البطالة
تفاقم مشكلة البطالة بصورة غير مسبوقة هو كارثة تهددنا جميعاً. فالبطالة تتسبب في آلام نفسية شديدة الوطأة يعاني منها العاطلون الذين يعجزون عن توفير لقمة العيش لأسرهم. أما الشباب، فبعد سنوات طويلة تنفق خلالها الأسرة جل مدخراتها على الدروس الخصوصية والكتب الخارجية من أجل تعليم الأبناء، تنتهي المأساة بأن يتخرج الشباب لينضموا إلى طوابير العاطلين مما يؤدي لانتشار ظاهرة العنوسة والزواج العرفي والانحراف للحصول على المال، علاوة على حالات من الاكتئاب والاغتراب. فضلاً عن ممارسة العنف والجريمة والتطهي تتمثل في التخلف الاقتصادي من ناحية وضعف موقع بلادنا النامية في الاقتصاد العالمي من ناحية ثانية، وفشل جهود التنمية من ناحية ثالثة وآثار أزمة المديونية الخارجية والخضوع لبرامج الخصخصة والتكيف الهيكلي من ناحية رابعة. هي نتيجة لخنق الاقتصاد المصري ومنعه من النمو تحت وطأة البيروقراطية الإدارية والعشوائية في القرارات والنظم، وعجز الدولة عن توفير المناخ المناسب للعمل الخلاق والإبداع والنمو. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة البطالة، فإن أصحاب العمل لا يجدون من يستعينون به لملأ المواقع الشاغرة وتنمية أعمالهم، لوجود فجوة بين نوعية الخريج الجامعي والمهني وبين المهارات الحقيقية التي يحتاجها سوق العمل.
لقد أخذت منا مشكلة البطالة الكثير من الدراسة والبحث، لوضع برامج وآليات محددة للقضاء على البطالة وتشغيل العاطلين من خلال خطط قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى. سوف نقوم بإنشاء الشبكة القومية للتدريب والعمل باستخدام تقنيات المعلومات، لسهولة معرفة احتياجات الشركات وسوق العمل، والمواءمة بين تلك الاحتياجات وبين المتقدمين للحصول على العمل وبرامج التدريب التي يتم طرحها، وكذلك الحصول على معلومات دقيقة ترشد عملية التعليم والتدريب والتنمية البشرية. ومن المهم أن نوضح أنه على المدى الطويل فإن تشجيع الاقتصاد على الانطلاق سوف يؤدي لتوسع الشركات القائمة والاستثمار في مشروعات جديدة وهذا هو القاطرة الأساسية لتقديم فرص عمل يمكن أن تستوعب العاطلين والأعداد الجديدة التي تدخل سوق العمل سنوياً.
إعانة البطالة
نلتزم بتقديم إعانة بطالة لكل عاطل في حدود 150 جنيهاً شهرياً بشرط انضمام العاطل إلى شبكة التدريب والعمل حتى يتم تأهيله والتأكد من جديته في البحث عن عمل. ونحن ننظر لإعانة البطالة باعتبارها ضرورة اقتصادية كما هي ضرورة اجتماعية، لأن التجارب الاقتصادية الرأسمالية رصدت وجود دورات يمر بها الاقتصاد من دورة انتعاش ونمو، تعقبها دورة انكماش وركود وكساد. ولتقليل عمق وحدة دورة الكساد وطولها الزمني، ثبت أن وجود إعانة البطالة، يقلل من عمق الدورة الانكماشية وبالتالي يحافظ على المكاسب الاقتصادية التي حققها المجتمع في دورات النمو، كما يعمل على تقليل زمن دورة الكساد، وذلك لأن تقديم إعانة البطالة يعمل على ضخ سيولة في السوق تتحول لطلب استهلاكي، فتعود المصانع للدوران ويستعيد الاقتصاد عافيته في زمن وجيز، وتصبح إعانة البطالة بمثابة وثيقة تأمين اقتصادية كما هي اجتماعية، تضمن إقامة الاقتصاد من عثرته المؤقتة، كما تحمي الطبقة الوسطى وتحافظ على سلامة النسيج الاجتماعي والقيم وأمن الوطن والملكية الخاصة.
|