Copts.Com
نحن نرفض هذا الاتفاق , لا يجب المساس بالدير
بقلم : مايكل منير *
منظمة أقباط الولايات المتحدة إختارت اليوم ان تعلق على الاقتراح المقدم من محافظ البحر الأحمر الى القيادة الكنسية أثناء الإجتماع الذى عُقد يوم الخميس الماضى ( 20-8- 2003) أثناء الإجتماع الذى حضره ايضا محافظ الإسكندرية. إن محافظ البحر الأحمر مازال مصراً على ان يأخذ قرابة المائة وخمسون (150) فدان من الأراضى المحيطة بالدير وبداخله ليزرعها !!. إن إقتراحه يعتمد على بناء سوراً جديداً من داخل النطاق الحالى للدير وزراعة الأرض الواقعة بين السورين. هذا العرض سيؤدى الى انتزاع أكثر من 150 فدان من الأراض الواقعة داخل أسوار الدير.
إن القيادة الكنسية التى حضرت الإجتماع أعطت موافقة مبدئية على الإقتراح المطروح , إلا أن رهبان دير الأنبا أنطونيوس قد رفضوا هذا الإقتراح رفضا قاطعا ومنتظرين عودة قداسة البابا شنودة من الولايات المتحدة الأمريكية الى مصر لحل هذه المسألة.
ولدى بعض الملاحظات التالية للإدلاء بها:
1- من الغريب انه فى بلد تبلغ مساحة الصحراء فيه 94 % من أراضيه ألا يجد محافظ البحر الأحمر مكانا مناسباً لزراعة أشجاره إلا فى الأرض الواقعة داخل السور المحيط بهذا الأثر القومى التاريخى.
2- إن النية هنا واضحة: وهو جلب وسائل المدينة والعمران قرب الدير وتعكير صفوه والإعتداء على هدوء هذا المكان المقدس . إن خطة المحافظ ستتطلب عمالا لزراعة الأرض ولنقل المياه من مناطق على بعد أكثر من 100 كيلومتر لرعاية الأشجار. وهؤلاء العمال بالطبع سيتطلبون منازل للسكن فيها ومساجد للصلاة.
وليس من الصعب تخيل انه بالتدريج سيقوم المحافظ بتشجيع الخريجين الجدد وطالبى العمل ان يعملوا فى الرقع الأرضية المحيطة بالدير وبالمساحات المجاورة. إنه من الواضح ان الرغبة فى " أسلمة" المناطق المناطق المحيطة بالدير هى التى تُملى أفعال وتصرفات المحافظ . إن حقيقة أن دير الأنبا أنطونيوس مازال قائما بعد مضى قرون عدة كأول دير فى العالم يبدو انها فى غاية الأهمية للمحافظ – وينوى فى سريرته ان يفسد هدوء هذا المكان المقدس بنقل العمران اليه.
3- قام رجل أعمال قبطى بالتبرع بالملايين لإنشاء السور المحيط بالدير . وقام رجل أعمال آخر بالتبرع بالملايين لتمهيد الطريق المؤدى الى الدير بطول 20 كيلومتراً ليسهل الطريق على زوار الدير. وبوجود هذه البنية الأولية فإن المحافظ يفكر الآن ان يستغلها لبناء المناطق المجاورة للدير خاصة وانها ستأتيه دون تكلفة.
4 - إن المائة وخمسون فدانا التى ينوى المحافظ ان ينتزعها مليئة بالصوامع والمغارات التى يتعبد فيها الآباء الرهبان , وخلال العشر سنوات الأخيرة قام الدير بإستعمال التصريح الممنوح له من المحافظ السابق فى بناء هذه الصوامع والسور المحيط بالدير, إلا أن المحافظ الحالى رفض الإعتراف بالتصريح الممنوح سابقا ويصر على مصادرة الأرض من الدير.
إن مثل هذه التصرفات تؤكد على المعاناة التى يتجلدها الأقباط بمصر , حيث ان التصاريح تُمنح وتُلغى على حسب مزاجية وهوى حكامها.
5 – يدعى المحافظ أنه علم بمخالفة البناء منذ عهد قريب فقط وبأن بناء السور قد تم فى السر , وفى ضوء هذا المنطق فإن المحافظ يريد ان يقنعنا بأن الرهبان قد قاموا بنقل الأسمنت والماء ومواد البناء الكافية لبناء سور بطول 4000 متر وبإرتفاع 3 متر وعلى مدار فترة امتدت 10 سنوات فى سرية تامة!
6- رداً على إعتراض الأنبا يسطس على المحافظ , فإن نيافته يلقب ب "عدو الدولة "وبأنه "يتصل بعناصر خارجية" وينوى "الإساءة الى الوحدة الوطنية بمصر" وهذه الاتهامات لا تفاجئنا. فكل رجل دين مسيحى شجاع اتخذ موقفا مصرا على المحافظة على حقه وحق مجتمعه صار صيدا ثمينا لهكذا توصيف. نيافة الأنبا ويصا والمتنيح الأنبا مكاري و الأنبا توماس وكل كاهن لم يقف مكتوف الأيدى واتخذ موقفا كان عرضة لهذه الاتهامات. إلا أنهم أبطالنا ومثلنا الأعلى , انهم يبعثون الروح فى المظلومين.
وفى ضوء ما أوضحناه أعلاه , فإنه يتحتم علينا رفض إقتراح تم إتخاذه فى سرية خلف الأبواب المغلقة. أن هذا العرض سيؤدى بلا أدنى شك الى التعدى عل قدسية وحرمة وهدوء هذا المكان المقدس. ونحن نندد بالإتفاق المشين ونؤكد أنه يمثل هزيمة للأقباط ولمستقبلهم فى وطنهم. وبدلا من منح المحافظ الطرق القانونية لتنفيذ خطته بتدمير هذا المكان المقدس نحن نناشد الدير وقيادته ان يتمسكوا بالدفاع عن الدير وبحمايته. ولو أنه – بعد مقاومتنا – قد أصبح تدمير السور أمراً واقعا فإن أفعال المحافظ ستلطخ سمعة مصر وحكامها.
وكلمتى الأخيرة موجهة الى الرئيس مبارك. السيد الرئيس : ان هذه ليست المرة الأولى التى يتحدى فيها أحد المحافظين أوامرك. لقد أمرت سيادتكم بسحب قواته يوم 6 أغسطس الجارى , وبالرغم من ذلك عادت القوات يوم 18 – 19 . وقد أمرتهم بالإنسحاب مرة أخرى , إلا أن المحافظ مازال مصراً على هدم السور. إن هذا السلوك المتضارب للمحافظين رأيناه فى مدينة العبور , وفى شرم الشيخ , وفى سوهاج , وفى المنيا , والآن فى البحر الأحمر.
السيد الرئيس: هل ستجازى هؤلاء الأشخاص أم ستدعهم يفتكرون أن بإمكانهم تنغيص حياة الأقباط بلا رادع
وهم متمتعين بحصانتهم؟
وفى الوقت الذى لم ينتخب الشعب المصرى أيا من هؤلاء المحافظين , فإننا نأمل ألا يمثل تعيينك لهؤلاء الأشخاص قدرتهم على حكم عوام المصريين كما يحلو لهم.
* رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة
Subscribe to the Copts Daily Digest at
http://www.copts.com/digest.asp