فودة؛ أو نجيب محفوظ؛ لم يكونا ضمن القبيلة؛ ولا يستمعان لنفس الفقيه؛ ولايثبتان أتباعهما ذات المذهب لهذا أيضا لاتشفع للشيعة صلاتهم فى مساجدهم فيفجرونهم أيام الجمعة المقدسة؛ لأنهم غير مطابقين للمواصفات الحجازية القياسية؛ لذلك حق عليهم الموت سلخا وجزا وقطعا وتفجيرا؛ مع مقبلات من نوع تقطيع أوصال المندائيين ومشهيات من المسيحيين من بعض الأوردفر من الآشوريين. مشكلة فى الفكر الإسلامى متوارثة؛ وهى إلقاء الكلام على عواهنه دون تدقيقه وتحديد المفهوم منه. كان بإمكان العربى أن يقول لك سأمر عليك بعد العشاء؛ فتنتظره إلى الفجر؛ الدقة فى عالم الصحراء الفسيح بلا معنى؛ الخليفة المأمون عند قدومه مصر لقمع الثورة المصرية طلب من أحد أتباعه الصعود إلى قمة هرم خوفو ليقيس له المساحة المسطحة العليا فوقه؛ هبط فقال له: مساحتها مبرك ثمانية جمال. الهرم الذى بنى بدقة المليمتر والجغرافيا الأرضية والفلكية والكونية مسطحه الأعلى مبرك ثمانية جمال؟!! انظر معنى المساواة المدقق بمثال شارح «كأسنان المشط» وائتنى من تاريخ الحكم الإسلامى بمثال واحد لأسنان المشط أو ما يشير إلى المساواة كما نفهمها اليوم ولكن يمكن فهم المعنى من نقيضه، وهو ما كان المطبق فى الواقع، إن مايفسر مفهوم المساواة قد تجده فى معنى الآخر الذى لايطابق الجماعة فى كل التفاصيل صغيرة أو كبيرة. غير مسموح بأية مخالفة حتى فيما تأكل من أصناف الطعام؛ رغم أن أهل النعمة فى الحجاز قد ذهبوا مع النفط إلى مطاعم الخمس نجوم؛ وتركوا البركة لنا فى الثريد؛ وأن نتأدب بآداب المائدة الإسلامية؛ فتضع يسراك تحت فخذك الأيسر لأن لها وظيفة أخرى تستخدم فى الخلاء؛ وتسمى الله ثم تأكل بيمينك؛ وتأكل مما يليك؛ وتمص الماء مصا. ملبسك؛ شعرك؛ نعلك؛ قولك؛ كله يجب أن يكون مطابقا للمواصفات الحجازية القياسية. مع الوهابية لامجال لنصحك بمطابقة فكرك بفكر الجماعة ورأيك برأى الجماعة؛ لأنه غير مطلوب أن يكون لك رأى؛ أو أن تفكر أصلا؛ فكل شىء منصوص عليه فى الشريعة؛ وضعه الله وجاء فى السنة وأحكمه الفقه ورتبه وزاد عليه؛ ودعمته الفتوى على تضاربها تأتى من كل فج عميق وبعد كل هذا تريد أن تفكر؟! إذن فقد هلكت ياغر يامفتون!!! إن الله الذى هو الأدرى بمصلحتك قد قنن لك ووضع سره وعلمه عند مشايخ الإسلام ليعفيك من مهمة التفكير المزعجة؛ وأنت لست أفضل من السلف الصالح صحابة الرسول الأتقياء الورعون المؤمنون المبشرون بالجنان؛ وبقية الصحابة والتابعين؛ وتابعى التابعين. ولأنهم كانوا كذلك؛ وقعت كل ألوان الفتن مبكرا؛ وكانت القلاقل والحروب هى القاعدة الدائمة؛ لأنه كان طبيعيا أن يفكر الصحابة فى شئون مابعد توقف الوحى وموت النبى وطوارىء الفتوحات؛ وعندما فكروا أصبح كل واحد بفكره مخالفا لزميله؛ أصبح آخر برأيه الجديد؛ ومن هنا حق قتاله وقتله. ولهذا أسموها الفتن؛ فقالوا الفتنة الكبرى لعدم التمكن من تحديد الجانى من المجنى عليه؛ فكلهم صحابة كرام، وقالوا الكبرى لأنه كانت هناك فتن صغرى، بدأت بالسقيفة؛ وشن الحرب على مانعى الزكاة. وجاءت بعدها فتن أيضا استباحت مدينة الرسول وهدمت الكعبة وأحرقتها. رغم أن اتخاذ الأمر بالقتال تقوم به وتشنه الفرقة على الأخرى منذ الخليفة الأول؛ فإن تحديد من يكون هو الأنا ومن هو الآخر كانت تتوقف على من يحسم المعركة لصالحه فيكون المهزوم هو الآخر الكافر يصبح هو الفرقة الباغية؛ وقد بغت لأنها قد فكرت ورأت لنفسها رأيا فى الدين أو الدنيا والدليل على بغيها هزيمتها وذلها؛ وكان يمكن ألا تحدث الفتن ويمر كل هذا بسلام لو لم يستخدم الدين من كل الأطراف المتحاربة ليصبغ شريعته على الأنا ويسلبها عن الآخر. فكل شىء منصوص عليه والتفكير يتم فيما هو غير منصوص عليه؛ ولم يكن موجودا زمن