عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 17-08-2003
sammy sammy غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 1,638
sammy is on a distinguished road
ناصر .. فاتح العصر
ومن العروبة التاريخية التي أتى بها "الفاتح" ابن العاص إلى مصر، إلى العروبة المعاصرة التي فرضها "ابن عبد الناصر" قبل نحو نصف قرن، جربنا "همّ العروبة" ولم تكن أكثر من محاولة بائسة للتسول على حضارة لسنا منها في شئ ، وليست منا في شئ.
ماذا جنينا من العروبة سوى تعييرنا بأننا مصريون "أفاقون محتالون"، وأننا بعنا فلسطين، وأننا أفسدنا التعليم وخربنا الإعلام، ولا نجيد سوى "ثقافة الردح"، كما اتهمنا بذلك كاتب لبناني يدعى إحسان الطرابلسي على صفحات "إيلاف" الإليكترونية ؟
ثم لماذا ينبغي أن نظل واهمين بأننا عرب بعد كل هذه المبررات التاريخية والراهنة التي سقتها في صورة أسئلة مسكوت عنها قروناً؟
وهل نحن ـ كمصريين ـ حقاً عرب ؟
وهل نحن كذلك لأننا نتحدث العربية مثلاً ؟
أليس من المعروف أن اللغة ليست محدداً حاسماً في مسألة الهوية، فالنمسا مثلاً تتحدث الألمانية، لكنها كيان حضاري مستقل عن ألمانيا، وهو الأمر نفسه بالنسبة لبلدان مثل سويسرا التي تتحدث أربع لغات، وكندا التي تتحدث لغتين، وأميركا اللاتينية التي تتحدث الأسبانية والبرتغالية، من دون أن يجرؤ أحد على وصف هوية تلك البلدان بالفرنسية أو البريطانية أو الأسبانية.
ولماذا يأخذ العرب على فرنسا محاولة "فرنسة" المغرب العربي، وكأن هؤلاء العرب لم يفعلوا الأمر نفسه لدى دخولهم المغرب؟
....
أخيراً، يبدو ـ والله أعلم ـ أننا بحاجة إلى إعادة قراءة ما كتبه أستاذنا د. طه حسين في كتابه الهام "مستقبل الثقافة في مصر":
"إن سبل النهضة واضحة بينّة مستقيمة لا عوج فيها ولا التواء، وهي أن نسير سيرة الأوربيين، ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، ومن زعم لنا بغير ذلك فهو إما مخادع أو مخدوع".
وكان طبيعياً أن تثير هذه الصراحة الناتجة عن رؤية ثاقبة وشجاعة فكرية نادرة، ثائرة الغوغاء والببغاوات ضد الأعمى الذي امتلك ناصية البصيرة، فأهانه عسكر يوليو، وعيروه بالعمى، في وقت كنا بحاجة لبعض شجاعة هذا "الأعمى" حتى نعيد تقويم ما جرى وما يجري بعيداً عن تبني ما هو سائد من مقولات وأدبيات هي دعائية أكثر منها موضوعية.
....

والحديث موصول مع أطروحة الباحثة سناء المصري، وشهادة يوحنا النيقوسي، صوت المهزوم المغيب تاريخياً.

Nabil@elaph.com


إيلاف خاص
__________________
إعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر
الرد مع إقتباس