رجاء : لا تشتتوا أفكاركم
إخوتي و أحبائي أبناء النور
سلام و محبة للجميع
بداية ، أشكر أخي الحبيب الخواجة على مجاملته الرقيقة لي ، الرب يبارك حياته و حياة أسرته.
لي رجاء من كل من يشارك في هذا الموضوع ألا يشتت أفكاره و يشتت تفكيرنا معه ، فنجد أنفسنا و قد ذهب الموضوع في نهايته في إتجاه لا يمت بأدنى صلة لأصل الموضوع.
نحن الآن بصدد مناقشة موضوع سياسي بحت ، لا دخل له بإيماننا المسيحي الذي نفخر به على الإطلاق ، والسياسة عندما تلبس عباءة الدين تصبح من المحظورات التي لا يجب أن يقترب منها أحد ، وهذا هو بالضبط ما يفعله إخوان الخراب عندما دغدغوا مشاعر السوقة و الجهلة بشعاراتهم الطنطانة الفارغة من المعنى و المضمون عن كون (الإجرام المحمدي هو الحل) ، فإبتلع هؤلاء وبكل سذاجة (ولن أقل بلاهة) الطُعم الخبيث الذي وضعه لهم إخوان الخراب في صناراتهم ، لذلك ، الأجدر بنا عندما نتحدث عن أمور سياسية عدم خلطها بمعتقاداتنا ، ثم نأتي بعد ذلك و نلوم على إخوان الخراب إستخدامهم لهذا الأسلوب المُنحط الوضيع لكسب المزيد من الأتباع العميان المُغيبين ، فتديين السياسة هو ما يجب محاربته و إستئصاله من المجتمع المصري إذا كنا نريد حقا مصلحة ذلك الوطن الآيل للإنهيار.
وسوف أكون أكثر جرأة وأقول بأن حال الأقباط السياسي لن ينصلح إلا عندما يتخلوا عن مفهومهم بالإعتماد البنوي على دور كنيستهم الأبوي في الحياة السياسية و ركونهم لكل ما تقوله الكنيسة و تُصرح به في الأمور السياسية ، فالعمل السياسي يتطلب مدنيين علمانيين على إستعداد لتحمل النقد ، بل الإهانة و التجريح و القذف و السب ، وهذا كله من المستحيل أن تقوم به الكنيسة ، لأننا حينئذ سنعتبر هذا و ببساطة إهانة و تجريح و قذف و سب للكنيسة و للمسيحية ، وهذا بالطبع ما لا نرضاه لها.
إخوان الخراب لعبوا على هذا الوتر و أصابوا بنجاح لأنهم واثقون بأننا لن ننتقدهم لا في وسائل الإعلام ولا في غيرها صراحة على أفكارهم المُتطرفة المُتشنجة الغبية ، لأنهم وقتها لن يتورعوا عن إتهامنا بمحاربة الإسلام في دولتهم الإسلامية كما يزعمون ، ووقتها لن يعدموا الوسيلة أو القدرة على إستخدام ذلك الإسلوب التهييجي المُنحط بمهارة و إحتراف لتأليب الغوغاء ضدنا ، علما بأن الإحتقان الشديد يسود المجتمع المصري كله بالفعل و يريد فقط من يوجهه ، وبالطبع أسهل الأهداف و أقلها تدميرا للمجتمع هم الأقباط (ونحن بالفعل مُصنفين سياسيا بالهدف الرخو) التي يجيد كل من الحكومة و الإخوان اللعب بها (وكل بطريقته) :
- فالحكومة الحقيرة عندما تريد إلهاء الناس و شغلهم عما تتخذه من تدبيرات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو غيرها من أمور مثيرة للجدل و مهيجة للمشاعر ، لا تتورع عن فتح أحد ملفاتها الوضيعة الخاصة بنا (و التي يزخر بها أرشيف أمن الدولة المتعفن) كموضوع كنيسة محرم بك ، عالمة بل وجازمة بأن الأقباط لن يحدثوا ردود أفعال همجية عنيفة كتلك التي يحدثها الدهماء من المسلمين ، ولا بأس بالتضحية ببعض منا في سبيل تفريغ تلك التنفيسات الإجرامية المحمدية (و التي أصبحنا نراها بشكل دوري و منتظم بعدما إزدادت حدة الإحتقانات لدى الناس) حتى ينفس الناس عن مكنونات غضبهم بدلا من تفريغها ضد الحكومة.
- و إخوان الخراب كلما أرادوا المزيد من المساحة و الأرضية والمزيد من النفوذ السياسي لا يجدون سوى ورقة تهييج الناس ضدنا كوسيلة فعالة للضغط على الحكومة وإبتزازها ، و كثيرا ما ينجحون - و للأسف - نتيجة لضعف الحكومة و لمعرفتها بمدى قدرة إخوان الخراب على تحريك جموع الغوغائيين و تأليبهم ضدها.
وفي كلتا الحالتين نحن كبش الفداء المُعد دائما و أبدا للذبح.
أما المسلمون الذين ينتقدون إخوان الخراب فليسوا بأسعد حالا منا و ليسوا بمنأى عن سيوف ألسنة إخوان الخراب الحادة المُشهرة في الوجوه ، وإتهامات الكُفر و الإلحاد و الزندقة مُعدة سلفا لهؤلاء أيضا لإخراصهم و إسكاتهم.
الحل أن نفصل الدين عن السياسة فصلا تاما ، و المعيار يجب أن يكون كفاءة الشخص لا إنتمائه الديني إذا أردنا وجود حياة سياسية سليمة بمصر.
يتبع...
|