زكريا بطرس غضب لأنني تركت أهلي
- ما حكاية القس زكريا بطرس معك؟
- القمص زكريا بطرس من المبشرين على النت، وتعرفت عليه بواسطة ذلك عندما بدأت أدخل على البال توك واتكلم مع الناس واسمع المسيحيات وبدأن يعرفنني عليه، وبصراحة لم يبخل أيضا علي بوقته، وكان من الممكن أن أدخل في أي وقت أريده لأكلم القمص زكريا، إذا كان موجودا وقلت له إنني أحتاج لأكلمك، يقول مثلا " أنا في إجتماع الآن، بعد 15 دقيقة سأكلمك" وقبل أن ينتهي هذا الوقت يكلمني فعلا ويقول لي " خير يا منى.. ماذا تريدين؟" حيث كان اسمي على النت "منى"..
فأرد عليه على سبيل المثال: " أنا قرأت هذا الجزء في الانجيل ولم أفهمه" أو أقول له: " أنا لم أفهم موضوعا معينا في المسيحية" فيقوم بالشرح ويحاول أن يقنعني وهكذا.. لم يكن دوره معي أكثر من أنه رأى واحدة قلبها يستميل إلى المسيحية فيقوم بالشرح لها، والحق يقال إنه لم يسع أبدا لأن أخرج من البيت وأترك أهلي. بالعكس عندما عرف أنني تركت البيت قال لواحدة من صديقاتي المتنصرات " أخبريها بأن (أبونا زعلان منك).. لقد تسرعت بخروجك من البيت.. ليس معنى أننا آمنا بالمسيح أن نكسر ونجرح قلوب أهالينا".
لم يكن له أي دور في خروجي من البيت ولا في تحولي إلى المسيحية، دوره فقط أنه كان يجيب عن أسئلتي وأعطاني وقته وإهتمامه والفرصة في أن أسأل وأعرف وأفكر.
عدت بسبب الحنين إلى أبي
- كيف اتخذت قرار العودة إلى البيت؟
- عدة أسباب جعلتني أعود.. أولا لأنني مرتبطة بأبي جدا وكنت أحس أنني محتاجة إليه جدا، وأن أعرف أخباره، ولهذا السبب كنت أبعث بخطاباتي إليه عن طريق صديقة لي تعيش في فرنسا لكي تعيد إرسالها له من هناك، ولأطمنئه وأعرفه أنني بخير ولم أتعرض لسوء يجعلك تقلق من أجلي. غير ذلك كان هناك شئ في داخلي، كنت مرة في الكنيسة في أيام صوم يونان، وهي ثلاثة أيام لهم قداسات معينة. كانت أم صديقتي مريضة جدا وكنت أذهب مع أب اعترافي للكنيسة أصلي معه القداس هناك، في قلب القداس ما يسمى أوشية، ومن ضمن الأوشية يطلبون الشفاء للمرضى والرحمة أو "النياحة" للمتوفين.
ولا أعرف هل بسبب العادة أم لأن هناك جذورا إسلامية في داخلي، وجدتني أقول " أمين أمين أمين. يا رب بحق جاه النبي". قلتها بصوت سمعته من كانت تجلس بجانبي وهي متنصرة أيضا، فوجئت هي بذلك القول، وقد تنبهت عندما وجدتها تشير لي بعينيها وهي تهمس " نحن في كنيسة ولسنا في جامع". ثم بعد ذلك أخذتها معها على أنها ضحك وأنها جزء من الماضي الذي كنت فيه حيث كنت أقول هذه العبارة دائما على سبيل العادة.
لكن الحقيقة أن ما في داخلي كان شيئا آخر. فما الذي يجعلني في ذلك الوقت وأنا مسيحية عندما أسمع الأذان وأكون غير منتبهة ابدأ أردد معه، وعندما انتبه اسكت بعد الجزء الأول من التشهد " لا اله إلا الله" ولكن عندما أكون غير منتبهة ومنهمكة في العمل أردد معه التشهد كله، بل والأذان كاملا، وما الذي يجعلني عندما أرى مجموعة من أصدقائي اهتف " ما شاء الله. صلي على النبي.. لماذا تتجمعون هكذا".
