مايكل منيرمرشح الحزب الجمهوري لبرلمان ولاية فرجينيا
مجدي خليل .: واشنطن
في خطوة غير مسبوقة لشخصية مصرية، رشح الحزب الجمهوري مايكل منير للمنافسة التي تجري في نوفمبر القادم عن الدائرة 39 بشمال ولاية فرجينيا . والدائرة المرشح فيها مايكل منير يسكنها حوالي مائة ألف يتوزعون بين 70% من البيض ، 02% كوريين واسيويين ، 6% من أمريكا الجنوبية . والباقي يتوزع على جنسيات أخرى من ضمنها قلة صغيرة من المصريين. وينافس مايكل على مقعد الدائرة 39 فيفيان واتس ، والتى كانت كانت تعمل منذ فترة وزيرة مواصلات بولاية فرجينيا ، وهي تحتل هذا المقعد منذ عشر سنوات ، حتى أن الحزب الجمهوري لم يكن يرشح أمامها أحد ، وهذه جرأة من مايكل أن يدخل في منافسة معها سوف تكون نتائجها إيجابية لصالحه سواء نجح أو خسر السباق ، ففي كل الأحوال دخل اللعبة السياسية بشكل صحيح وحاز ثقة رئيس برلمان فرجينيا Speaker of the Virginia House وهو الذي دعم ترشيحه لهذه الدائرة .
ورغم أن النظام السياسي الأمريكي نظام مفتوح ، والفرص متاحة لمن يجتهد ، إلا أن العملية السياسية عملية طويلة وشاقة وخاصة في بداياتها الأولي . وبالنسبة لمايكل فهو المهاجر من مصر عام 90 ، فقد أنضم إلى الحزب الجمهوري عام 98 وتطوع بالوقت والمال داخل صفوف الحزب ، واقترب من الأعضاء القدامي وقياديين بارزين فيه ، حتى أصبح وجها مألوف داخل أروقة الحزب فى فرجينيا.
في العادة تأخذ الانتخابات بين الإعداد والتصفيات المبدئية حوالي سنة، وبالنسبة لبرلمان ولاية فرجينيا التي ستجري الانتخابات فيه في نوفمبر القادم ، فقد بدأت العملية السياسية في مارس وتبدأ بجمع التوقيعات للترشيح داخل الحزب ، وبعد تسمية الحزب لمرشح معين تبدأ جولة شاقة من الدعاية والتي تصل في حالة الدوائر الصغيرة أن يذهب المرشح بنفسه إلى كل بيت door to door ويتحدث مع الناخبيين وكما تقول الأدبيات السياسية أمام المرشح نصف دقيقة في بداية حديثه مع الناخب ليقنعه بأجندته واذا فشل خلال النصف دقيقة الأولي يعني ذلك إنه خسر صوت هذا الناخب ، وخلافا walk sheet والتي قلنا أنها تشمل كل فرد مسجل للتصويت ، هناك أيضا التحدث إلى التجمعات في المدارس والجامعات والكنائس وكذلك الشركات وجمعيات رجال الاعمال علاوة على الاعلانات في الجرائد ، والإذاعات والتليفزيون والمكالمات التليفونية والخطابات الشخصية ،وتختتم الحملات الانتخابية بثلاثة مناظرات بين المرشحين ، وهو ما يعني إضافة خبرات سياسية لكل من المرشحين بعد كل هذا الجهد الطويل الشاق .
برلمان ولاية فرجينيا به مائة عضو منهم حوالي 60 من الحزب الجمهوري والباقي من الحزب الديموقراطي ، وولاية فرجينيا تعد من الولايات الغنية في أمريكا ، ومقاطعة فيرفكس ، هي أغني مقاطعة فى ولاية فرجينيا . فمتوسط دخل الفرد في أمريكا 21500 دولار سنويا ولكن في فيرفكس 03700. ومتوسط دخل الأسرة في مقاطعة فيرفكس 92000دولار سنويا .
ومن ولاية فرجينيا خرج 8 من رؤساء أمريكا هم واشنطن ، جيفرسون ، ماديسون ، منرو ، هاريسون ، تايلر ، تيلور ، وولسن ، ولهذا تسمي ولاية الرؤوساء .
