عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 26-11-2005
Room* Room* غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 55
Room* is on a distinguished road
مؤتمر أقباط واشنطن


بقلم :أسامة رشدي

اختتم مؤتمر أقباط المهجر بواشنطن أعماله بالأمس الأحد والذي عقد تحت عنوان " غياب الديمقراطية وحرية الأديان واضطهاد الأقليات في مصر وبلاد الشرق الأوسط ".

وهو عنوان لا يخلو من بعض الانتهازية واللعب على كل الأوتار والخلط بين الديمقراطية وموضوع الأقليات ومشروع الشرق الأوسط الكبير وربما كان ذلك لدواعي التمويل من الميزانيات التي رصدتها واشنِطن لهذه القضايا سواءً قضية الديمقراطية أو موضوع الأقليات أو مشروع الشرق الأوسط الكبير.

ومن ناحية أخرى فهي محاولة فاشلة لإضفاء نوع من الرتوش والألوان لإخفاء الأهداف الطائفية للمؤتمر وللعب على العواطف الجياشة لشعب مصر بشقيه المسلم والمسيحي والذي يتطلع للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وللإصلاح السياسي والدستوري الحقيقي الذي يكفل حقوقا أكبر لكل المصريين انطلاقا من قاعدة وطنية وليست قاعدة طائفية بغيضة تستعدي الأجنبي وتروج للأكاذيب مثل وجود تنظيم لخطف الفتيات القبطيات وإجبارهن على الإسلام، أو كما ورد في رسالة مايكل منير لأعضاء الكونجرس بعد أحداث الإسكندرية الأخيرة والتي يزعم فيها أن المسلمين يقومون بحرق الممتلكات، والخطف، والاغتصاب، وتغيير الدين قسريا، والتعذيب.!! وغير ذلك من الأكاذيب التي تزرع الفتن وتثير النفوس.

ومن الواضح أن هذه المجموعات غير معنية بالتعايش السلمي بين المسلمين والأقباط في مصر بقدر حرصهم على التصعيد ظنا منهم أنهم يستطيعون استغلال فرصة تاريخية معينة للإخلال بطبيعة التوازن التاريخي بين المسلمين والأقباط في مصر. ويعتقدون بإمكانية استنساخ نماذج أخرى لبعض مشاكل الأقليات في العالم العربي وهم يتناسون أننا في مصر عشنا مختلطين ومتجاورين في نفس الأماكن على مر القرون ولا يوجد في مصر لا جنوب السودان ولا كردستان.. ومن هنا فإن من يلعب بهذه القضية فهو يلعب في منطقة خطر ما لم يستدراك الأمر قبل فوات الأوان ويوقف هذا الاستفزاز المستمر، فتغليب الحكمة والعقلانية والتفاهم والتراضي والمشاركة ينبغي أن يحل محل الابتزاز، ونشر الأكاذيب.

نحن مع حق كل المصريين في الداخل والخارج في المشاركة والمعارضة السياسية السلمية من أجل تغيير نظام الفساد والاستبداد الذي يعاني منه كل المصريين.

ونحن مع دعم أي جهد سياسي مصري خارجي يصب في المساهمة في عملية الإصلاح السياسي والدستوري على أرضية المطالب التي أجمعت عليها كافة قطاعات الشعب المصري، ونرى أن من حق المصريين في الخارج أن يشاركوا ويعارضوا ويعبروا عن آرائهم بدون أن يكونوا عرضة للتخوين كما يفعل بعض حملة المباخر في صحف النظام.

ومن هنا فقد طالبنا في جبهة إنقاذ مصر ولازلنا نطالب بضرورة المسارعة بإقرار التشريعات المطلوبة والنص على حقوق المصريين في الداخل والخارج في المشاركة السياسية أينما وجدوا، وعلى رأس ذلك الحقوق الإقرار بحق المصريين المسجلين في الممثليات المصرية بالخارج بالتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لأن ذلك من شأنه أن يعمق الانتماء ولا يجعل من المصريين في الخارج جماعات من المطاريد والمنفيين.

لقد فشل مؤتمر واشنطن حتى على الصعيد القبطي ففي حين يدرك الكثير من أقباط مصر في الداخل خطورة مثل هذا السلوك على مستقبل التعايش، ففي الخارج انسحبت من المؤتمر سبع منظمات قبطية رئيسية من أقباط المهجر وأعلنت عدم اعترافها أو تبنيها لأي قرارات أو توصيات تصدر عن هذا المؤتمر التي كانت تفضل أن يقتصر على بحث قضايا الأقباط دون هذه الخلطة المتعلقة بالديمقراطية والشرق الأوسط كما اعترضت على دعوة شخصيات يهودية ومسيحية مشبوهة، وإسناد رئاسة المؤتمر إلى مايكل منير الذي يواجه الآن اتهامات في الولايات المتحدة.

وبشكل عام فإن هذه المؤتمرات الطائفية محكوم عليها بالفشل وهي تذكرنا ببعض المحاولات الفاشلة الشبيهة في أوائل القرن الماضي والتي حاولت فيها قلة من الأقباط الإستقواء بالاحتلال الإنجليزي ضد الأغلبية العظمى من المسلمين، وينسى هؤلاء الطائفيون أن الإسلام على مر التاريخ كان عنصر حماية وأمن لأصحاب الديانات الأخرى، لأنه الدين الوحيد الذي سمح بحرية العقيدة وجعلها واقعا ملموسا، فمن حسن الحظ أن الإسلام لم يفعل بمخالفيه في العقيدة ما فعله الكاثوليك بمخالفيهم وإلا لم يكن لنرى اليوم في البلاد الإسلامية مثل هذا التنوع الديني
الرد مع إقتباس