ومسجد جديد فى أثينا باليونان
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/3108637.stm
خطة اقامة مسجد في اثينا تسبب جدلا شديدا
لم يقم مسجد في اثينا منذ مائتي عاماثينا - ريتشار جالبين
حتى وقت قريب كانت مدينة بيانيا اليونانية الصغيرة، المحصورة بين الجبال شمال العاصمة أثينا والقريبة من المطار الدولي الجديد، مجرد مدينة لا تلفت النظر، وتبعث الحياة فيها على السأم والملل.
لكن الوضع سيتغير تماما اذا استمرت الحكومة اليونانية في مشروعها لبناء اول مسجد بالعاصمة منذ ما يزيد عن مائتي عام، وستصبح المدينة قبلة أنظار عشرات الآلاف من المسلمين الذين يقيمون في اثينا.
وتسعى وزارة الخارجية الى إقامة مسجد كبير ومركز ثقافي إسلامي قبل حلول الأوليمبياد بعد عام واحد.
وتم تخصيص أكثر من ثلاثين الف متر مربع من الأرض للمبنى الذي ستقوم المملكة العربية السعودية بتمويله بتكلفة تقدر بمليون دولار.
ويعد الإحساس بالخجل أحد الدوافع التي تحرك الحكومة اليونانية، خصوصا مع اقتراب موعد دورة الألعاب الأوليمبية التي تنظمها أثينا، وهو ما يضع اليونان بالفعل تحت دائرة الاهتمام العالمي.
ويعترف وزير خارجية اليونان جورج بابانداريو في حوار ا1يع معه مؤخرا بأن "أثينا هي العاصمة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لا يوجد فيها مسجد".
مساجد بديلة مؤقتة
والامر اللافت للنظر بلاشك أنه لم يقم مسجد واحد في العاصمة أو محيطها منذ حصول اليونان على استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية المسلمة في أوائل القرن التاسع عشر.
ويصلي المهاجرون المسلمون القادمون من ألبانيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط في المساجد التي يطلق عليها "مساجد تحت الأرض" التي لا تحوز التراخيص اللازمة. وقد تم إعداد العشرات من هذه المساجد البديلة المؤقتة في العاصمة في شقق ومحلات وأحيانا في جراجات.
يقول محمد أشاد المهاجر الباكستاني الذي يعيش في أثينا منذ ست سنوات:" إنه موقف شديد السوء، إنهم ينتهكون حقوق الإنسان فينا، لا بد أن يكون لنا الحق في ممارسة شعائرنا الدينية، ويجب أن يكون ذلك في مساجد لائقة".
وكان محمد يتكلم بعد إتمامه الصلاة في أحد المساجد تحت الأرض في مركز العاصمة، وكان ذلك في شقة حقيرة تفوح من حولها رائحة البول.
والغرفة التي يدعى أنها مكتبة صغيرة للغاية ولا تتناسب مع يوم الجمعة الذي تكثر فيه الصلاة، عندما يتوزع الناس خارجها في المدخل وعلى السلم.
ويقول محمد "إن الأمر شديد الغرابة لأن اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي مع أكثر من عشر دول أخرى ، ومع ذلك لا يوجد بها مسجد".
رفض الخطة
وقد قام السفراء الممثلون للدول العربية بمحاولات لإقناع الحكومة اليونانية ببناء مسجد لائق على مدار ثلاثين عام، والآن تأكد نجاح مساعيهم.
يقول عبد الله عبد الله ممثل فلسطين في اليونان :" لقد اكتملت كافة الأعمال التحضيرية، ووافقت الحكومة اليونانية، والجانب العربي مستعد لبدء أعمال البناء، كما أعطتنا الكنيسة اليونانية مباركتها".
ولكن في مدينة بيانيا حيث سيقام المسجد هناك غضب بين السكان المحليين.
ورفض مجلس المدينة الخطة الخاصة ببناء المسجد، وأوحى عمدة المدينة باراسكيفاس باباكوستوبولوس إلى المحاكم بمنع بناء هذا المسجد دافعا بأنه من غير القانوني استخدام الأرض في البناء.
ويقول: " مائة في المائة تقريبا من السكان هنا يعارضون بناء المسجد، ولم يسألنا إحد إذا ما كنا نريده، والمنطقة غير مناسبة لإقامته".
خوف تاريخي
وما يقلق العمدة بالتحديد هو أن المسجد سيكون مرئيا للزائرين عند هبوطهم في مطار أثينا الدولي.
ويقول: "هذه مشكلة بالنسبة لنا، حيث سيكون الانطباع الأول عند الزائرين هو شيئ لا يمثل الثقافة اليونانية، وسينتابهم الشعور بأنهم قد حلوا ببلد إسلامي". ومن الناحية الرسمية قالت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي تسيطر على الحياة الدينية في البلاد إنها لا تعارض بناء المسجد الجديد.
ولكن الرؤية مختلفة تماما عند السلك الكنسي في بيانيا. يقول قس الإبراشية الأب أنطونيوس ميلاكيس:" لا أستطيع أن أتحمل أن يبنى هذا المسجد هنا، فسيقوم المسلمون في المركز الثقافي التابع لهذا المسجد بتدريب المسلمين المتشددين، وسيحاولون تحويل الناس من غير المسلمين إلى الإسلام".
ويبدو أن الخوف من الإسلام متأصل في التاريخ.
يقول عبد الله عبد الله :" إن اليونان واليونانيين يربطون الإسلام بالاحتلال التركي الذي امتد لقرون عديدة، ولا زال هذا الاستياء موجودا حتى الآن"
ولكن المثير للسخرية هو أن المسلمين أنفسهم قد عارضوا فكرة إقامة المسجد في بيانيا، فالمدينة تبعد عن العاصمة بمسافة عشرين كيلومترا. ويقول البعض إنه لن يكون من السهل عليهم الذهاب إلى هناك لأداء صلواتهم اليومية لأنها ببساطة بعيدة للغاية.