صحافة ابو لمعة
اتقلبت بقدرة قادر الى المقدسات فى فلسطين !!! مع انه يعلم ما قاله النائب الأمريكى مما سيظهر فى منتصف المقال
الأهرام
قضايا و اراء
2005 يوليو 23 السبت
ذاكرة التاريخ
الـرأي لمـن..؟؟
أفيقوا أيها الأشقاء من لعبة الأحلام الكاذبة..!!
بقلم: زكــريا نيــــل
إلي متي يا تري يقبل مثل ذلك السفه الجنوني, في البرلمان الأمريكي ـ الكونجرس ـ الي متي..؟؟
ومن يا تري يكون ذلك النائب الأمريكي والذي ربما يكون قد حدث له تخبط عقلي, أو أصابته نوبة جنون عرضي, وذلك عندما لوح علانية بقدرة الولايات المتحدة الأمريكية علي إزالة الأماكن المقدسة للمسلمين, من الخارطة في فلسطين..!!
وربما يكون قد التبس الأمر, علي هذا النائب الأمريكي, بين خارطة فلسطين, وبين خارطة الطريق, والأخيرة هي من صنع القيادة الأمريكية, ووقفت موقف العجز أمام هؤلاء العنصريين الصهيونيين المتطفلين.. أما الثانية فهي من صنع الله..!!
واضح أن هذا النائب الأمريكي المحترم, واسمه توم تانكريدو وما صدر عنه من سفاهة وجهل بلغة التعبير, تحت قبة البرلمان الأمريكي, هو الأمر الذي هبط بقدسية ذلك المجلس النيابي, بل وأساء إلي مشاعر المواطنين الأمريكيين أنفسهم, ممن يدينون بالديانة الإسلامية, وهم كثيرون وبالملايين, وكذلك ممن يدينون بالديانة المسيحية, فالأديان كلها تنبع من معين إلهي واحد, وما يصيب واحدة منها, ينعكس علي الأخري بالإساءة والتهديد..!!
أضعف الإيمان الأمريكي..!!
لكن..
ما قيمة أن تحدث مثل هذه التجاوزات المتطرفة استياءها في الولايات المتحدة نفسها, ودون أن يصدر عن المجلس النيابي الكونجرس ما يفهم منه أن ذلك يحدث استياء شديدا لدي كل الأديان, بل كان من أضعف الإيمان, ان ينبه رئيس المجلس, وفي نفس الجلسة بعدم المساس بالأديان.. ومما يعتبر ردا قاطعا علي هذا النائب, بأن تصرفه في لغة الخطاب قد أساء الي قدسية الأديان, وهي ليست موضع نقاش..!!
بل ويؤكد أن الأديان الثلاثة, وهي حسب ترتيب ظهورها زمنيا:1 ـ اليهودية ـ2 ـ المسيحية ـ3 ـ الإسلامية.. وكلها جاءت من معين إلهي واحد.. وان أي اساءة لواحدة منها هي اساءة لكل الأديان, وكذلك اساءة الي رموزها من رسل الله( موسي وعيسي ومحمد) علي ثلاثتهم أفضل السلام وأزكي التسليم..!!
حسن..
وقد بادرت الزميلة السعودية ـ صحيفة الشرق الأوسط ـ الصباحية, بالاشارة الي تفاصيل هذا الزلل المشين, وبأن الاساءة الي واحد من الأديان السماوية, هي اساءة الي كل هذه الأديان, وباعتبار أنها جاءت من نبع إلهي واحد, وليست من صنع الانسان, أي إنسان..!!
والعجيب في الأمر أيضا..
إن ذلك النائب الأمريكي الملحد, وما صدر عنه من ندم بعد ذلك, عندما سئل عما اذا كان يقصد من وراء كلامه بقصف مكة المكرمة..؟ كان جوابه, يدل, ولأول وهلة, علي خلل عقلي, ومن أجل ذلك تحدث نيابة عنه متحدث من مجلس الكونجرس ـ البرلمان ـ الأمريكي, بأنه لا يقصد ذلك, وانما يقصد إلقاء بعض الأفكار.. ومما يعطي دلالة علي ان هذا النائب الأمريكي توم تانكريدو, قد يكون مصابا باضطراب عقلي, ومن أجل ذلك عاد فقال:
إنه لا يقصد سوي إلقاء بعض الأفكار, وانه لا يقصد أيضا التهديد بقصف الأماكن الإسلامية في مكة.. ولكنه يتحدث عن حالة افتراضية! أي افتراضية أيها الجاهل بقدسية الأديان..؟المباديء الأخلاقية..
هي أهم المرتكزات..!!
تري.. هل مثل هذه النماذج من الجهلة, وهي تسيء الي كرامة وسمعة وطنها, هل هي قادرة علي التحدث باسم من انتخبوها واعطوها ثقتهم..؟ أشك في ذلك, ولكونها لا تركز علي أهم المباديء الإنسانية, وهي المبادي الخلقية, والتي لا تتغير بتغير الأحوال, ولا بالانتقال من مكان الي مكان..!!
كذلك..
علي الجانب الآخر الفلسطيني..
من الذي يستطيع ضبط المواقف..
