[afanous]

ثم بدأ رع في تسمية كل الأشياء التي على الأرض، والتي بدأت في النمو والإثمار بكلمة منه. وبعد اكتمال الخليقة نطق رع كلمتىّ "رجل" و"امرأه" وهكذا ظهرت الناس وملأت أرض مصر.
وبعد ذلك كله اتخذ رع نفسه هيئة انسان ليصير أول فرعون لمصر. ولآلاف السنين حكم رع مصر وكان هناك خصب وسلام. فكان النيل يفيض كل عام ويملأ الحقول قبل أن يعود لمجراه، تاركاً وراءه طبقة غنية من الطمي لزراعة المحاصيل. ولم تكن هناك سنين عجاف لم يفض فيها النيل كما يجب، كما لم تكن هناك سنين فاض فيها النهر أكثر من اللازم أو بقى أطول مما ينبغي. كان هذا العصر هو العصر الذهبي للعالم، ومن بعده بقى المصريون يتذكرون الأشياء الرائعة "التي حدثت في أيام رع."
ولكن في النهاية حتى رع نفسه شاخ، لأنه هكذا كانت سُنة الحياة أنه لا يمكن لأي انسان أن يعيش للأبد، ورع اختار بإرادته أن يجعل نفسه انساناً ليحكم مصر. وهكذا كبر رع وصارت عظامه مثل الفضة، لحمه مثل الذهب، وشعره مثل حجر اللازولي الكريم. ولم يستطع رع في شيخوخته أن يحكم المصريين جيداً كما لم يقو على محاربة ابوفيس (يعرف أيضاً باسم ابيب وباسمه تسمى أحد شهور السنة المصرية) ثعبان الشر الذي خرج من أبخرة الشر في ظلمة الليل، والذي أقسم أن يلتهم كل ما كان خيراً ومضيئاً وكل ما قبّلته الشمس.
وفي هذا الوقت دخل شر ابوفيس لقلوب شعب مصر حتى أن العديد منهم ثاروا ضد رع وفعلوا الشر في عينيه بعبادتهم لثعبان الظلام بدلاً من عين النهار.