أحييك و لكنى اختلف معك
العزيز دكتور عادل
بداية احييك و اشكرك على ردك الناضج , كما اود ان اعتذر لك عن تاخرى فى الرد لظروف عملى و انشغالى الدائم . . . و بعد
كلامك منطقى و منظم و رائع من الناحيه العقليه , ولو كان الامر متعلقا بأى أمر اخر لحييتك و اتفقت معك تماما على طول الخط , و لكن هنا الامر يختلف , و ايضا بالعقل و المنطق , و لتسمح لى ان اشرح لك مقصدى :
1- كلامك قد يكون صحيحا ان المسيح ليس الطريق الوحيد لله اذا كان المسيح نبيا كغيره من الانبياء , و لكن الحقيقه ليست كذلك , فالانبياء جاءوا الواحد تلو الاخر و وضعوا ناموس للحياه و فشل كل البشر فى تطبيق ذلك الناموس الذى كان يمكن ان يقربهم لله و ينهى حالة الانفصال بين البشر و الله , لذلك جاء الله بنفسه متجسدا فى صورة المسيح ليزيل الفاصل بين الارض و السماء و يعقد الصلح بين البشر و الله , و بالفعل تحقق ذلك الصلح و عاد الانسان للسماء بواسطة المسيح , هذا هو صميم عقيدتنا كمسيحيين , و يسعدنى ان استفيض فى ذلك الامر اذا احببت , و سأؤكد لك بالمنطق و العقل و الفطره السليمه ان هذه هى الحقيقه الوحيده التى تفرض نفسها فى الكون كله .
2- يمكن ان يضع أحد العلماء نظريه تقول انه لا يوجد جاذبيه ارضيه مثلا و يمكن ان يثبتها رياضيا و حسابيا و فيزيائيا بعشرات البراهين و الاثباتات , و لكن ما هو قولك اذا امسكت بشئ ما و تركته و وجدته يسقط على الارض تحت تأثير الجاذبيه الارضيه , ايهما ستصدق وقتها , الاثباتات و البراهين , ام التجربه العمليه , ما أريد ان أقوله هو اننا نحن المسيحيين نحيا مع المسيح كشخص حى فى وسطنا , يحدثنا و يسمعنا , نراه و نلمسه , و اى حوارات او اثباتات او براهين لا يمكن ان تمحى تجربه حيه عمليه نحياها جميعا , اعتقد ان ذلك هو قمة التفكير العلمى المنطقى .
3- بالمنطق يمكن ان نضع اسئله كثيره جدا تنقض الاسلام من اساسه , أولها وابسطها , كيف ولماذا يحتاج الله الى اكثر من دين , دين لكل امه , الم يكن بمقدور الله ان يضع دين لكل البشر فى كل الدنيا , ثم كيف يكون من المنطق ان تحرف الكتب التى انزلها الله بشهادة الاسلام , هل الله غير قادر على حماية كتبه و تعليمه , ما ذنب ملايين البشر فى اتباع دين انزله الله ثم تم تحريفه , برضا و موافقه و سكوت من الله , الا ترى ان الله فى هذه الحاله مشترك فى ذلك الخداع للبشر , ثم ما هى الضمانات ان ينزل نفس الاله ثلاثة كتب سماويه يحرف اثنين منها بينما الثالث غير قابل للتحريف , العقليه العلميه تقول انه طالما الكتب الثالثه من نفس المصدر و عاشت نفس الظروف , فيمكن ان يحدث لاحدها ما حدث للاخرين , قس على ذلك عشرات الامور التى يمكن نقضها بالعقل و المنطق .
بأختصار يا عزيزى انا أرحب ان نتحاور منطقيا و بصوره متحضره فى كل النقاط , واثقا ان الموضوعيه و التحضر و الرقى ستكون سمه اساسيه فى حوارانا , و اشكرك .
و الرب يبارك و يهدى الجميع
المفدى
|