في الظروف الشديدة الحساسية..؟
بكل أمانة الكلمة, والتي تحتضن إليها كل الآراء الصادقة وغير المنحازة.. انه من الضرورات الملحة خاصة في هذه الظروف المحيطة.. ودون التأثر بأي عقائديات حزبية, سوي الولاء التام لحرمة التراب الوطني الفلسطيني, مع تجميد أي ولاءات أخري! والابتعاد حاليا عن أي ولاءات نفعية, سواء أكانت حزبية أم عقائدية أم جهوية, ذلك أن الولاء النقي للتراب الفلسطيني يجب أن يكون هو وحده مصدر الاشعاع والطاقة.. وبما يمكنه من أن يجب أي ولاء آخر, مهما تكن مبادئه الحزبية, أو انتماءاته الخارجية, أو توجهاته المستقبلية!!
ذلك أن سلامة أي خطط, والتي تكون مبرأة من أي مرجعيات ازدواجية, لايمكن أن تجيء إلا مرة واحدة, وهي الآن قريبة الي تحقيقها علي أرضية الواقع الوطني, لسلامة التراب الفلسطيني, وبشرط صيانته من أي مؤثرات جهوية, أو زعامات وقتية..!!
وبكل أمانة الكلمة أيضا..
والله علي ما نقول شهيد..!!
إن أخطر ما يصيب القضية الفلسطينية بالتمزق والصراعات, هي التعددية الانتمائية خارج دائرة المواطنة السلبية والمبرأة من أي عائدات مصلحية أو زعامات جهوية, وأن تكون قبلتها المقدسة.. هي ترابها الوطني, وبعيدا عن تعددية الزعامات المتضاربة والتي هي بيت الداء في عرقلة حركة النهوض الشعبي الفلسطيني, صدقوا من يقول لكم الحقيقة مبرأة من أي مطامع أو هدف نفعي..!!
نعم.. لن تقوم للأمة الفلسطينية, في مختلف مواقعها, لن تقوم لها قائمة شأنها شأن الدول المستقلة والتي استقلت استقلالا حقيقيا, إلا اذا تعهدت تعهدا أخلاقيا ووطنيا, علي أن تفكك كل انتماءاتها خارج التراب الفلسطيني, فلا مشرق ولا مغرب, ولا عقائديات تجارية, أو ولاءات سياسية, وأنتم تشاهدون في كل ما يحدث في كل من المشرق والمغرب العربيين, وما قد يكون هناك من صفقات سياسية, تتصارع الآن مع بعضها بعضا, سواء أكان ذلك في المشرق كما في المغرب العربيين, والفائز الوحيد في مثل هذه الكيانات الاقليمية, هو الذي يتخذ منها رصيدا له في تحقيق مخططاته الإقليمية..!!
أليس ذلك واقعا حقيقيا..؟ وأود أن تعفوني من ذكر الأسماء, أو الجهات, فليس في تعرية ذلك, أي مصلحة للقضية.. ناهيك عن أنها قضية قومية!!
الرأي إذن لمن..؟؟
واذا كان مثل هذا الرأي غير مقبول, لدي بعض الكيانات الإقليمية أو الجهوية.. سواء التي تعطي.. أو التي تبني منطلقاتها السياسية البعيدة المدي, علي حساب القوي البشرية, والتي انحشرت في عالم من الحيرة..!!
هل تبقي علي انتمائها لإرادة الآخرين, ومقابل احتضانها وتمويلها وتعددية كياناتها..؟
وهل يكون ذلك صحيحا..؟؟ وقد خرج بها عن مربع المواطنة الحقيقية؟ سواء أكانت مواطنة بشرية أم ترابية, وبقيت حاملة للسلاح..؟؟ وهل تتمايل ذات اليمين وذات اليسار, بل لا تستطيع أن تجعل من هذا القرار قرارا لها وحدها, بل ان المرجعية هي التي تقول لها نعم أو لا, سواء كانت هذه المرجعية عقائدية, أو تمويلية, أو مذهبية, وأكرر, وهي التي تقول نعم أو لا!!
أليست هذه هي الحقيقة
أيها السادة..؟؟
دعونا من سياسة الشعارات, وبعد أن فقدت أي تأييد لتوجهاتها, وبعد أن قامت بتعرية حقيقة المنتمين إليها!!
ومعذرة, ان كان لا يستطيع القلم أن يزيح النقاب عنها, فالصورة واضحة أمام كل ذي عينين, وان أمة عريقة تكون بهذا التمزق الخفي بين قادتها, واعطاء البعض منها الولاية عليها لغيرها, ولمجرد أن تدعمها, وتغطي المكشوف من احتياجاتها, ان مثل هذه الأمة, لا تستطيع ـ بكل أسف ـ أن تحرر ما اغتصب من أرضها, وانها ستبقي الجدار الذي يكون مرتكزا لكل من ينشدون الزعامة القبلية عليها, ولتكون أشبه ما تكون بورقة, يلعبون بها في مواجهة الأقوياء..!!
أليست تلك هي الحقيقة العارية..؟
أفيقوا أيها الأشقاء من الأحلام الكاذبة, والتي يحاولون فرضها علي ارادتكم..
.. أفيقوا, ولا تبيعوا مستقبل أمتكم الي عالم المجهول, والذي لن يرحمكم..
وغدا وبعد غد تشرق شمس الحقيقة عليكم..!!
والشاعر العربي يقول..
واذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام..!!
|