الحلقة الأخيرة من قصة رع وأبناؤه
فأسرع الرسل في الظلام وعادوا ليونو Iunu (تعرف في الكتاب المقدس باسم اون On ، وهو نفس الاسم الذي عُرفت به في الحقبة القبطية، أما اليونانيون فاطلقوا عليها هليوبوليس Heliopolis ، وتُعرف اليوم باسم تل حصن وتقع بالقرب من المطرية) مدينة رع حاملين أطناناً من أوكر جزيرة ابو الأحمر. وهناك، بأمر من رع، بدأت كل كاهنات معبد الشمس وخادمات البلاط الملكي في دق الشعير وصنع البيره. وما أن إنتهين من إعداد سبعة آلاف جرة حتى أمرهن رع أن تخلطن الشعير مع أوكر ابو الأحمر ليومض كالدم في ضوء القمر.
ثم قال رع "الآن أحملوا هذا بعكس تيار النيل لحماية البشر. أحملوه للمكان الذي تضمر فيه سخمت أن تذبح الناس عندما يعود الصباح، وأسكبوه على الأرض كفخ لها."
وعند بزوغ فجر الصباح خرجت سخمت من عرينها بين الصخور لضوء الشمس ونظرت حولها باحثةً عن إنسان لتلتهمه. لكنها لم تجد كائناً حياً بل في المقابل، وفي المكان الذي كانت قد ذبحت فيه عدة رجال في اليوم السابق، رأت الحقول مغطاة بعمق ثلاث أيادٍ بما يبدو كالدم.
فنظرت سخمت وأطلقت ضحكة كزئير لبؤة جائعة. وهكذا، معتقدة أنه الدم الذي أراقته في اليوم السابق، أنحنت وشربت بشراهة. وشربت سخمت وشربت حتى صعدت قوة البيره لرأسها فلم تقو على الصيد أو القتل.
وعندما اقترب اليوم من نهايته نزلت سخمت مترنحة ليونو حيث كان رع في انتظارها. وعندما لمست الشمس الأفق لم تكن سخمت قد ذبحت رجلاً أو إمرأةً منذ المساء السابق.
"قد أتيت في سلام أيتها اللطيفة" قال رع. "ليكن السلام معكِ واسماً جديداً. منذ الآن أنت لستِ سخمت الذابحة، بل أنتِ حتحور سيدة الحب. ولسوف يكون نفوذك على البشر أقوى مما كان عليه، لأن هوى الحب سوف يكون أقوى من حرقة الكراهية. ولسوف يعرف الجميع الحب ولسوف يقعون ضحايا لكِ. وعلاوة على ذلك، كتذكار لهذا اليوم، سوف تقوم كاهنات الحب بتجرع بيرة يونو المحمرة بأوكر ابو في اليوم الأول من كل سنة (رأس السنة المصرية يوافق 11 سبتمبر) في احتفال عظيم احتفاءاً بحتحور." (شهر هاتور المصري تسمى على اسم حتحور).
وهكذا أُنقِذت البشرية من قبل رع وأُعطيت بهجةً جديدة وألماً جديداً.
 

النهاية
آخر تعديل بواسطة Allat ، 23-12-2005 الساعة 02:02 PM
|