12– مواجهة ساخنة بين الخادم ( الشيخ السابق) وبين المرتد القديم ( شيخ الطريقة الصوفية ) !!!
كات مواجهة غريبة جداً من نوعها ، ويندر تكرارها ، فالخادم كان شيخ سني في الجامع، وقبل الجامع كان شيخ في الجماعات الإسلامية ، وخصمه مسيحي مرتد منذ واحد وثلاثون سنة ، واقتنع بالإسلام واصبح شيخ طريقة ، وله في المشيخة ما يزيد عن عشرين سنة ، والقرآن لا يفارقه ، فطوال النهار في جيبه ، وفي الليل يضعه تحت وسادته !
وما أن عرف إن الخادم قد جاء ليقدم الارشاد الديني المسيحي لابنه الشاب ، حتى جن جنونه واعتبر ذلك نوع من الاستفزاز والتجاسر عليه ، فهب مدافعاً عن صحة دينه أمام الخادم ، وفي حضور أهل بيته (زوجته وأولاده وبناته ) وكان جل خوفه أن يقتنعوا بكلام الخادم فيرجعون للمسيحية ، لذلك تعمد الخشونة والعنف مع الخادم ، لكن الأخير أحتمل الأمر في صبر عجيب لأنه كان يرى محدثه كذئب يتسلط على حظيرة من الحملان !!!
13– حينما تعجز الكلمة عن الاقناع ، يتولى السيف عمله !!!
- كيف توصلت الى معرفة عنوان بيتنا ؟ هكذا قال شيخ الطريقة .
فأجابه الخادم : مضى على خمس ساعات وأنا أبحث عنكم حتى هداني الرب لعنوانكم .
- كل هذا المجهود من أجل ابني ، هل هو هام عندكم لهذه الدرجة ؟
- السيد المسيح اعطى من نفسه نموذجاً للكنيسة لكي تهتم بكل نفس، مهما كانت مغمورة .
- ألا تعرف إنك تضييع وقتك ووقت كنيستك بالمجىء إلينا ؟
- ليس شيئاً ضائعاً عند الله .
- وهل ال***** يعرفون شيئاً عن الله ؟
- إن لم نكن نعرف الله ما كنا بذلنا كل هذا الجهد لنأتي إليك لنخلص ابنك ؟
- من من تخلصوه ، أمن دين الحق الذي تربى عليه ؟
- هل سبق لك ودرست الدين المسيحي ؟
- طبعاً ، فأنتم كفار ومشركون بالله ، وتعبدون الأب والأم والأبن ؟!
- هذا يدل على عدم معرفتك بأي شيء عن الدين المسيحي ، وإن أردت أن تناقشني فلنحضر الإنجيل والقرآن ، ونتناقش باحترام .
- وهل أنت تعرف شيئاً عن القرآن ؟
- أنا كنت شيخ في الجامع ؟!
وهنا عم الصمت المكان ، واقتربت الزوجة وأولادها وبناتها وجلسوا جميعاً بالقرب منا ، بينما كان الرجل مرتبكاً ولا يعرف بماذا يجيب ، وبذل مجهود كبير حتى يرتب أفكاره على ضوء هذه المفاجأة غير المتوقعة ، ثم قال للخادم : ألا تخاف أن أفتح الباب وأصيح على مسلمي المنطقة وأقول لهم أنك شيخ مرتد فيقتلونك ويقطعونك حتت ويفرمونك ويرمونك لل**** ؟
- لا لست خائفاً البتة ، بل وأتمنى أن يحدث ذلك حتى أموت شهيد الحق .
فمد الرجل يده أسفل وسادته وسحب القرآن ، وظل يناقشني منه ، وظللت ارد على اعتراضاته ، ومضى بنا الوقت حتى الثانية عشرة مساءً ، وكان الرجل قد بدأ يشتم ويتعمد الخشونة بعدما عجز عن مقارعة الحجة بالحجة ، وخشى اعلان هزيمته أمام زوجته وأولاده ، الذين تعلقت عيونهم بي تستصرخني مد يد العون لهم لإخراجهم من هذا الظلام ، ولاحظ هو ذلك فانتهرهم وشتمهم ، ثم شتمني شتائم قبيحة ، وطردني من بيته ، ووقف على الباب طالباً النجدة من جيرانه المتوحشين قائلاً:
ألحقوني يا ناس ! ، الكنيسة باعته لي واحد شيخ مسلم مرتد عن الإسلام ويريد أن يفتني أنا ومراتي وأولادي عن ديننا الاسلامي الحنيف !!!!
وتجمعت الناس ، واقتحموا البيت ، وأحاطوا بالخادم ، الذي كان جالساً متمتعاً بالسلام القلبي الذي وهبه إياه المسيح ، محافظاً على هدوئه التام ، مصلياً بداخله : أيها الرب يسوع في أيديك أستودع روحي !!!
14 - الرب يستخدم شاب اسمه محمد لانقاذ خادمه من الموت
- هي حصلت يا كافر يا ابن ال*** تتجرأ وتدخل منطقتنا لتبشر بدينك ؟
والله لن تخرج من هنا حى !
هكذا كانت تقول الناس المتدفقة على البيت
وما أن شرعوا في مد ايادهم على الخادم ، حتى سمع الجميع صوت شاب من المنطقة جاء مسرعاً للبيت ، ومعه شلة من الشباب أصحابه ، وكان ممسكاً بمطواه في يده ، وهو يقول :
من يمس الراجل بتاع الكنيسة بأذى سوف أذبحه !!!
