عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 28-06-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

14 – الكنيسة كلها فرحانة إلا واحد !!!
كانت الكنيسة كلها فرحانة لخلاص هذه الأسرة ، فرحانة بأمجاد قيامتها المستمدة من قيامة مؤسسها وفاديها ومنجيها ، يسوع البار القدوس ..فرحانة لنصرتها على شيطان الارتداد ، والظلمة الخارجية ، فرحانة لكل مرتد تنجح في إعادته وكل ضال تنجح في هدايته .
الكنيسة كلها فرحانة بانتصاراتها الباهرة على قوى الشر وجنود الظلمة، رغم ضآلة إمكانياتها المادية والبشرية ، فكل جيوشها عبارة عن صبي صغير ! وكل أسلحتها عبارة عن نبلة لصيد العصافير مزودة بحصوة ، أو حجير صغير ! بينما عدوها رجل حرب عملاق مزود بالسيف والرمح ، فيتقدم منه صبي الكنيسة الصغير لينازله، في واحدة من أغرب المعارك الحربية على مدى التاريخ ، والأكثر غرابة أن تجد الصبي الصغير يقول لعدوه بجراءة وثقة :أنت تأتيني بسيف ورمح ، وانا أتيك بقوة رب الجنود..
الكنيسة فرحانة بقوة رب الجنود العامل فيها ، رغم ضعفها ، فرحانة بإكليروسها ، وشعبها ، كلهم فرحانين إلا واحد !!! واحد وقف بعيداً تأكله نيران الغيرة والحسد !!!
منذ تأسيس الكنيسة ، وهذا الواحد يكره فرحها ، ويحبط آمالها ، ورغم أنه مجرد شخص واحد إلا أنه يملك طاقة هائلة في الشر والتخريب والتدمير ، وهو ليس مجرد واحد عادي ، بل كما قال السيد المسيح لتلاميذه في إشارة إلى يهوذا الاسخريوطي ( يو 6 : 70 ) :" أجابهم يسوع أليس اني انا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم به شيطان" ؟؟؟ وبدلاً من يتعظ هذا الواحد ، ويسرع بالتوبة ، وتصحيح المسار ، تمادى في غيه أكثر ، فقرر من هذه اللحظة أن يتخلص من هذا الخادم المسكين ، لكن حي هو الرب ، الذي يعرف كيف يحمي ابنائه، ويشتت جميع السهام المصوبة تجاههم .
15– ابن الخطيئة ، والحصاد المر
هناك خطية يرتكبها الإنسان تظل تعذبه طوال العمر ، تلكم الخطية التي يطلق عليها قداسة البابا تسمية : (غلطة العمر).
وكان رب هذه الأسرة قد ارتكب هذه الغلطة حينما تزوج من امرأة مسلمة متعصبة، فور ارتداده من 31 سنة ، الأمر الذي دفع بزوجته المسيحية الأصلية لترتد هي الأخرى ، بدافع الغيظ وكيد النساء ، وكأن لسان حالها يقول : إذا تركتني لأني مسيحية ، وتزوجت بمسلمة ، فهاانا قد صرت مسلمة مثلك ، ومثلها ، أي ليس لك حجة بعد ذلك لهجري !!!
وهو الأمر الذي جعله يحتفظ بها في ذمته ، وقد كانت امرأة ذكية للغاية ، لأنها وإن كانت قد أسلمت ، وعاشت كمسلمة ، إلا إنها لم تكن متعصبة دينياً مثل زوجها ، وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنه ينبغي عليها أن لا تغلق الباب بالضبة والمفتاح ، بل تدعه موارباً ، لعل الله يأتي ليطرق على باب بيتها ذات يوم فيجده موارباً فيدخله ، على هذا فكانت مسلمة معتدلة غير متزمتة ، وربت أولادها وبناتها على الاعتدال ، فجعلت منهم تربة صالحة للزرع ، وتقبل البذار الجيدة . أما زوجها ، رغم أنه حفيد القديس بركات ، إلا أنه قد سقط في الفخ ، وصار متعصباً ، وعندما قرر الزواج للمرة الثانية ، اختار امرأة متعصبة شريرة تنحدر من عائلة شديدة التطرف ، وحدث أن انجب منها ولداً ، أطلق عليه اسم محمد . ثم حدثت خلافات زوجية بينهما انتهت بالطلاق ، وأحتفظت هي بالولد وأنشأته نشأة في غاية القسوة والجهل والتعصب ، فكبر محمد في الصعيد ، وهو مشحوناً بالحقد والكراهية على كل ما هو مسيحي ، وكان دائم التردد على أبيه في القاهرة، لزيارته ، وزيارة اخوته من أبيه .
16 – ابن الخطية يتحد مع الانسان الوحشي
فلما تطرق إلى مسامعه ، نبأ عودة أبيه للمسيحية ، وارتداد اخوته وأخواته عن الإسلام ، جن جنونه، وجاء من الصعيد محاولاً إرجاعهم ثانياً للإسلام ، لكن أبيه ( وكان الرب قد غير قلبه بطريقة مذهلة بحيث جعله يعود إلى أصله المسيحي النقي ، فصار وكأنه صورة مصغرة من جده بركات ) ..
