أقول لك مبرراتى يا عزيزى
عزيزى غلاباوى
من الطبيعى ان أكون انا فى منتهى التشاؤم , و ان تكون انت متفائلا , فأنت تنتظر قوم متفقين معك فى العقيده و الاختلافات بينكم - أن وجدت - ستكون فرعيه و هامشيه و يمكن التغاضى عنها , خاصة و أنى متأكد انك فى حالة الاختلاف ستتغلب طبيعتك الدينيه على طبيعتك العقلانيه و ستقبل أى مواقف متشدده ارضاء لله و رسوله حتى لو تعارضت مع أى تمدن او تحضر , بينما انا أرى أننى سأحيا تحت قبضة أناس سأعانى و أذوق الامرين منهم و لى فى ذلك مبررات و اسباب اذكر لك بعضا منها :
1) بداية هؤلاء القوم سيطبقون ما نزل به الاسلام على كمسيحى , و ما نزل به الاسلام بخصوصى امور كلها مفزعه , مثل قاتلوا و اضطهدوا و حاربوا , ضيقوا علينا سبل الحياه و حتى الطريق , و أرجوك الا تحاول اقناعى بكلمات الاسلام السمحه و المرحبه للمسيحيين , فأنت تعرف اكثر منى انها كانت وقت كان الاسلام فى مهده و بداياته و كانت لأغراض سياسيه بحته و نسخت كلها بعدما قويت شوكة الاسلام و اصبح مبدأ قاتلوا حتى يدفعوا الجزيه و هم صاغرون هيه النبراس الذى يؤمن به المسلمين فى كل مكان .
2) تاريخنا نحن المسيحيين فى مصر منذ بداية الغزو الاسلامى و حتى الان لا يشجع و لا يطمئن ان الحكم الاسلامى سيكو خيرا علينا و بدءا من البشموريين و الذين ابادهم الاسلام بأكملهم و مرورا بكل خليفه يتولى حكم البلاد و لاهم له سوى ابادة المسيحيين و هدم الكنائس , المأساه ان هذا التاريخ غير مذكور سوى فى تاريخ الكنيسه و فى المخطوطات الموجوده فى الاديره , فى محاوله لطمس ماضى اسود من العنف و الكراهيه .
3) التجارب المماثله فى بلاد أخرى مثل افغانستان او الجزائر أو غيرهم كانت كلها دمويه مريعه , بل انه حتى المسلمين لم يسلموا من ذلك الايذاء , أما اصحاب العقائد الاخرى فقد اختفوا تماما , فهرب منهم من هرب و قتل منهم من قتل , أى ان الصور المماثله اقترنت بأختفاء الاقليات - مثل حالتنا نحن فى مصر - من تلك البلاد تحت هذا الحكم .
4) قد اكون غير متعمقا فى مبادئ جماعة الاخوان المسلمين و اهدافهم , لكنى أعرف جيدا ان كل الاجنحه العسكريه و الارهابيه قد خرجت من لوائهم , لقد قرأت ذلك مرارا و تكرارا , اخرهم برنامج كان يذاع فى التليفزيون المصرى الاربعاء الماضى على القناه الاولى لا اتذكر اسمه جيدا و لكنى اتذكر ما قاله رئيس تحرير روزاليوسف الحالى حينما اخرج احد مراجع جماعة الاخوان المسلمين و الذى كتبه مؤسس تلك الجماعه و قرأ فقرات عديده منه تضع اسس قامت عليها كل اعمال العنف و الارهاب فيما بعد , بل أنه أكد ان كل تلك العمليات كانت اللبنه الاولى لها جماعة الاخوان المسلمين .
الحقيقه ان ما بداخلى من تشاؤم و خوف من المستقبل , اضعاف ما ذكرته فى رسالتى تلك , و لا اخفيك سرا اننى اتحرك جديا فى الوقت الحالى للهجره من مصر .
و لكى الله يا مصر
المفدى
|