البابا شنودة يصدر تعليمات لقيادات الكنيسة بوقف أي هجوم على الإخوان
كتب ـ عمر القليوبي : بتاريخ 5 - 12 - 2005
أكدت مصادر مطلعة للمصريون أن البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية قد أصدر تعليمات مشددة إلى جميع القساوسة والمطارنة والمنضوين تحت لواء الكنيسة الأرثوذكسية بالكف عن توجيه أي انتقادات لجماعة الإخوان المسلمين أو الدخول في مواجهات مع قادة الجماعة في الفترة القادمة أو تحميلها مسئولية مشاكل الأقباط.
وأوضحت المصادر أن البابا شنودة أكد لمساعديه خلال اجتماع المجمع المقدس أنه ليس من مصلحة الأقباط معاداة أي تيار سياسي خصوصا تيار الإخوان المسلمين منبها إلى رفضه الشديد أن يتحدث البعض باسم الأقباط خصوصا عندما خرجت تصريحات تؤكد أن أغنياء المسيحيين سيحزمون حقائبهم ويغادرون مصر إذا حصل الإخوان على 50% من مقاعد البرلمان .
واعتبر شنودة أن هذه التصريحات لا تخدم الأقباط في مصر وتحاول إظهارهم كأنهم جالية رغم أنهم أحد عنصري الأمة.
ونبهت المصادر إلى أن تأكيدات البابا شنودة بعدم الدخول في مواجهات مع الإخوان المسلمين تشير إلى وجود ما يشبه حالة من الغزل بين الكنيسة التي أوضح العديد من ممثليها أنه يمكن استغلال هذا الوجود الإخواني في مجلس الشعب لتحقيق مصالح قبطية خصوصا أن الإخوان سوف يسعون في الفترة القادمة للقيام بمحاولات حثيثة لتبديد مخاوف الأقباط والتدخل لحل مشاكلهم.
وأوضحت المصادر أن تصريحات قيادات الكنيسة تؤكد استمرار حالة الحوار بين الجماعة والكنيسة حيث إن قطاعا كبيرا من رموز الكنيسة ينظر إلى الجماعة نظرة معتدلة كما أن جولات من حوار قد جرت بين قيادات كنيسة وشخصيات إخوانية مستنيرة ، بحسب المصادر ، تختلف كثيرا عن الجماعات المتشددة التي تتخذ من العنف سبيلا لنشر مبادئها.
من جانبه ، أكد القمص مرقص عزيز راعي الكنيسة المعلقة رفضه التام لمحاولات إلصاق مشاكل الأقباط بجماعة الإخوان المسلمين أو تهديد البعض بمغادرة مصر لو حصلت الجماعة على 50% من مقاعد البرلمان لأن هذا يعد افتراء على الجماعة فالأقباط ذاقوا الأمرين على يد النظام أكثر مما عانوا بسبب الجماعة ، رافضا تأكيد أو نفي وجود حوار بين الإخوان والكنيسة .
وتعليقا على هذه المعلومات ، اعتبر الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين أن مخاوف بعض الأقباط من إمكانية وصول الإخوان للسلطة لا معنى لها ، مشددا على أن الأقباط هم شركاؤنا في الوطن ، لهم كافة الحقوق والواجبات ، وبالتالي يترتب على هذا توليهم كافة المناصب بدون أي حرج أو حساسية.
وقال حبيب إن معيار المواطنة والكفاءة يجب أن يكون المحدد لوضع الأقباط في مصر من ثم فلا خوف على المسيحيين إطلاقا وهو ما أثبته التاريخ فلم يتعرض مسيحي واحد للإيذاء إذا طبقت الشريعة الإسلامية وهذا ما يدركه جيدا الدكتور ميلاد حنا.
ورفض حبيب تأكيد أو نفي وجود حوار بين الكنيسة والإخوان ، قائلا إن هذا الأمر سابق لأوانه ولم يحدث حتى الآن وأن كان حدوثه في المستقبل ليس مستبعدا.
في السياق ذاته ، رأى محللون في قرار البابا شنودة بوقف أي انتقادات موجهة لجماعة الإخوان المسلمين ، محاولة من الكنيسة لاستغلال ورقة التقارب مع الإخوان للضغط على النظام ودفعه لتقديم تنازلات أكبر ، خاصة بعدما خسرت الكنيسة ورقة الضغط الأمريكية ، التي باتت تركز في الفترة الأخيرة على قضية الإصلاح ودعم التطور الديمقراطي في المنطقة .
وأشار المحللون إلى أن تقارب الأقباط مع الإخوان قد يسحب من النظام أحد أهم الأوراق التي اعتمد عليها في رفض منح الإخوان حزبا سياسيا ، حيث روج النظام إلى أن منح الإخوان حزبا قد يدفع الأقباط للمطالبة بحزب مماثل .