
22-09-2005
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
الباب الذي دخلتَ منه إلى أمريكا فأراً، تستطيع ان تخرج منه ولو كبرت وأصبحت جملاً!
ربطة العنق والطقم لا يصنعان من فزاعة الحقل رجلاً. الرجل الحقيقي يعفّ عما يَبصق عليه، أما الذي يتغوّط في صحن ثم يلعقه يستحق من كل عاقل أن يبصق عليه.
لماذا يقضي رجل وهن عظمه واشتعل رأسه شيباً ولم يعد بين رجله اليمين وقبره سوى خطوة.. لماذا يقضي ثوانيه المعدودات مهتماً بما يجري على سواحل العراة وفي أسرّة الشاذين والمعتوهين متجاهلاً عمداً جمال حدائقهم وكثافة غاباتهم ونظافة مراحيضهم وعدالة محاكمهم وغزارة متاجرهم واتساع شوارعهم ودقة مواعيدهم وشدّة نظامهم وصفاء أنهارهم وحذاقة أطبائهم وبراعة مهندسيهم وعبقرية علمائهم وحجم اهتمامهم بصحة وكرامة الإنسان وسلامة البيئة وجودة الغذاء. "كل نفسٍ بما كسبت رهينة." (المدّثر 38 )
يدّعي السيد خيري بأنه يدافع عن الإسلام ثم يقول: ستصحّ "نبوءة" ماوتسي تونغ الذي وصف بها أمريكا بأنها نمر من ورق. ولكن يبدو أنه تجاهل ما قاله "النبي" تونغ أيضاً، بأن الله خرافة كبيرة لا توجد إلا في عقول المهووسين والمجانين.
إن كنت تؤمن بالشق الأول من عبارته فلا شكّ في انك تؤمن بشقها الآخر.
لن تستشهد بكلامه لو لم تدن بدينه!.. عار على الإسلام أن تكون من أتباعه! لن أعجب، وقد اعتبرتَ ماوتسي تونغ نبياً، أن ترى في صدام والقذافي والبشير أو لربما في أبي عمار أنبياء أيضاً!
وفاء "السلطان".. "وفاء الحقد"..!! أهكذا يخاطب الرجل المسلم امرأة؟! التنابز بالألقاب أسلوب زقاقي لا يتبناه إلا أولاد الشوارع الذين لم يهذّبهم وازع ديني أو رادع أخلاقي. "ولا تنابزوا بالألقاب." (الحجرات 11) تعلم أدب الحوار يا خيري! خاطبني باسمي، قارعني الحجة بالحجة وادفع بالتي هي أحسن، وإلا عار على الإسلام أن تكون من أتباعه.
هزيمتكم العسكرية أمام إسرائيل هي تحصيل حاصل لهزيمة أخلاقية وعقلية. الحرب في عالم اليوم حرب كلمة وقد آن لكم أن تتعلموا أدب الكلام!
يسألني السيد خيري أن أعود إلى ضميري!
صاحب الضمير يا سيدي يجب أن يدرك حقيقتين. الأولى: لماذا فرّ هارباً من وطنه. والثانية: لماذا لجأ إلى هذا البلد!
لا يهرب الإنسان من وطنه بمحض إرادته إلا عندما يصل هذا الوطن إلى حالة إفلاس عقلي وأخلاقي وديني واجتماعي واقتصادي وسياسي وعسكري. ولا يلجأ إلى بلد آخر إلا إذا آمن إيماناً مطلقاً بأنه سيجد فيه ضالته.
اللهمّ إلا إذا كان لديك من هجرتك غاية لا تختلف عن غاية عطا والجراح وحنجور وبقية أفراد العصابة. كراهيتك لهذا البلد تدفعني للاعتقاد بذلك.
أن تهاجر من وطن تؤمن بأن لك فيه قضية وديناً وكتاباً، إلى بلد لا ترى فيه إلا العراة والشواذ. انحطاط ضميري يحتاج إلى إعادة نظر!!