مايكل منير معروف طبعا كمناضل وأحد نشطاء حقوق الإنسان والحريات ، حيث أنه أسس في عام 96 منظمة أقباط الولايات المتحدة ، ويرأسها حتى الآن ، وهو أيضا عضو نشط ساهم في العديد من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية داخل أمريكا وخارجها وفي المنطقة العربية ، وشارك في العديد من الندوات والفاعليات التي تتحدث عن حقوق الأقباط ، كما وإنه كمهاجر من مصر في باكورة شبابه يجيد التحدث بالعربية والإنجليزية بطلاقة ، هذا علاوة على مساهماته في الكثير من الفاعليات القبطية في أمريكا وأوربا .
الخطوة التي أقدم عليها مايكل منير ليست شجاعة فحسب ولكنها خطوة هامة بالنسبة للمجتمع القبطي في أمريكا وكافة دول المهجر .
فرغم أن لدينا أقباط وقبطيات في مناصب هامة في السلطة التنفيذية آخرهم الشابة الرائعة دينا باول والتي سوف أفرد مقالة خاصة لها قريبا ، إلا أننا لم نبدأ بعد في مجال المجالس التشريعية في أمريكا ، وخطوة مايكل منير وهو المهاجر المفروض أن تكون بداية لعشرات من الشباب والفتيات الذين ولدوا هنا ويحملون مؤهلات وكفاءات هائلة تستطيع أن تطرق المجتمع الأمريكي بقوة ، ففي أمريكا وحدها لدينا مئات الالاف من المهاجرين الاقباط بينهم أكثر من مائة ألف قبطي وقبطية يشغلون قمة العمل المهني الأمريكي وأيضا يمثلون أعلي معدلات الدخل في المجتمع الأمريكي ، فالقوة الكامنة في أقباط أمريكا مشتته ومبعثرة وفردية ولم تظهر بعد وخاصة في العمل السياسي ، وقد آن الآوان لخطوات كثيرة ولدينا المئات من البنات والأولاد المحاميين والذين يستطيعون بسهولة شق العمل السياسي من جميع ابوابه وزواياه .
كشفت حملة مايكل منير أيضا القوة المالية الكامنة في المجتمع القبطي ، فقد جمع مايكل منير ثاني أكبر كمية من الأموال بالنسبة لمرشح عن ولاية فرجينيا فى الحزب الجمهوري ، وكل هذه الأموال جاءت من المجتمع القبطي وبالتالي فقد أعطت فكرة للحزب الجمهوري بأن المجتمع القبطي قادرا على تمويل الحملات الانتخابية، صحيح إنه جمع كل هذه الأموال من شخصيات معروفة في المجتمع القبطي، ولكن في النهاية استطاع إثبات جدارة هذا المجتمع في المشاركة في العملية السياسية وتمويلها ، وهذه سابقة سوف تسجل في الحزب الجمهوري وبناء عليها يمكن لآخرين ترشيح وتقديم أنفسهم على أنهم ينتمون إلى مجتمع يؤمن ويمول العمل السياسي الناجح .
أيضا كشف برنامج مايكل منير الانتخابي ، وهذا جزء هام في العمل السياسي، الإلمام بتفاصيل القضايا التي تهم الناخب الأمريكي من الضرائب إلى المعاشات إلى التأمين الصحي إلى قضايا المهاجرين، فالناخب في النهاية يستمع إليك فيما يتعلق بالقضايا التي تخصه ، وهذا يساعد أكثر فأكثر على الإندماج في نسيج المجتمع الأمريكي وتوظيف ذلك مستقبلا لصالح قضايا مصر والأقباط من خلال المواقع التنفيذية والتشريعية داخل المنظومة الأمريكية .
إنها خطوة هامة ، وسبقنا إليها اللبنانيون اللذين هاجروا واستقروا قبلنا ، ولكنها أيضا بداية طيبة للعديد من الشخصيات القبطية من الرجال والنساء في كل الولايات الأمريكية وكل دول المهجر كذلك للأنخراط بقوة في العمل السياسي في دول المهجر فهذه مجتمعات مفتوحة ، يمثل العمل الجاد والاجتهاد والمثابرة عوامل أساسية للنجاح والترقي فيها .
ونأمل أن نرى العشرات في السنوات المقبلة يحذون حذو مايكل منير في الإندفاع للمشاركة في هذا المجتمع الحيوي المتعدد الملئ بالفرص الحقيقية .magdikh@hotmail.com