ثم كلمات بعض المتنصرين مثل ذلك الذي تنصر منذ 25 عاما وكلمتك بشأنه فيما سبق، هذا الرجل كان يجعلني أعود للقلق والتساؤل " أين الحق". لقد كان أب اعترافي يقول ويردد هذا الكلام حتى الآن "إنه يجد مني دائما إيمانا صادقا وحبا لله كبيرا جدا، وأن كرستينا – يقصدني أنا - إذا كانت تشعر أن رجوعها للإسلام وتركها للمسيحية هو الصحيح فهي أقدر واحدة فينا على إختيار الصح بالنسبة لها، فأنا متأكد أنها تحب ربنا جدا وأنه سيكون معها في أي مكان".
أهلي استقبلوني بحب كبير وتركوا لي حرية الاختيار
- لحظة رجوعك البيت هل كانت مفاجئة لأسرتك؟
- كان رجوعي مفاجئا. لم تكن عند أسرتي أية معلومات عن ذلك، لم أجد أحدا في البيت، فلجأت لبعض الجيران، وطلبت أن أظل بعض الوقت عندهم إلى أن تعود أسرتي، أبي كان في عمله، وأختى مدرسة كانت في عملها أيضا، وأخي مع أصدقائه أو مع أبي في عمله.
اتصل الجار بأبي بينما كنت أنا مع أهل بيته، وعندما حضر أبي أخبره بأنني عدت وطلب منه التصرف معي بشكل طبيعي، فرد عليه أبي بأن هذه هي ابنتي ولو قطعت جزءا من قلبي فهي ستظل ابنتي. كانت هذه الكلمات مشجعة لي واثبتت أنني لم أخطئ عندما قررت العودة للبيت.
عندما خرجت إلى أبي اقترب مني واحتضنني بشدة، لقد كان يعبر عاطفيا عن اشتياق 5 شهور لم يرني خلالها. استقبالهم جميعهم لي، كان أكثر من رائع، لقد قابلوني بحب كبير، حمدوا الله على سلامتي وقالوا لي" أينما تكونين ليست هذه مشكلة، المهم أنت الآن معنا".
- كنت حتى هذه اللحظة لا تزالين مسيحية؟
- نعم.. عندما عدت كنت لا ازال مسيحية، والصليب في يدي، أبي قال لي: " اختاري ما تريدين أن تعمليه، لكن المهم ألا تتركينا مرة أخرى.. إلا أنه من واجبي أن أعمل لك جلسة استتابة، لكي أكون عملت كل ما يريح ضميري أمام الله، وبعد ذلك لك أن تختاري". بدأت بالفعل أذهب للشيوخ وأقابلهم.
- هل رتب الوالد مع هؤلاء الشيوخ؟
- نعم.. بدأ يتصل بأناس من جيراننا أو أناس من أهلي أو آخرين لا نعرفهم. جلست مع شيوخ كثيرين وللأسف قلبي انفطر من الوضع.
- ماذا تريدين أن تقولي؟
- أنت لست أمام مسلمة عندها شكوك، بل امام واحدة ضاعت من الدين الإسلامي، ورغم ذلك حصلت بعض المواقف، فأحد الشيوخ كان صديقا لوالدي، وعندما اتصل به ليجلس معي في جلسة استتابة، عبر عن استعداده للحضور ولكنه طلب مقابلا ماديا. شيخ آخر معروف جدا ذهبت إلى بيته، قابلني بشكل عادي وسألني " قولي لي ما الذي جعلك تذهبين للمسيحية؟".. أجبته " كانت عندي شكوك في الإسلام" فوجئت به يرفع صوته ويشتمني قائلا إن الإسلام يرفض خبثه، والإسلام برئ منك، وكلمات مثل " انت عديمة التربية والإحترام".
أنت أمامك واحدة تقول لك انها تركت الاسلام بسبب بعض الشكوك، لقد نهرني بعض أهل العلم الإسلامي ولم يجيبوني قبل أن أذهب للمسيحية، فهل تأتي أنت الآن وتفعل معي مثلما فعلوا؟.
|