تصدى له بقوة وحسم ، وحذره من الاقتراب من اخوته ، وقال له :
اسمع يا ولد ، إحنا كلنا بقينا مسيحيين ، ومفيش قوة في الدنيا تقدر تفصلنا ، أو تبعدنا عن المسيح
فعاد الابن المتعصب الى الصعيد ، وهو يضمر شراً لأبيه واخوته ، وقد تفتق ذهنه عن فكرة جهنمية مفادها استمالة قلب أخته إلى أحد اصدقائه المسلمين ، وكان (إمام) وهذا اسمه ، يعمل (جزار في المذبح) ويسير في الشارع وهو معلق ثلاث أجربة حول وسطه : جراب به سكين ، والثاني به ساطور ، والثالث به سنجة ! وكان يسكن داخل أحد المقابر المهجورة الموحشة ، فكان بالإجمال مجرد انساناً وحشياً .
وخافت الأسرة علي من بطش هذا الأخ المتعصب ، وبطش صديقه المجرم الوحشي، وكان هذا من الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها هذه الأسرة بدافع محبتهم لي ، وخوفهم على سلامتي ، فتعمدوا كلهم اخفاء الأمر عني ، رغم خطورته الشديدة ، لكن البنت الصغيرة ، وهي أشجع واحدة في الأسرة، أبلغتني سراً بخبر تردد أخوها المسلم عليهم ، ومحاولته إرجاعهم ، لكن أبوها تصدى له ، وكذلك هي وأخوتها ، لكنها بالرغم من ذلك ، لم تبلغني بأمر صديقه (إمام) لأنها كانت تخاف منه لئلا يقتلني .
وأن كانت قد المحت لي بذكاء خارق، إلى ضرورة تكثيف اهتمامي بأختها الكبرى، وقالت لي وهي تضحك حتى لا أشعر بقلق : يا ريت تشوف لها عريس !!!
قالت هذا دون أن تذكر لي ظهور بوادر علاقة عاطفية نشأت بينها وبين صديق أخوها الوحشي .
17– مشكلة عرقية / عاطفية !
وكانت الأخت الكبرى (19 سنة) سبق لها الزواج من مسلم وهي في السادسة عشرة من عمرها ، وأنجبت منه طفلة ، ثم تطلقت منه ، لتعيش منذ طلاقها في خواء عاطفي ، ضاعف من مرارته كون لون بشرتها ضارب في السمرة ، فكان من الصعب عليها إيجاد شخص مناسب لتتزوج منه ، بدون ما يشاركها في نفس لون بشرتها ، وهي مشكلة يعاني منها ذو البشرة السوداء في كل بقاع الأرض، الأمر الذي كان يتعبها نفسياً ، مما جعلني أفكر في البحث لها عن شاب مسيحي أسمر داكن، لكني لم أجد ، ففكرت في السفر إلى أسوان ، أو الاقصر ، لعلني أجد هناك من يكون له نفس لون بشرتها ، أو قريباً منها.
وكانت هذه من أغرب المشاكل التي تواجهني في خدمة الحالات الخاصة ، والتي لا أملك أمامها أية حلول وبدأت لأول مرة في حياتي أطرح على نفسي مثل هذا السؤال : لماذا يجد ذو البشرة السوداء في بلادنا ، وفي الكثير من البلدان ، صعوبات جمة في الزواج من ذو البشرة البيضاء ، أو القمحاوية، أو حتى السمراء ؟
18– مشكلة الانشغال في الخدمة
من أكبر المشاكل التي يواجهها خادم الحالات الخاصة المختبر والمتمرس هي كثرة الانشغال في الخدمة ، فالكل يوصى باللجوء إليه نظراً لخبرته وجديته ، لدرجة أن أرسل لي أحد الآباء المطارنة في أقصى الصعيد ، برجل مسن متصابي وعينه زائغة ( رغم إن عمره 74 سنة ) وكان قد أسلم ليتزوج من صبية !! وقال نيافته إن الايبارشية كلها ، كهنة وخدام ، (غلبت) فيه ، لأنه رجل متعب ، وأنه سمع عني وعرف أن مفيش حد يقدر يتعامل معاه غيري !
وجاءني هذا الرجل المسن المتصابي المتعب في هذا التوقيت ، وكان في الحقيقة رجل ظريف ودمه خفيف! واعطاني الرب نعمة في التعامل معه ، فأقنعته بالعودة للمسيح، فسلم لي اشهار اسلامه ، وحرر طلب عودة للكنيسة ، وظللت أتابعه حتى انتهت اجراءات عودته للمسيح ، لكنه رفض العودة إلى أهله بالصعيد ! وأصر على البقاء في القاهرة ، وفيما يبدوا أن سيدنا المطران (مصدق وتخلص منه !) ، حتى أنه فرح جداً لبقائه في القاهرة ، وطلب مني عدم السماح له بالعودة للصعيد لأنه مسبب مشاكل كبيرة لأولاده وبناته وأحفاده ، ووجوده خطر على مستقبلهم وسمعتهم ، ولكن نيافته نسى في غمرة فرحه ، أن يرسل لي مساهمة ايبارشيته في إيجاد السكن ، وتكاليف المشروع الذي يتعيش منه !!!!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس