تابع
وكيف سيرد على منتقديه الذين اعتبروا زيارته ولقاءه بالمسؤولين عمالة وخيانة للقضية القبطية ؟، وهل يعتزم تأسيس حزب سياسي أو الانضمام لحزب قائم بالفعل ؟
وما موقفه من جماعة "الإخوان المسلمين" وهل سيجري حوارات أو اتصالات مع قادتها ؟، وهل هناك صلة بين زيارته المفاجئة وقرار الرئيس المصري حسني مبارك بشأن القيود المفروضة على بناء وترميم الكنائس، بالنظر إلى أن هذه المسألة كانت ـ ولم تزل ـ أحد أبرز مطالب الأقباط في الداخل والخارج على السواء
زيارة شخصية
هذه الأسئلة وغيرها كانت بيننا في حوار مطول، انفردت به (إيلاف) التي يهمها هنا الوقوف على الحقائق بشكل موضوعي، لا تنحاز فيه لغير الحقيقة فلسنا في موضع المدافع عن مواقف أحد، كما أننا أيضاً لسنا سلطة ادعاء لنمارس مهمة توزيع التهم المجانية، لكن كل ما نفعله هو أننا ـ كما اعتاد منا القارئ ـ نندب أنفسنا نيابة عنه في طرح ما قد يخطر على باله من تساؤلات، وتسجيل ردود الضيف كما قالها، دون تلوين أو تشويه، وهو ما يحكمنا دائماً سواء في هذا الحوار أو غيره من اللقاءات
ـ لماذا أنت هنا في القاهرة بعد أعوام طويلة من غيابك ورغم خصومتك العلنية الشرسة مع النظام الحاكم في مصر ؟
* أنا هنا في زيارة شخصية، حضرت بصفتي الشخصية، ولا أمثل في زيارتي هذه غير نفسي، فلا أعبر بها عن منظمة أقباط الولايات المتحدة التي أتشرف برئاستها، ولا أمثل المؤتمر الدولي للأقباط، ولا أمثل أي جهة من أي نوع، فقط أمثل نفسي، وأؤكد أنها زيارة خاصة، وإن كانت زيارة المرء لوطنه لا تحتاج إلى تبرير .
ـ هناك أنباء متواترة عن لقاءات جمعتك بشخصيات هامة في مصر، فما حقيقة الأمر، وهل تلقيت دعوة لهذه الزيارة ؟
* التقيت أصدقاء كثيرين من إعلاميين وساسة ومعارضين وشخصيات هامة، وهذا أمر طبيعي فأنا في نهاية المطاف مواطن مصري، مهتم منذ سنوات مضت بالشؤون العامة في بلادي، وحين تلقيت دعوات من بعض المسؤولين لبيتها، وبالفعل التقيت عدداً منهم، وتناقشنا في قضايا عديدة ذات صلة بما تشهده مصر من حراك سياسي فضلاً عن قضيتي كناشط مدافع عن حقوق الأقباط، وإن كان ذلك ليس على أرضية طائفية كما قد يتصور البعض، بل لأن هذا الملف يتصدر أجندة الإصلاح السياسي .
ـ قيل إنك التقيت الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات وأنس الفقي وزير الإعلام وشخصيات أخرى هامة، ما مدى صحة ذلك ؟
* التقيت شخصيات هامة كثيرة، وأنا في حلّ من التطرق إلى الأسماء، فليس كل ما يحدث يمكن الخوض فيه إعلامياً الآن على الأقل، ويكفي أن أشير إلى أن من التقيتهم هم شخصيات مرموقة، ولا تهم الأسماء الآن بل الأهم هو القضايا التي طرحت على مائدة الحوار، ويمكنني القول إنني خرجت بانطباعات إيجابية للغاية .
ـ تسوقنا إجابتك إلى أجندة الحوار مع المسؤولين الذين أشرت إليهم، هل يمكن أن تحدثنا عما دار من مناقشات ؟
* كما أوضحت تحدثنا في عدة قضايا مما تهم ملايين المصريين، كالإصلاح السياسي،وتفعيل الديمقراطية في مصر، وتهميش الأقباط سياسياً، وسبل إقناعهم بالانخراط في العمل العام، فضلاً عن القضايا التقليدية والمطالب المزمنة للأقباط، ومنها مسألة الكنائس والتمثيل العادل في المواقع المختلفة والمجالس النيابية، وأستطيع أن أقول أنني لمست تفهماً كاملاً من قبل كل من التقيتهم من المسؤولين، وهذا أمر مشجع، ويبقى المحك الحقيقي في وضع كل هذا موضع التنفيذ .
ضغوط وتفاهمات
ـ مارست على مدى سنوات طويلة ضغوطاً هائلة على النظام المصري من خلال تحركك لدى الإدارة والكونغرس الأميركيين، فماذا حدث حتى تأتي وتتفاوض مع النظام الذي طالما هاجمته، فما سر هذا التحول ؟
* مرة أخرى أنا مصري معني بما يجري في مصر من تطورات، والحكم في مصر طرف مهم في المسألة القبطية، وفتح قنوات حوار مع المسؤولين ليس هدفاً في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة نسعى أن يصل من خلالها صوت الأقباط، ومرة أخرى أؤكد أنني أقوم بهذه الزيارة وتلك اللقاءات بشكل شخصي لا أمثل فيها حتى المنظمة التي أتولى رئاستها، وإذا كنا تحدثنا مع الإدارة الأميركية، فما الذي يمنع من الحديث مع الإدارة المصرية، خاصة وأن لدي قناعة راسخة مؤداها أن الحل ينبغي أن يكون مصرياً خالصاً، حتى في ظل وجود ضغوط من المجتمع الدولي، لكن المفاتيح هنا في مصر، وعلينا أن نرى ما إذا كانت الحكومة المصرية مستعدة للتعاطي إيجابياً مع المسألة القبطية، وبشكل جاد وفعّال، فإذا حدث هذا فإننا بلا شك سنرحب به، أما إذا توقف الأمر عند حدود الوعود غير القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فهذا لن يحل المشكلة، بل ربما يفاقمها، إذ أن سلوكاً من هذا النوع من شأنه أن يرسخ شعوراً لدى الأقباط بأن قضيتهم لن تحل بالحوار، وسيدعم الأصوات المتشنجة هنا وهناك .
|