- وهل لجأت الى القضاء والجهات المختصة هناك؟
-- نعم، لجأت الى الشرطة التى ضبطته متلبسا بالسرقة ورغم ذلك لم يتم اتخاذ إجراء ضده، وبعدها شكلوا لجنة للتحقيق وقررت أنه لا يوجد تستر تجارى، أى أن الصيدليات التى املكها من حق السعودى واحالوا القضية الى القضاء حتى تتوه فى دهاليزه ويضيع حقى، عملا بالمبدأ السعودى اللى عايز تضيع حقه وديه الشرع أى المحاكم. وبالنسبة للشرطة فقد ظل لديهم الحكم الذى صدر لصالحى لمدة 15 شهرا بحجة أن الأمن السعودى عجز عن القبض على الكفيل وهذا معناه وجود تواطؤ، ولو كان هذا الحكم ضدى هل كانت الشرطة ستتركنى 15 شهرا؟!! ورغم صدور قرار الغرامة ضدى أنا والكفيل، فقد قبضوا على وحدى واودعونى السجن، كما استولت الشرطة على كل أوراقى منها أحكام قضائية لصالحى، وكانوا يحجزون رسائلى وبرقياتى ولذلك قمت بتهريب بعض أوراقى ووضعت صورا منها فى القنصلية فى جدة.
- وماذا حدث فى المحاكم؟
-- تلاعب رهيب ضد الأجنبى، الإجراءات تأخذ مدى زمنيا غير محدد ولا يطبقون الشرع والتضييق على وعلى المحامى الخاص بى، ناهيك عن العنصرية، فقد قال لى القاضى عبد المنعم السعدون من وين لك بمليون ريال وحسنى مبارك ما عنده هذا المبلغ وقال لى ستعود الى مصر بالثوب اللى عليك فقط. وظلوا يتلاعبون على مدى 37 شهرا وانتهى بحكم مخالف للشرع ولكل الأديان ولكل الأعراف وهو إعطاء مالى للسعودى ولم يأخذ بكل الأدلة الدامغة التى قدمتها. وتم نقض الحكم لصالحى ولكن لم يعطونى أموالى ولكن نصفها فقط ولم يعطونى الصيدليات حتى أبيعها كما أشاء. ولم احصل على ما قرروه إلا بعد أكثر من ثلاث سنوات وفى هذه الأثناء رفعوا ضدى قضايا كيدية وكسبتها كلها.
- وهل من حقك وقتها أن تبقى فى السعودية؟
-- لا، القانون السعودى يطرد أى مواطن أجنبى يلجأ الى القضاء بعد انتهاء قضيته، كما أننى لم أكن أريد أن أبقى لحظة واحدة حتى لو دفعوا لى ملايين وكانوا يتمنون أن اقدم ما يسمونه استرحام، ولكن الرحمة تطلب من الله سبحانه وتعالى فقط، ولن اشبع رغبتهم فى إذلال المصريين، وأثناء هذه القضايا وقبل دخولى السجن رفضوا تجديد إقامتى حتى لا أتمكن من متابعة حقوقى وهذه كانت وسيلة لإجبارى على ترك كل شيء لهم.
- لماذا لم تعد إذن؟
-- بسبب القضايا الكيدية التى رفعت ضدى وبسبب الغرامة التى قرروها ضدى ولم ينفذوها على السعودى.
- وكيف كانت أيام السجن؟
-- السجن هناك بشع بما لا يتصوره عقل، لا آدمية ولا احترام ولا أى شيء، فالعنبر الذى يسع مائتى شخص يضعون فيه أضعافا واضعافا، واغرب ما يحدث وهو لا يوجد فى أى مكان فى العالم، هو أن السجين يمكن أن ينسوه لعشرات السنين دون أن يعرف أى شيء عن قضيته ولو سأل لا يرد عليه أحد، ويوجد سجناء أنهوا مدة سجنهم وما زالوا فى السجن من جنسيات مختلفة وفيها سعوديون، بما فيهم أمراء من الأسرة المالكة لا يعرف أحد عنهم أى شيء، وهناك أجانب وسعوديون بأوامر من أمراء ودون أى حكم قضائى أو أى شيء وهؤلاء يمكن أن يقضوا حياتهم كلها فى السجن، فلا يوجد قانون أو شرع يمكنه أن يعيد اليك حقك أو يصد الظلم عنك.. فكل شيء عندهم مرهون بالرشاوى والنفوذ والواسطة، فهل هذا يمكن أن يحدث فى بلاد النبى ص؟!
- هل هناك مصريون آخرون مسجونون ظلما؟
-- هناك مساجين من كل الجنسيات،وهناك الكثير من المصريين ولكنى اخشى أن اذكر أسماءهم فيتعرضون لكوارث، فهناك على سبيل المثال مصرى مسجون بمكالمة تليفونية من رجل أعمال سعودى معروف فى مصر للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية وبدون أى حكم قضائى منذ أربع سنوات. وهناك أمثلة كثيرة للظلم منها سجن د.مرسى نويشى واللواء حسوبة رغم انهما كانا فى ضيافة الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل وادعت السلطات بأنهما غادرا السعودية الى الكويت وقد نشرت الصحافة المصرية هذه المصيبة وقتها، وكلنا نذكر سجن الطبيب المصرى فى السعودية لأنه رفض اغتصاب ابنه، وهناك آلاف الحالات المشابهة وكل هذه القضايا كانت أثناء المشاكل التى تعرضت لها فى هذا البلد العجيب.
- وأين دور السفارة المصرية من كل هذا؟
-- السلطات السعودية بجميع أجهزتها تمنع المواطن المصرى من الاتصال بالسفارة المصرية أو الاتصال بأهله فى مصر إلا أن يخضع للتحقيق والتعذيب ويضطر مجبرا على الاعتراف بما يريدونه ولو قال فى المحكمة إنه تعرض للتعذيب يعيدونه ويعذبونه من جديد بدرجة ابشع حتى لا يقول ذلك مرة أخرى أمام المحكمة. واذا تمكن من إبلاغ سفارته يقولون له أنت معترف ماذا نفعل لك، ويتجاهلون أنه تعرض لتعذيب فظيع.
- إذن السفارة ليس لها أى دور فى حماية المصريين؟
-- نعم، معظم العاملين فى سفارتنا يتعاملون بغطرسة، ولذلك يفضل المصريين البعد عن السفارة، فالسفير احمد الغمراوى كان يقول لى احنا دورنا بوسطجية نكتب كلمتين ميرى وبس، أى أنه يأخذ كلام الخارجية السعودية المزور والكاذب عن أى مصرى ويرسله كما هو الى الخارجية المصرية دون أن يخرج من باب مكتبه ويعرف ماذا يحدث، فعلى سبيل المثال الخارجية السعودية قالت كذبا للسفارة المصرية إن المحكمة حكمت ضدى، فالحكم كان لصالحى، كما كذبت الخارجية السعودية وقالت إننى لست ممنوعا من الخروج من السعودية. والسفير محمد عباس قال لى فى إحدى المرات لا إحنا هنعملك حاجة ولا حسنى مبارك هيسأل فيك وكان هذا أيام قضية اغتصاب ابن الطبيب المصرى فى السعودية.وفى مرة أخرى افتعل مشكلة معى وطلب الشرطة لى لأننى أطالب بحقى فى أن تقوم السفارة بدورها فى الدفاع عنى وعن حقوقى.
|