عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 28-11-2005
Room* Room* غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 55
Room* is on a distinguished road

4)
أما تصريح الدكتور ميلاد حنا فقد نشرته صحيفة 'العربي' الناصري في عددها الأخير (20/11/2005)، ثم كررته معدلا صحيفة 'المصري اليوم' في عدد يوم الخميس 24/11/2005، قالت 'العربي' الناصري في عنوان رئيسي علي صفحتها الأولي: 'إذا وصل الإخوان إلي الحكم سيرحل الأقباط عن مصر'. وقالت صحيفة 'المصري اليوم' علي صفحتها الأولي أيضا * نقلا عن الدكتور ميلاد حنا * إن الأغنياء الأقباط سيرحلون عن مصر إذا وصل الإخوان للحكم، ولن يبقي فيها غير الفقراء الذين سيضطهدون فيكرîهون علي التحول إلي الإسلام أو يأبون فيعيشون مقهورين (أو كلاما بهذا المعني فاللفظ من ذاكرتي).
وعندي هنا وقفتان: أولاهما أن الإخوان المسلمين مهما يكن رأيي الشخصي وهو معروف لكثيرين، ولقيادات الإخوان أنفسهم * في دورهم السياسي ليسوا علي وارد حكم مصر. لا اليوم. ولا غدا. ولا بعد عشر سنين أو عشرات السنين. كل الذي يطمع فيه الإخوان، ويطمحون إليه، بحسب أدائهم السياسي منذ سنة 1974 (تاريخ إخراج قيادات الخمسينيات منهم من السجون) حتي اليوم هو أن يكون لهم وجود علي الخارطة السياسية المصرية. ومرشحوهم لو فازوا جميعا فلن يكون لهم ربع أعضاء مجلس الشعب. وقد ثبت أن التصويت لصالحهم حقيقة شعبية لا شك فيها، مهما تكن أسبابه، ومهما يكن دور فكرهم ونظرياتهم السياسية فيه. وهم لو نالوا ربع مقاعد المجلس لا يحكمون مصر، ولو نالوها كلها لا يحكمون مصر. والدكتور ميلاد حنا أدري الناس بكيفية جريان الحكم في بلاده. وأدري الناس بدور مجلس الشعب الذي أظنه كان عضوا معينا فيه غير مرة أو مرة علي الأقل. وهذه الدراية تؤهله لأن يقول كلاما غير الذي نشر عنه. والدكتور ميلاد حنا صديق لمئات من الإسلاميين ويروي عنه * علي غير سبيل الدعابة * أنه لما ذهب في رمضان الماضي إلي حفل إفطار أقامه بعض المهندسين من الإخوان المسلمين وصل وهم يؤدون الصلاة (صلاة المغرب) فدخل فيها معهم، وأتي بما أتوا به من حركات الصلاة، وقال: فعلت ذلك تضامنا مع إخوتي المسلمين.
والأقوال التي نشرت منسوبة إلي الدكتور ميلاد حنا تزيد الجراح عمقا، وتزيد الألم تجسدا، وهي لا تجد لها مسوغا لا من نتائج الانتخابات ولا من طبيعة الوضع السياسي المصري، فلماذا قالها؟ ولماذا يسكت عن نشرها عنه إن لم تكن معبرة عن حقيقة ما قال، كما يزعم أصدقاؤه من الإخوان؟!
(5)
عندي سؤال أخير للبابا شنودة، وللدكتور ميلاد حنا، وللذين اتخذوا أقلامهم وألسنتهم وحناجرهم أسلحة مشهرة ضد الإخوان المسلمين. أليس هؤلاء الإخوان مواطنين مصريين؟ أليس الذي حدث في انتخابات 1995 و2000 معهم بمناسبة انتخابات مجلس الشعب في هاتين السنتين كان فضيحة عالمية سجلتها ضد بلادنا الدنيا كلها؟! أليسوا قد دخل منهم مجلس 1987 نحو من أربعين نائبا، وبرلمان 2000 نحو من 17 نائبا فما الضرر الذي أحدثوه في الحياة السياسية؟ وما الفساد الذي أصابوها به؟ وما التأثير الحقيقي الذي كان لهم في الوطن كله لا في مجلس الشعب وحده؟
لقد قال مرشح من مرشحي الحزب الوطني، شهد 140 قاضيا بأن النتيجة المعلنة بنجاحه تخالف نتائج فرز الصناديق، إن الإخوان استفادوا من الأسماء المكررة والمتشابهة ولذلك منعهم القضاة من التصويت بها؟ ولم أفهم شيئا من هذا الكلام أصلا! فلم أفهم كيف يستأثر الإخوان دون سواهم بالأسماء المتكررة والمتشابهة؟ وكيف يؤثرون بها في كشوف الأسماء وهي لا تعدها جماعتهم ولا أية جماعة أخري؟ وكيف يمنعهم القضاة من التصويت بها ثم تكون النتيجة التي أقر بها 140 قاضيا حصول مرشحهم علي أكثر من 28 ألف صوت (يقول الإخوان 35 ألف صوت) وحصول المرشح الحكومي علي نحو من ثمانية آلاف صوت (يقول الإخوان 6 آلاف صوت)؟
(6)
أرجو أن يسمح لي الذين يخافون من الإخوان، والذين يتفاءلون بهم، الذين يحبونهم والذين يبغضونهم، الذين يرونهم ملائكة الرحمة والذين يعدونهم ملائكة العذاب... أرجو أن يسمح لي هؤلاء جميعا بأن أقول لهم إن الأوان قد آن * وأرجو مخلصا ألا يفوت * لكي يتعامل هذا الوطن مع أبنائه جميعا علي قدم المساواة. لا يضع منهم أحدا فوق القانون ولا يضع أحدا تحته. ولا يبقي خارج الشرعية السياسية أحد بسبب مذهبه السياسي أو الفكري أو الديني، فالمسلم مصري، والقبطي مصري، والشيوعي والناصري والقومي والفرعوني والعلماني والمتغرب والمتزمت والمنفتح.. وقل ما شئت من وصف.. كلهم مصريون. يحملهم تراب الوطن ويغذوهم خيره، ويحيون جميعا متساوين في ظل قانونه ودستوره وقيمه. من أصاب منهم أصاب لنفسه، ومن أساءî فعليها. وكلهم سادة في وطنهم لا يعلو علي أحد منهم إلا قانون البلاد ودستورها.
عاملوا الإخوان * وغير الإخوان * هكذا.. تروا كيف يتطور الوطن وكيف يقوي وكيف يسمو. أو أخيفوا المخالفين في الرأي، وأطلقوا البلطجية علي خصوم السياسة والفكر، وعلي المذيعين والصحفيين (أحمد منصور آخرهم، وقبله عبد الحليم قنديل، وجمال بدوي، ومجدي أحمد حسين...) تروا كيف نزداد ضعفا وتخلفا وهوانا علي الناس.
الرد مع إقتباس