بالرغم من اننا اقباط ارثوذكس نؤمن تماما بالرب يسوع المسيح و الكتب المقدس الا اننا ايضا نتذكر ما قالة رب المجد (اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله )...
و بالتالي فلابد عند الحديث عن المسالة القبطية ان نفرق بين رجال الدين و رجال السياسة.لان رجال الدين يتحركون في اطار ديني محكم بتعاليم الكتاب المقدس.اما رجال السياسة فيتحركون بدافع المصلحة الوطنية. و هذا هو النموذج الصحيح الذي لابد ان تكون علية الامور..
اما في حالة اقباط مصر فالوضع مختلف نظرا لان النظام الحاكم الفاسد (من وجهة نظري ) لا يسمح اطلاقا بوجود رجال سياسة اقباط في اطار منظومة (تجفيف المنابع) التي تحدث عنها الاخ يوسف سيدهم في جريدة وطني و التي تعني منع اي فرصة لوصول اي مسيحي الي المناصب العليا و التي تؤهلة ليصبح رجل سياسة ناجح.....
و بالتالي اضطرت الكنيسة القبطية الي لعب دور سياسي لملأ الفراغ السياسي لدي الاقباط لان عدم ملأ هذا الفراغ يؤدي الي حالة من الاحتقان السياسي لدي الشارع القبطي و هي بكل الاحوال تمثل خطر علي تماسك المجتمع.....
و هكذا نظرا لسياسة الحكومة التشددية تجاة الاقباط اضطرت الكنيسة الي لعب هذا الدور السياسي . و هكذا اختلطت مفاهيم فصل الدين عن الدولة كما قال رب المجد يسوع المسيح مع مفاهيم المصلحة الوطنية و تهدئة الوضع السياسي في المجتمع....
و نحن مع احترامنا الكامل لقرارات المجمع المقدس الذي انا شخصيا لا استحق حمل سيور احذية اثاقفتة الا اني اختلف مع قراراتة في نقطة الحديث عن الشعب القبطي بكاملة ...
فحينما يتحدث المجمع المقدس عن اي قضية عقائدية او لاهوتية فنحن نتفق معهم تمام الاتفاق طالما ان المرجعية واحدة و هي (تعاليم الكتاب المقدس)....
اما حينما يتحدث المجمع المقدس عن اي قضية سياسية فتصبح المرجعية هي (المصلحة الوطنية) و بالتالي من حق اي قبطي الاتفاق او الاختلاف مع قرارات المجمع فيما يخص الامور السياسية .....
غير اني كانسان قبطي اصيل ارفض تماما الموافقة علي اي راي سياسي ابداة المجمع المقدس بدون مشاورة في الكنائس و اجتماعات الشباب و الخدام ...
بمعني انة اذا اراد المجمع المقدس ان يتحدث كممثل عن الاقباط في الامور الدنيوية (التي لم يأتي بها نص في الكتاب المقدس مثل مرشح الرئاسة) فينبغي ان يصدر هذا الرأي بعد دراسة و عرض علي كافة الكنائس القبطية و علي كافة شرائح الاقباط العمرية (شباب.بالغين.شيوخ) حتي يأتي القرار معبرا عن رأي الاقباط في قضية دنيوية لم يأتي بها نص ديني...
هذا راي الشخصي و قد تتفق معي و قد تختلف غير اني اولا و اخيرا اكن كل حب و تقديس لاثاقفة المجمع المقدس و علي راسهم قداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث .
|