بريطانيا تستيقظ من ثباتها ام تصر على الثبات العميق
اقتباس عن بى بى سى دوت كوم
اشتركت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة في تركيز الاضواء على تطورات التحقيقات في تفجيرات لندن وأبرزها الكشف عن صورة أحد مرتكبيها.
وخصصت معظم الصحف صفحاتها الاولى لنشر صورة كبيرة للبريطاني حسيب حسين البالغ من العمر 18 عاما، والذي فجر قنبلة كان يحملها في حقيبة على ظهره في أحد حافلات لندن للركاب، والتي التقطتها إحدى كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة بإحدى محطات القطار صباح يوم التفجيرات الاسبوع الماضي.
وجاء تعليق صحيفة الاندبندنت أسفل الصورة التي احتلت الصفحة الاولى بالكامل كالتالي: "في الساعة 7:20 صباحا يوم السابع من يوليو بمحطة لوتون: شخص واحد في مهمة للقتل".
وجاء تعليق الديلي تليغراف بجوار الصورة مشابها: "حقيبة ممتلئة بالمتفجرات على ظهره، مفجر الحافلة ينطلق في مهمة للموت".
الصفحة الاولى لصحيفة الغارديان جاءت مختلفة رغم تغطيتها لذات القضية حيث نشرت صورة كبيرة لحشود من الناس في ميدان الطرف الاغر بقلب لندن وهم يقفون صامتين حدادا على ضحايا التفجيرات. وقد أقيم هذا الحداد الصامت الذي دام دقيقتين في أنحاء المملكة المتحدة حيث سكن كل متحرك خلالهما.
"كيف تحولوا للارهاب"
تنشر صحيفة الاندبندنت تقريرا بعنوان: "لماذا تحول الشبان الاربعة إلى الارهاب"، وتحاول فيه تتبع حياة منفذي تفجيرات لندن ونشأتهم وتعليمهم والاسر التي ترعرعوا في كنفها.
وتستغرب الصحيفة تحول هؤلاء الشباب الفكري وحماسهم للتضحية بأرواحهم من أجل قتل الابرياء رغم شهادات الاهل والجيران بأنهم كانوا أبعد ما يكونون عن التشدد الديني.
وتقول الصحيفة إن المسجد القريب الذي كان يصلي فيه اثنان على الاقل من هؤلاء لم يشتهر مطلقا بالتشدد وإنه ليس هناك أدلة على أنهم كانوا يترددون على مساجد اشتهرت بتشدد الائمة فيها مثل مسجد فنزبري بارك شمال لندن.
وفي نفس الصفحة نشرت الاندبندنت تقريرا آخر بعنوان "الشخص الهادئ الودود الذي كان المفجر الرابع".
وقالت الصحيفة إن المفجر الرابع في هجمات لندن الذي استقل أحد قطارات الانفاق وقتل بمتفجراته مالا يقل عن 24 شخصا، اشتهر لدى معارفه بأنه هادئ ولطيف وأنه كان مولعا برياضة كمال الاجسام. وهو متزوج من سيدة بريطانية وله طفل منها.
المدارس الاسلامية متهمة
بيتر فوستر مراسل صحيفة الديلي تليغراف زار أحد المدارس الاسلامية في باكستان والتي قال إنها "تُحمل مسؤولية تغذية التشدد لدى التلاميذ".
وجاء عنوان تقرير فوستر: "الملالي: الغرب هو المسؤول عن المفجرين".
وتوجه المراسل بسؤال لمدير إحدى أكبر المدارس الاسلامية في لاهور، وهو السؤال الذي قال إنه "يزعج بريطانيا منذ التفجيرات": كيف لاربعة شبان ولدوا في بريطانيا أن يتحولوا إلى مفجرين انتحاريين؟
وقال فوستر إن رد الملا فضل الرحيم رئيس مدرسة "جمعية الاشرفية" جاء "دون تردد": إن الظلم هو مصدر كل الصراع. إننا ندين دون تحفظ مثل هذه الهجمات لكن الغرب، بما فيه توني بلير والشعب البريطاني، يجب أن يسأل نفسه بأمانة عن أسباب ذلك.
اندماج مسلمي أوروبا
صحيفة الفينانشل تايمز تنشر تقريرا موسعا حول جاليات المسلمين في أوروبا وأعدادها وأصولها وتضع له عنوان "اندماج المسلمين في أوروبا يمثل تحديا ملحا".
قالت الصحيفة إن مسؤولين أمنيين حذروا من انتشار نموذج التطرف الديني، على يد مسلمين ولدوا ونشأوا داخل مجتمعاتهم الاوروبية، في أنحاء القارة.
وأضافت الفينانشل تايمز أن تحدي إشراك المسلمين بشكل أكبر في صلب الحياة بات أشد إلحاحا.
"جيش الاشباح" بالعراق
في الشأن العراقي وتحت عنوان "الفساد يهدد بترك العراق "بجيش من الاشباح" نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن ما سمته "موجة مد من الفساد" تجتاح وزارتي الداخلية والدفاع بالعراق.
وقد تؤدي هذه الموجة، بحسب الصحيفة، إلى أن تصبح قوات الجيش والشرطة بالعراق من الضعف العددي والتسلحي بمكان بحيث لا يمكنها أن تحل محل القوات الامريكية والبريطانية في مواجهة التمرد هناك.
وقالت الاندبندنت إن القوات المسلحة بالعراق تعج "بسرايا الاشباح" والتي يضع بفضلها ضباط أموالا في جيوبهم كان يفترض أن تكون رواتب جنود وهميين تحت إمرتهم أو آخرين تركوا الخدمة وعادوا لبيوتهم.
ونسب مراسل الصحيفة في بغداد للسياسي العراقي والبرلماني المخضرم محمود عثمان قوله "لدي علم بما لا يقل عن وحدة يفترض أن عددها 2200 جندي لكن الرقم الحقيقي لها هو 300 رجل فقط".
وقال عثمان: "تتحدث الولايات المتحدة عن وجود 150 ألفا من قوات الامن العراقية، ولكني لا أعتقد أن هناك أكثر من 40 ألفا منهم".
وقالت الصحيفة إن تسليح الجيش والشرطة العراقية سيئ رغم النفقات الهائلة، ونقلت عن مسؤول عراقي وصفته بأنه رفيع المستوى قوله:"أنفقت الحكومة المؤقتة 5.2 مليار دولار على وزارتي الدفاع والداخلية خلال الاشهر الستة الماضية لكن ليس هناك الكثير من التحسن"
|