عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 27-08-2008
الصورة الرمزية لـ elasmar99
elasmar99 elasmar99 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: Germany
المشاركات: 3,390
elasmar99 is on a distinguished road
مشاركة: حملة لمحاكمة زغلول النجار بتهمة ازدراء الاديان واثارة الفتن الطائفية

العلم مختلف عن الدين. ولا يجب مزج الخل بالزيت فى هذه الحالة. فالعلم هو التساؤل دائما, أما الدين فهو اليقين الثابت. العلم شك وعلامات إستفهام وقلق وإثبات وبرهان, والدين إجابة وإطمئنان وثقة وحسم. العلم ميرسكوب وتليسكوب وتجارب ومشاهدة, والدين كتب مقدسة وفتاوى وعمامة فقيه. إخراج العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار النجاح هو المطابقة للنص الدينى, وليس للبيانات والمشاهدة. فالتجربة تتحول إلى آية أو حديث. وتصبح الحجامة صحيحة , وكذلك جناح الذبابة وبول الإبل. لا لأنها ثبتت بالتجربة, ولكن لأنها ذكرت فى حديث, الله أعلم مدى صحته. ويصبح العسل دواء لمرضى السكري والأطفال دون السنة الأولى, رغم خطورة ذلك على حياتهم, لأن المفسرين جعلوا منه شفاء بصفة عامة دون إستثناء.

التفسير العلمى يغرى رجال الدين بالتدخل فى شئون العلم وتعطيل تقدمه. ولقد رأينا ماذا حدث للعلم فى العصور الوسطى فى أوروبا. ونحن الآن نتدخل فى شئون العلم, ونحجر على الرأى, ونتخبط, ونمنع نقل الأعضاء, ثم نجيزه بشرط أن يكون بين أبناء الدين الواحد. وهذا فى حد ذاته كارثة وطنية وخلقية تدل على سفه وغباء ليس له مثيل. ونتدخل فى موضوع ختان الإناث. ولا نستطيع أن نستقر على حال فيما يخص تحيد بداية شهر رمضان, بينما تحديد بداية الشهر القمرى تتم بسهولة ودقة بالغة بالطرق العلمية. وبذلك يتحول علماء المسلمين إلى دراويش تطلق البخور وتضرب صنج الصوفية وتدور حول نفسها وهم يبحثون فى فوائد المسواك وبول الإبل وأكل الداتورة وجوزة الطيب على الريق. يمارثون ذلك وهم يعرفون أنهم يدجلون. ينصبون ويؤلفون ويركنون إلى الدعة والترهل الفكرى, إلى درجة أن بعضهم يفسر تقدم الغرب بأنه تسخير لخدمة المسلمين. هم يتعبون أنفسهم, ونحن نأكل على الجاهز.

العلوم تبدأ بالفروض والبديهيات وتنتهى بنتائج جديدة. أما الإعجاز العلمى عندنا فيبدأ بالنتائج وينتهى بنفس النتائج. وهذا يحول البحث العلمى عندنا إلى أسلوب يستخدم أى شئ, سواء كان منطقيا أو غير منطقى, لتأكيد ما نعتقد به مسبقا. وهذا إضرار بالعقل والخلق والإسلام والمسلمين.
لقد وصلنا إلى حالة فكرية بائسة. وأصبحنا نعيش فى وطن بلا دماغ. وأصبح المواطن منا كائن ممسوخ مرعوب من بطش الحاكم ومن سيطرة رجل الدين. هذا يستعبده جسمانيا وذاك يستعبده روحيا. ولا يستطيع الفكاك أو التحرر من قيود الحاضر وثقافة الماضى. مواطن يعيش ثقافة ميته فى رحلة تردى لا تعرف التوقف. لقد أصبحنا مهزلة للعالمين نعيش فى مجتمع يتجه إلى كارثة محققة. وإنتهينا إلى إفلاس فكرى وحضارى ليس له مثيل. وليس أمامنا سوى مشروع سفينة نوح من فكر جديد للتنوير والخلاص من مسلمات لا فكاك منها. حتى نستطيع أن نعيش كباقى شعوب الأرض بشئ ولو يسير من الكرامة والإباء. فهل من مجيب؟

الــنــهــــــايــة
__________________
لن اسمح لإخوان الخراب دخول كنيستنا او السيطرة على مواقعنا
الرد مع إقتباس