|
نعم يا إخوتي ... ماذا تنتظرون من أناس يعدون الكلمات التي يتلونها لأنهم إن أتموا عدداً معيناً يغفر لهم العدد الفلاني من الخطايا ..
وإذا صلوا صلاة الجمعة في الجامع فهي بكذا عدد من الصلوات لكنها في البيت بعدد أقل من الله ..
لقد حولوا الله إلي آله حاسبة كل همه وشغله الشاغل هو العد لكي يضع هذا العدد أمام ذلك العدد فيغفر بالعدد ويجازي بالعدد وهذه هي الحياة المتدينة بالنسبة لهم .
إنني في دهشة كبيرة مما أراه وأسمعه من هؤلاء الناس !! كيف إستطعتم أن تصوروا الله بكل ما فيه بهذه الصورة المادية البحتة ؟ فمنذ متي والله يهتم بالعدد وأشكال العبادة وأوقاتها ؟ هل تعتقدون أنه يمكنم خداع الرب ؟؟
نصلي كذا صلوة ونتلو هذه الصلاة العدد الفلاني من المرات فندخل الجنة ؟؟ ياللعجب
إن الرب يا إخوتي يهتم بالقلب ولا أعرف إذ كنتم ستفهمون آيات الكتاب المقدس أم لا ولكن أنا أعلم جيداً بأنكم مطالبون في دينكم بالإيمان بديننا وكلمتنا .
لقد قال الرب "يا إبني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي"
"وأما الرب فينظر إلي القلب"
وعندما كان شعب بني إسرائيل يخطئون أمام الله ولكنهم ملتزمون بأشكال العبادة وتقديم الذبائح قال لهم الرب "إن ذبائحكم صارت مكرهة أمامي"
إن الله لا يريدك وأنت تصلي واقفاً أو راكعاً .. لا يريد يديك مرفوعة أم مضمومة أم علي بطنك .. لا يريدك أن تصلي إليه في الصباح أو المساء أو المغرب أو العصر .. لا يريدك أن تردد كلمات مجردة ومحفوظة بدون الشعور بها .. الرب يريد قلبك فإعطه له فتجد حينئذ الشبع الحقيقي في الصلاة لا أن تصلي وتجد نفسك بعدها لا فرق عن قبلها .
الرب قادر أن يعطي كل منا نعمة الإستفادة من أوقات الصلاة وأن ننظر إليها بالمفهوم الصحيح لأن إلهنا إله الروح والقلب لا إله الأرقام والأعداد وأشكال الصلاة.
|