
23-10-2005
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: NH, USA
المشاركات: 643
|
|
تفاصيل أحداث الإسكندرية
http://65.17.224.235/ElaphWeb/AsdaEl.../10/100017.htm
يتسائل الشاعر نجم فى إحدى قصائده
"هو مين فينا الجبان... ولا مين فينا اللى خان"
يوم الجمعة أكتوبر 21 ظهرا كان معروفا لكافة الأقباط بالأسكندرية أنه لن يمر كمثل سائر الأيام. صديقى نبيل التاجر القبطى الوحيد فى أحد الأسواق تلقى إتصالين بأن يغلق محله بالباب الصاج وأن لا يتركه مفتوحا – وفقط مظلما- خلال إفطار رمضان كما كان يفعل، مثله مثل جميع تجار الشارع حتى لا يتعرض للنهب والحرق... كافة العائلات القبطية بالأسكندرية تلقت تحذيرات بالبقاء بمنازلها وعدم السماح لأعضائها والفتيات منهم خاصة بالنزول للشارع – اى شارع- خوفا من التعدى عليهم من جانب "إخوانهم فى الوطن"!...
مكالمة من عائلة لعائلة أخرى تسكن قريبا من منطقة محرم بك تتسقط الأخبار، التليفون مشغول لمدة طويلة، تبين أن عائلات أخرى تتسقط نفس الأخبار فى ذات الوقت... إقتراح من عضو بالأسرة أن تتصل فتاة بزميلتها المسلمة التى تسكن أمام كنيسة مارجرجس لتسألها عن الأخبار، إقتراح قوبل بسخرية طبعا... أسرة نبيل كلها – ثلاثة فتيات وأمهن- ترتعد خوفا مما قد تأتى به الأحداث، الريموت كنترول فى يد رب الأسرة يتنقل به بين الجزيرة والعربية لسماع الأخبار ثم يرتد إلى برنامج البيت بيتك لسماع ما قد يقوله المفتى...
إتصال ناجح تم مع منزل هانى الذى أخبرت زوجته انه محبوس داخل كنيسة مارجرجس ولا يستطيع الخروج ويأمل فى أن يتمكن الأمن من حمايته هو ومن معه... السيدة مارى لم تغلق محلها فى العامرية ولم تذهب لمنزلها فى غربال وتكاد تموت فزعا على إبنها وبنتها اللذين تركتهما ليستذكرا دروسهما.
السيدة مارينا المقيمة بمحرم بك ولكن بعيدا بعض الشىء عن الكنيسة تلقت دعوات من بناتها اللاتى يسكن فى مناطق أخرى للجوء لديهن بضعة أيام حتى يستبين الوضع، زوجها الضرير رفض وتمنى عليها أن تذهب هى إن أرادت ولكنه لن يخرج من بيته إلا جثة هامدة.
الدكتورة منال القبطية الأمريكية والتى كانت فى اليوم السابق قد جمعت جميع صديقاتها منذ أيام الدراسة وهن ستة صديقات -كانوا كلهن قد تحجبن طبعا- وكانوا قد قضوا النهار كله فى إستعادة الذكريات التى مر عليها أكثر من ثلاثين سنة، بكت لأن أحدا من صديقاتها لم يكلف خاطره حتى بالإطمئنان عليها تليفونيا...
دينا وميرفت الطالبتين فى الجامعة كانا أكثر تماسكا من والديهما، قالتا أنهن يستمعن كل يوم لعشرات من الشتائم لسفورهن ولصلبانهن المعلقة على صدورهن، المشكلة لديهن هى دروسهن التى سيتخلفن عنها فى اليوم التالى.
مذيع وقح من قناة لهلوبة الفضائية يسأل ميلاد حنا بحدة "لماذا لا تعتذر الكنيسة؟" فيعتذر حنا بالنيابة عن الكنيسة رغم أنه لم يقرا ولم يشاهد هو يعتذر وخلاص خوفا ورعبا على الشعب المصرى القبطى من مذبحة يكاد يراها... مسكين مستعد حتى لعمل عجين الفلاحة إن كان ذلك يرضى دعاة الفتنة...
أحد المرشحين لمجلس الشعب عن الحزب "الوطنى" تقابل مع مرشح آخر بين بضعة أصدقاء يؤكد أنه لا يأكل مع المسيحيين أبدا ولا يحبهم رغم أنهم يؤيدونه... ينبهه صديقه بنظرة إلى أن الدكتورة منال زوجة أحد الأصدقاء الحاضرين مسيحية، فيضحك ضحكة بلهاء مصفرة ويقول أنه لا يقصد ذلك حرفيا!
فى اليوم التالى دينا وميرفت لم يذهبن لكلياتهم... الكتورة منال سافرت الى أمريكا وقلبها لازال مرتبط بما يحدث فى مصر... بابا الأقباط وشيخ الجامع الأزهر يبوسون اللحى... إشاعات لها مصداقية عن يد للنظام فيما حدث... أقباط المهجر –ولهم كثير من الحق- لن يتركوا ما حدث يمر مرور الكرام... كيف نعيش فى هذا المجتمع العفن، سؤال يشغل بال كافة أقباط مصر...محافظ الأسكندرية يقول أن ما حدث "شغب بسيط"!!!
عينى عليك ياللى كنت ام الدنيا...
عادل حزين
نيويورك
adel.hazeen@gmail.com
|