بل ان الأمة الواحدة تبادلت قبائلها احتلال واذلال وسبي نساء بعضها البعض، كما حدث قبل التاريخ الهجري وبعده منذ بدايته حتي بني أميةوآل علي والحسين، وكذلك ما حدث للأمويين علي أيادي العباسيين، وما فعلته القبائل العربية ببعضها البعض من قتل وسبي نساء هو أقل بكثير مما فعله العرب بالعرب بعد الهجرة..
ولم يعد الانسان المتحضر الآن ليسمح لنفسه أن يفخر بمثل تلك الأشياء ان كان هناك نصر محسوبا لأمته - بتلك الطرق الاستعمارية الهمجية غير المتحضرة.. وانما يخجل ويحزن لمثل تلك الفظائع أيا كان مرتكبوها..
بينما المعاصرون العرب والمتعربون - وما أكثرهم - لا يزالون يفخرون بها (!!)
وهناك من ينسبون كل ما هو عظيم الي العرب كأن يقول : : ان المصريين أصلهم عرب..(!!) - وليس العكس -
وشكسبير أعظم شاعر أنجبته البشرية - أصله عربي (!!) ويقولون أن اسمه الحقيقي " الشيخ زبير " (!) ثم حرف الي شكسبير..
وأذكر أن أحد هؤلاء ذكر ذلك أمامي فتساءلت بتلقائية مندهشا : وليم شكسبير أصله عربي ؟!!
وهنا انتبه كمن فوجيء بعقرب أمامه وقال " أهو اسمه وليام ؟!"
قلت : نعم......، وهنا نفض يده من الموضوع برمته..!بسبب اسم وليام
ان أعرق حضارتين في التريخ الانساني كانتا حضارتي " وادي الرافدين " -العراق - وكانت تكتب بالكتابة المسمارية لآلاف السنين - ثم انتهت -..، و " وادي النيل " - مصر - وكانت تكتب بالهيروغليفية لآلاف السنين - ثم انتهت -...... حينها لم يكن لكلمة عرب ثمة وجود حيث لم تكن اللغة العربية قد ولدت بعد من رحم اللغة النبطية، التي انتهت - هي أيضا - مثلها مثل كل حضارة وكل لغة سادت ثم بادت..
وكل لغة هي مقدسة عند أهلها، يحيطونها بهالة من القداسة المزعومة كما يحلو لهم.. ثم تنتهي مثلما انتهت أعمار حضارات ولغات أعرق منها،ونغرب شمسها بانتهاء عمرها شأنها شأن كل الكائنات..
وعندما يحضر الآلاف من بلاد ناطحات السحاب - أمريكا - كل عام للحج في مصر عند الأهرا م.. وآداء طقوس وشعائر عبادة الأهرام.. فليس للسيف دخل في ذاك
دخل في هذا الموضوع.. وانما هم جاءوا مختارين من بلد غزو الفضاء والطائرات الأسرع من الصوت لعبادة الأهرام المصرية.. ولا المصريين القدما ولا نحن المصريين المعاصرين دعوناهم لتلك العبادة ولا خيرناهم بين اعتناق تلك العقيدة وبين دفع جزية أو الحرب..(!)، فنحن لا نمارس تلك العبادة أصلا.. وان هم هجروا تلك العبادة، وتوقفوا عن الحج للأهرامات فاننا نحن المصريين لن نصدر فتوي باهدار دمائهم، ولن نرصد جائزة كبري لمن يبادر بذاك العمل الآثم..
|