تواجد الوحى؛ لم يكن عليه التفكير كان عليه التزام الموجود قديما ولا عليه من أحداث الواقع المتغير؛ فلتتغير؛ ومالنا؛ وما علينا؛ إن فكرنا بغينا؛ مما يتطلب القتل والجز والسلخ. عندما فكر المسلم لم يعد يتطابق مع فكر المسلم الآخر، والتطابق لابد أن يماثل ويطابق الأصل القدسى؛ لذلك عندما رأى المسلم رأيا بعقله واعتبره دينا، وغيره ليس كذلك؛ غيره آخر؛ وبما أن الجميع حاول بفكره أن يقول أن مايقوله هو وحده المطابق للشرع؛ فإن النتيجة كانت لابد أن تكون حربا من أجل الدين ذاته. من هنا أصبح اختلاف الرأى ناتجا عن التفكير؛ ومن هنا أصبح أى تفكير باعثا على الاختلاف عن الأصل؛ لأن المشترك بين الجميع كان نصا واحدا يريد كل منهم أن ينتصر به لقضيته. لذلك جرت الفتن مع الدماء أنهارا عندما جعلوا من شئون الحياة والسياسة التى هى من خصوصيات البشر خصوصيات ربانية. وهو مايفسر لنا ظهور النظام الديمقراطى البدائى لدى الشعوب الوثنية كما كان عند الرومان قبل الإسلام بقرنين وألف من السنين؛ لأن رجال الدين كانوا أفرادا عاديين وأفكارهم وآراءهم وسلوكياتهم لم تكن أمورا مقدسة أو ملزمة؛ فكانوا أحرارا فى حياتهم يصوغونها كما شاءوا. أما مجتمع المسلمين بإصراره على مطابقة النسخة الأصلية واعتقاده بصحة هذه المطابقة وكفر غيره فقد تحول كله إلى مجتمع الآخرين؛ كل منهم آخر؛ كل مخالف آخر؛ كافر يلزم قتله؛ فهو من الفرقة الهالكة والقاتل هو من الناجية. غاب الفكر الحر؛ وغابت معانى الحقوق الإنسانية؛ غابت الديمقراطية التى كانت مهمتها تجادل الآراء للاتفاق على رأى واحد يتفق عليه الجميع وبقى الفكر الدينى وحده الذى فرق المسلمين فرقا وشيعا وقتلا وذبحا وتقتيلا فى سبيل الله؛ والله من كل هذا براء. عند المسلمين غابت آلية الحوار وآليات إصدار القرار؛ وآلية سيادة رأى الأقلية؛ وغابت آليات تنظيم الدولة دستوريا؛ فتميز تاريخنا بالحروب الداخلية والفتن؛ وقتل الحكام سبيلا وحيدا لتبادل السلطة بدلا من الانتخاب والاستفتاء . كان الرومى يجمع المواطنين تحت مظلة المساواة وفق قانون مدنى اتفقوا عليه وتعارفوا وقبلوا جميعا به. أما القانون الإسلامى الشرعى فيطرد حسب كل فريق جميع الفرق الأخرى فمزق المجتمع وتحول على يد أصحابه من نعمة مهداة إلى نقمة ومعاناة دائمة. تعريف الآخر عندنا لم يصدر به بيان لكن نستشفه من فعلنا وأى قوانين نمارس. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ لم تعد تكفى لإثبات صحة إسلامك اليوم؛ لابد أن تشهد بصدق ابن عبدالوهاب وابن البنا وابن قطب وابن عاكف وابن قرضاوى وابن هويدى؛ وابن الغنوشى وابن الترابى.. أصبح شرط الإيمان بقدر مطابقته لما يرى المستبدون على الجماعه الزعيمة؛ أن تكون عضوا فى الشلة أو العصابة؛ كان هذا هو منطق العربى فى الجاهلية. القرآن اعترف بالآخر وقال أن تلك إرادة إلهية وأنه جعلنا قبائل وشعوبا لنتعارف ونتعايش بسلام مع الآخرين؛ بينما فهم المسلمون أن المساواة أن تكون نسخة كربونية تطابق قوما ماتوا منذ أكثر من ألف عام؛ وأن نتبعهم فى كل تفاصيل ودقائق حياتهم فيكون الحى قد عاد إلى زمن مات ليموت هناك وجسده حى بيننا؛ ودون أن يحيا الميت المطلوب استعادته بالفعل؛ لم يأت ليحقق لنا معجزات تحققت فى زمنه بالعزة بعد المذلة. إن مشهد الواقع الإسلامى الآن وخاصة منه العربى؛ يشير إلى أشباه بشر فى قاع الأمم المتخلفة؛ مما يؤكد أن السلف الذى استدعيناه ليس بإمكانه استيعاب زماننا ولافهمه ولاكيف يعيش فيه.. وهو والموت واحد؛ ويبقى الحى منا فى القرن السابع الميلادى.. بينما من يشق المستقبل نحو النور فى الزمن شقا.. هو الآخر الملعلون فى بلاد الطاغوت.

سـيد القمنى
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس