كلام مكرر في كل أزمة عابرة
دفن الرؤوس في الرمال مبدأ مرفوض، والحساسية عند مناقشة القضايا خاصة التي تخص الكنيسة صيغة نرفضها تماما والوقوف عند قضايا الطلاق مثلا والزواج، والصيام وعزلتهم صار من الامور الهامة.
لكن هل هناك عزلة بالفعل للاقباط، وهل هناك ما يمنع مشاركاتهم في الحياة السياسية والحزبية.. بصياغة اخري هل اقباط مصر مضطهدون سياسيا؟! جبهة الكنيسة تقول: ان العزلة السياسية موجودة ولم تنته بعد، وان انتهاءها مرهون بقيام حزب للاقباط في مصر، وبغيره سيبقي هناك تهميش للاقباط، واضطهادهم سياسيا..
هنا مثلا يقول.. ممدوح نخلة رئىس مركز الكلمة لحقوق الانسان عزلة الاقباط لن تنتهي الا بوجود حزب قبطي يعبر عن مصالح الاقليات فهم يعيشون في عزلة وتواجدهم في الاحزاب المختلفة لا يزيد علي 1% وبذلك تكون نسبة المشاركة ضعيفة لا تناسب مع عددهم في المجتمع المصري!
ويضيف كمال زاخر «مفكر قبطي»: ان العزلة الموجودة متراكمة منذ سنوات طويلة، وهو الامر الذي يجعل من الاقباط اقلية في مصر مشيرا الي انها لن تنتهي الا بانتهاء الاسباب والحصول علي الحقوق والواجبات مؤكدا ان الكنيسة نفسها هي التي تدفع الاقباط للعزلة السياسية حين تتحدث بأسمائهم دون الرجوع اليهم.
المستشار نجيب جبرائيل رئىس المنظمة المصرية لحقوق الانسان: إنه لا توجد عزلة اساسا للاقباط بل توجد سلبية بسبب ما يشعر به الاقباط من قصور في تلبية طلباتهم واحتياجاتهم مثل وجود الخط الهمايوني بين الدولة والكنيسة الامر الذي اوي الي عزوف الاقباط عن الحياة السياسية نتيجة اهمالهم.
وقال جمال اسعد: إن العزلة الحقيقة للاقباط قد بدأت وتحديدا قبل فترة انتخابات الرئاسة الاخيرة فور مبايعة البابا للرئىس مبارك واصرار الاول ان ينفرد وان يظهر انه الممثل الوحيد للاقباط في مصر.
لكن اذا كان هذا كلام المفكر جمال اسعد او المستشار نجيب جبرائيل او كمال زاخر عن العزلة وعن تأكيداتهم بوجودها ووجود الخط الهمايوني الذي يعرقل بناء الكنائس والكلام عن المشاركات المتواضعة في الحياة الحزبية وهو الكلام الذي يصب في دائرة انهم مضطهدون وان الكنيسة تعاني عزله سياسية الا ان الواقع يشير الي عكس ما سبق من رؤي.. ويثبت ان اتهام عزلة الاقباط خال من «الدسم» والحيثيات.
بدليل.. ان الخط الهمايوني لا وجود له علي الاطلاق الآن ومنذ سنوات، وان بناء الكنائس قائم بلا مشاكل وتعقيدات والارقام الرسمية تثبت هذا بكم الكنائس المنتشرة هنا علي ار ض القاهرة او خارجها في المحافظات الاخري.. اما فيما يتعلق بالعزلة السياسية.. نشير إلى ان مشاركات الاقباط في حزب مثل حزب الغد يكفي للرد انه لا عزلة وايضا مشاركاتهم في النقابات والمجالس النيابية والشعبية وفي الحكومة نفسها وغير هذه المشاركات السياسية هناك الكثير الذي يسقط اتهام عزلة الاقباط في مصر ويكشف ان الوضع السياسي مستقر ولا عزلة هناك.
عماد بسالي