ننتقل إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث خصص مجدي مهنا عموده اليوم لنشر رسالة تلقاها من السينمائي القبطي مدحت بشاي ، علق فيها على ما كتبه مهنا في مقالات سابقة حول المؤتمر الذي عقده أقباط المهجر في الولايات المتحدة ، وكتب بشاي يقول " أود في البداية أن أؤكد لكم إنني كقبطي لست مهموما – على الأقل في تلك المرحلة – بمسألة تمثيل الأقباط في مجلس الشعب ولست مغتاظا لأن كراسي الوزارة وجميع المناصب العليا والرفيعة لا يدركها الأقباط بالأعداد التي تتناسب مع أعدادهم .. ولست أدرى مشكلة في تأخير التصريح ببناء الكنائس أو ترميمها وذلك للاعتبارات التالية :
- ما جدوى وجود نواب أقباط في مجلس الشعب إذا كان مجلس الشعب على مدى العديد من الدورات السابقة لا يفعل شيئا سوى الانتقال إلى جدول الأعمال أو الترحيل إلى الدورة التالية ، فهل يمكن له أن يتصدى لمعالجة مشاكل إضافية ؟ .
- ما جدوى ما يطرحون وما يقولون إذا تكلموا .. فعند التشريع ستكون الغلبة للأغلبية ثم يزداد الأمر تعقيدا بعد ما ظهر من مؤشرات في تشكيل المجلس القادم ، لان الأغلبية ستكون مشغولة بصراعها مع نواب الجماعة المحظورة .
- ثم والأهم هل تحتاج مشاكل الأقباط التي يتحدثون عنها للتعريف بها ومناقشتها ، وهي أمور معلومة منذ عشرات السنين يدركها المسلم والمسيحي ، المواطن والمسئول .
- وأخيرا ما هو الأكثر أهمية : هل هذه المشاكل القبطية تحلها تشريعات ؟ فإذا صدرت لصالح حقوق المواطنة فهل ستضمن وضع حلول لتلك المشاكل وتعود حالة الوئام ، أظن أن تحقيق حالة السلام لن يأتي بتشريعات .
- ما جدوى بناء كنائس وترميم أخرى ، بينما القائمون عليها لا يدركون أهمية الدور الحقيقي المطلوب من تلك الكنائس ، كأن تكون كما يصفها البابا بأنها " سكن الله مع الناس " وبأنها ما كان لها أن تكون إلا لترفع فيها أكف ضراعة المصلين للمولى أن يهب العباد والبلاد السلام والطمأنينة طامعين في غفران الله ورحمته ، ولا يمكن أن يكون التقرب إلى الله بأرضيات رخامية وثريات الكريستال الفاخرة وأجهزة التكييف المركزية من جانب مواطن فقير كان يكفيه ثمن أحد ألواح الرخام لإشباع حاجيات أسرته مدى الحياة .
- ما جدوى وجود قيادات مسيحية ( وزراء – رؤساء جامعات .. إلخ ) ومهما كثر عددهم فهم في النهاية سيصحبون مجرد واجهة محدودة القدرة والعدد ، غير قادرة على إحداث توازن وسلام اجتماعي " .
وأضاف بشاي في رسالته " إنني اختلف معك في أن مؤتمر أقباط المهجر يشكل خطورة ، لقد تابعت ما نشر على شبكة الانترنت عن نتائج وتوصيات هذا المؤتمر ، فإذا به كلام تافه ومكرر غير مفيد ، ولا يمكن أن يمثل أي توجه إلى الأمام وهو استمرار لتوجهات اجتماعات ومؤتمرات سابقة لنفس المجموعة من الأثرياء يحاولون أن يكون لهم دور ، أي دور حتى لو كان على حساب أقباط الداخل والخارج ، ويختلف تمام عن وجهة نظرهم ، وكان أملى أن تعلن الكنيسة المصرية وقداسة البابا شنودة أن هؤلاء لم يعودوا من أبناء الكنيسة كما وصف زعيم حركة كفاية ، الذي لم يرتكب أي خطأ في حق الكنيسة ، وذلك بدلا من الموافقة على سفر صاحب ورئيس تحرير الجريدة الوحيدة الممثلة لأقباط مصر " وطني " ومشاركته في هذا المؤتمر ، الذي يشين كل ما يشارك فيه ، حيث مقرراته ونتائجه معروفة قبل حتى الدعوة لتنظيمه " .
|