فالتفتت الناس للوراء فعرفوه ، أنه جارهم محمد ، ومعه أصحابه ، فقالوا له :
أبعد أنت يا محمد عن الموضوع دا ، وبلاش ( نعض في بعض ) علشان واحد نصراني *** زي دا !
فاقتحم محمد وأصحابه الحشد المجتمع حولي ، ووقف بيني وبين الشيخ الصوفي ، وقال له :
اللي يرش الراجل دا بالميه أرشه بالدم !!!
ثم أمسك في خناق الشيخ الصوفي!!!
فقمت من مكاني وحجزتهما عن بعضهما ، وأنا أقول للجميع :
لا تتشاجروا بسببي ، أنا ما جئت هنا إلا للسلام وليس للخناق ، وسوف أغادر المكان فوراً .
ثم نظرت إلى الجميع فرأيتهم يتراجعون وكأن هناك قوة تقيدهم ، ثم اوسعوا لي الطريق حتى اغادر البيت لكني قلت للشيخ الصوفي :
أنا أشكرك لى لاستضافتي واسف لأي مضايقات سببتها لك ، لكن هل تسمح لي باستعمال دوره المياه ؟ فخجل الرجل وقال : تفضل .
15 – دموع دورات المياه !!!
أول مرة بكي فيها الخادم داخل دوره المياه ، كانت في المسجد الكبير الذي يعمل فيه ، فلقد ظل يواصل عمله بالمسجد بعد ايمانه بالمسيح لمدة ست شهور بناء على ارشاد أبونا بولس ، وكان ذلك بمثابة تأديب روحي رهيب له !!! ، فكان يتألم كلما سمع زملائه الشيوخ وهم يجدفون على المسيح ، وينهشون لحم المسيحيين ، وكان يتحكم في مشاعره بصعوبة حتى لا يلاحظون شيئاً عليه ، وكثيراً ما كان يتظاهر برغبته في دخول دوره المياه لقضاء جاجته ، بينما هو في الحقيقة كان يصلي للرب بدموع حارقة طالباً منه غفران خطاياه ومساعدته على الخروج بسلام من الجامع ، واستجاب الرب لدموعه وتم ايقافه عن العمل بالجامع بعد اكتشاف اعتناقه المسيحية ، ثم اهدروا دمه وحددوا يوماً ومكاناً لتنفيذ حد الردة عليه ، وجهز نفسه للاستشهاد ، لكن الكنيسة منعته من الذهاب إليهم وطالبته بالهرب من وجه الشر.
والآن فالخادم بحاجة ماسة ليصلي لإلهه دون أن يراه أحد من كل هؤلاء الغرباء ، فدخل دوره المياه ورفع يديه قائلاً بصوت متحشرج تخنقه العبرات :
يا رب أنت تعلم أني بذلت كل جهدي واستخدمت كل مهاراتي لكن بدون فائدة ،وهؤلاء هم أولادك أنت وليسوا أولادي أنا ، فأعمل حاجة لانقاذهم ..
قلت هذا ثم مسحت دموعي ، وخرجت من دوره المياه متجها لباب البيت لمغادرته ، وما أن بلغت عتبة الباب الخارجي ، حتى فوجئت بالشيخ الصوفي يقول لي :
- استنى عندك !
فالتفت إليه وأنا متوقعاً أن يلقيني بشيء في يده ، أو شتمني أو يهددني ، لكني فوجئت به وهو يقول :
- أنا في حياتي كلها لم أجد إنسان في مثل شجاعتك وصبرك واحتمالك وطول بالك وعدم خوفك من الموت ولانك قضيت اليوم كله عندي وتعبت كثير ، فأنا سوف أسمح لك بالتحدث مع أبني ، فإن اقنعته بالتراجع عن تغيير اوراقه المسيحية ، فهو لك ، لعلك تعدل من حاله ، لكن أنا بحذرك من الاقتراب من زوجتي وبقية أولادي المسلمين ، لكن ابني هذا مسجل في الحكومة كمسيحي لان عمه اخذه وهو طفل ورباه تربية مسيحية ، وعاش معي سنين طويلة وربيته كمسلم ، وهو الآن حر ليختار أي دين يتبعه ، وأنا واثق أنه سيثبت في الإسلام ، لكنك مكلف بمهمة ومن حقك أن تقوم بها ، وسوف أعطيك الفرصة تقديراً مني لشجاعتك !!!
يا الله ماذا أسمع ؟
اهتفي أيتها السموات !!!
رنمي أيتها الأرض !!!
ابتهجي يا كنيستي ، أفرح يا شعبي
انظروا يا آبائي بذار محبتكم التي زرعتموها في أرضي ، انظروا حصاد محبتكم .
+ نقلتك يا كنيستي الى كل مكان ذهبت فيه حتى داخل وادي الموت ، فالأرض هنا عطشانة والقلوب يابسة والله يريدنا ان نروي العطاشى من مياه الحياة
+ حقاً وصدقاً ، فالمحبة لا تسقط أبداً ، ولا شيئاً ضائعاً أو منسياً عند الله ، فتعالوا نروي الارض المشققة والنفوس العطشى والرب سوف يصنع بكم عجائبه ..
قد رأيتم أنه ليس بمجهوداتنا ولا خبراتنا ، بل بقوة الرب .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|