أنت فلسطيني بالولادة، ولكنك أمريكي – شئت أم أبيت - بالقرار!.. أنت مسؤول أمام ضميرك عن صحة هذا القرار!
مؤمن بقضيتك؟!.. لا غبار على ذلك! لماذا لا تعود إلى بلدك وتلتزم بالدفاع عن هذه القضية حتى تنالها أو تموت دونها؟.. أم لعلّك فضّلت أن تهرب بأطفالك من جحيم القضية لتصفّق وأنت في أمريكا لأطفال غيرك وهم يفجّرون أنفسهم؟.. أتتصدق بالوطنيات من جيب غيرك؟ هذا انحطاط ضميري بحاجة إلى إعادة نظر!
زعامتكم هنا صارت مهزلة، وقضيتكم صارت نكتة!
قالت المضيفة لركاب الطائرة: أريد منكم رجلاً شجاعاً يضحي بحياته ويلقي بنفسه كي تخف حمولتنا فنتجنب كارثة جوية. انبرى فارس من ورق، عدّ حتى العشرة وألقى بالرجل الذي يجلس إلى جانبه.
عندما فجّر الشاب الفلسطيني عز الدين المصري نفسه في أحد المطاعم الإسرائيلية 548; قال والده، (وفي حوزتي نسخة عن المقابلة معه) : لماذا يزنّر هؤلاء الرجال أطفالنا بالقنابل؟ لماذا لا يزنّرون أنفسهم؟ لماذا يدفعون أولادنا إلى قتل أنفسهم؟
وقالت أمه: لو أعطوني العالم كله الآن هل تعتقد بأنني سأكون سعيدة؟..
إذا كنت مؤمناً يا خيري بهذا النضال، كل ما تحتاج إليه هو طفلك (وليس أطفال الغير) وكومة من البارود وزنار!! أما أن تتصدّق من جيب غيرك فهو انحطاط ضميري يحتاج إلى إعادة نظر.
أنا لا أحقد عليكم يا خيري بل أرثي وأشفق على حالتكم. وضعكم المزري وانحطاطكم العقلي والأخلاقي الذي تدهورتم إليه لا يمكن أن يحسدكم عليه أحد ولذلك فهو لا يثير في نفسي إلا الرثاء.
اختلف رجلان أحدهما من شيعة علي والآخر من رجال معاوية. الأول يقول، هذا جملي، والآخر يقول بل هذه ناقتي!.. لجأ الاثنان إلى معاوية يحتكمان فصاح معاوية في الرجل الشيعي: أعطه ناقته يا رجل. فقال الرجل: ولكنه جملي يا أمير المؤمنين. وعندما همّ الرجل الشيعي بالخروج منكسراً، صاح به معاوية كي يقترب منه، ثم همس في أذنه: اذهب إلى عليّ وقل له، بهؤلاء الرجال الذين لا يميزون بين الناقة والجمل سأحاربه.
منذ ذلك الحين ونحن نحارب أعداءنا بهذا النمط من الرجال. رجال لا يميزون بين الناقة والجمل. لا يميزون بين منبر الشعر وساحة القتال. لا يميزون بين المكتبة وساحل العراة، ولا يميزون بين ماوتسي تونغ والأنبياء.
أنا لا أحقد عليك يا خيري ولا على أمثالك، وهل يعقل أن يحقد الطبيب على مريضه؟..
أتمنى لو ترافقني مرة واحدة إلى المكتبة العامة علني أستطيع أن أريك الجانب الجميل من هذا العالم. علني أستطيع إعادة تأهيلك عقلياً وأخلاقياً وأنقذك من الورطة النفسية التي تعيشها. عندها ستكون أهلاً للدفاع عن القضية لا مجرّد فارسٍ من ورق. عندها ستعرف من منا يحقد على الآخر!
المعرفة يا خيري – جعل الله أيامك كلها خيّرة – لا تعرف الحقد، ولكن الجهل هو سيد الحاقدين.
(9/22/2005 7:18:45 AM)
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|