عرض مشاركة مفردة
  #157  
قديم 03-12-2005
Room* Room* غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 55
Room* is on a distinguished road
الإخوان وشعار «الإسلام هو الحل..»


عبدالعزيز الملا :

الحكومة والأحزاب العلمانية المصرية وخصوم الإخوان على مستوى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ركزوا في تشخيص أسباب فوز الإخوان على أنهم - أي الإخوان - استعملوا شعارات عاطفية ونظرية مثل شعار «الإسلام هو الحل».. وانهم بهذا خدعوا الجماهير وأثروا على الرأي العام واستغلوا التدين الفطري لدى الشعب لتجيير الأصوات الانتخابية لهم.. ثم قالوا: إن هذا الشعار يستطيع ان يقوله أي أحد ولكنهم - أي المنتقدين - لا يمكن ان يستغلوا بساطة فهم الناس للدين.. الخ.

وأقول - بداية إنها حيلة العاجز، ثم إنهم لو توقعوا ولو واحداً بالمائة انهم يستطيعون خداع الجماهير أو بعضها بهذا الشعار لما ترددوا لحظة في رفعه ولهم في ذلك سابقة بل سابقات.. فكم مرة رفعوا شعار الديمقراطية والإصلاح والوطنية والعدالة الاجتماعية والتحرير.. بل شعار التدين نفسه فما من مناسبة دينية إلا ويحاولون الولوج لداخل أو لطرف الصورة الدينية وان يلقوا على أنفسهم هالة من القداسة الدينية.

ولكن هم يعلمون ان الجماهير لن تصدقهم كما لم تصدقهم فيما مضى.. ويعلمون كذلك أن شعارا من هذا القبيل سيكون موضع رصد على الصعيد التطبيقي العملي وأنه سيدخلهم في سباق على تمثيل الدين وتقمصه مع المؤسسات والجماعات الإسلامية وهو ما لا يريدونه ولا يحبذونه ولا يعتبرونه ميدان تنافسهم.

من هنا فإن هذا النقد لشعار «الإسلام هو الحل» إنما يعكس حجم بعدهم عن محتوى الإسلام، ورفضهم له كمنهاج في حياة، وحجم رفضهم لان يكونوا موضع محاسبة حقيقية.. كما ان هذا النقد يحوي في طياته الاستخفاف بالجماهير وبوعيها واتهاماً لقدرتها على تمييز الغث من الثمين.. وهو في نفس الوقت جهل بمضمون الإسلام لأنه موجه للشعار نفسه وليس للإخوان الذين يرفعونه بمعنى أنهم يقولون الشعار خطأ ولم يقولوا إن الإخوان لا يمثلون الشعار عملياً وعلى الحقيقة.. قال مصطفى الفقيه: من يضمن ألا يخرج غداً شعار المسيحية هي الحل، أو شعار الاشتراكية هي الحل..؟ إذن فهو رفض للشعار نفسه واعتقاد بأنه سيفتح المجال لتنافس عقدي وايديولوجي.. وهذا جهل آخر بطبيعة كلا الدينين والفرق بين قدرة كل منهما على صياغة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. ولكن ياليتهم يصدقون في مساواتهم للإسلام بغيره وياليتهم يسمحون للإسلام أن يقدم نفسه كما يسمح لقطاعي الطرق وعبدة الشيطان على الأقل.

إن الإخوان عندما يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» إنما يلخصون منهجهم وعملهم منذ نشأتهم في هذا الشعار، ولذا لم ينتقدهم أحد بأنهم لا يمثلون الشعار.. والجماهير تعلم ذلك.. والجماهير التي اتخمت بالشعارات الكاذبة هي التي أعطت الإخوان ثقتها، لأنها تعلم من هم الإخوان إذا تعلق الأمر بتمثيل منهج الإسلام في المجالات الاجتماعية والسياسية والحزبية.. أو وضعوا على محك المصداقية الوطنية.
ثم ما المانع ان يرفع الإخوان هذا الشعار ما دام غيرهم يرفع شعارات الإصلاح والديمقراطية.. أم أن الإسلام هو ابن ضرَّة؟ أم لا يصلح؟
وقالوا: هذا سيهيج علينا الأقباط والعلمانيين والعالم الخارجي.. وأقول: لماذا؟ هل لأن الإسلام سيظلمهم أو يعتدي عليهم.. بالطبع لا!! أم لأن العقد الوطني والمواطنة تعني رفض الإسلام كشريعة ودستور.. إذن فهل هم يورطون الأقباط أم ينصفونهم عندما يجعلونهم مقابل الإسلام ونقيضاً للتدين.. ثم لصالح من يوضع الإخوان في مقابل الأقباط ويخيرون بين الإسلام والوطنية. أقول: دعوا الإخوان يقدمون الإسلام كما أراده الله تعالى منهج حياة ودستور حكم.. ولا تخافوا من الإسلام الذي هو شرعة الله تعالى.. وان شئتم فحاسبوهم على فهمهم له، وأقول: لا تمعنوا في تجاهل عقيدة الأمة وتزوير إرادتها، وأقول: ابحثوا عن مساحات البقاء مع الإخوان قبل أن يجرفكم التيار ويغرقكم الطوفان.. وأقول للإخوان: إن خصومكم كثيرون، وإن غيظهم عظيم وخطرهم جسيم.. وقد رفعتم شعارا مقدسا سيكون موضع رصد.. وأنتم مؤتمنون اليوم على سمعة الإسلام وليس سمعة الإخوان، فكونوا على قدر الأمانة فإن عجزتم أو اعجزتم فتخلوا.
الرد مع إقتباس