عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 12-10-2005
الصورة الرمزية لـ knowjesus_knowlove
knowjesus_knowlove knowjesus_knowlove غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: On the top of ISLAM
المشاركات: 9,078
knowjesus_knowlove is on a distinguished road
1





حوار مع "د.ميلاد حنا":

المجموعات الثقافية هي التي تحرك التاريخ

"كراهية الآخر" أكبر تحد يواجه الثقافة المصرية

التنوع ظاهرة كونية



حوار :سامح سامي



"د.ميلاد حنا" أستاذ الهندسة... انتقل للحياة الثقافية منذ اكثر عشرين عاماً مضت... له عدة كتب ثقافية وعلمية... حائز على جائزة "سيمون بوليفار" الدولية من اليونسكو. عام1998 أصدر كتاب "قبول الآخر" الذي أثار جدلاً واسعاً حوله وتساؤلات من هو الآخر الذي يقصده "د.ميلاد حنا"...؟ وهل الآخر هو القبطي أم الإسرائيلي؟ وخصوصاً بعد ذهابه إلى جمعية السلام بـ"كوبنهاجن". والدكتور ميلاد حنا دائما يثير الجدل والمعارك الفكرية، ورغم ذلك فالكل في مصر يحترمه ويقدره؛ لأنه يدافع عن عِلم وليس عن جهل. ويضع تجاهه لافتة "قبول الآخر". تم اللقاء بمنزله في الحي الراقي المهندسين بالجيزة، وكان معه هذا الحوار حول ثقافة "قبول الآخر".



*ماذا تقصد من فكرة "قبول الآخر" وما هو مفهوم ثقافة "قبول الآخر"؟





** فكرة "قبول الآخر" نَمَت في وجداني منذ تسع سنوات. ففي عام،1995 عقب نشر "صموئيل هننتنجون" نظريته المشهورة المعروفة بـ"صدام الحضارات"، انزعجت وتساءلت كيف يمكن لمفكر أن يفسر ظاهرة بأن يدعو لظاهرة ضد أخرى. ففي أنحاء العالم توجد عدة صراعات قديمة وليست حديثة مثل "البوسنة والهرسك"، والصراع الموجود في أسبانيا، وصراع الأكراد مع الأتراك، والصراعات الموجودة في السودان. فهي صراعات كثيرة ومتعددة وفى اتجاهات مختلفة... ومهارة المفكر هي توجهه الثقافي... فيمكن أن يصدر نظرية تدعو إلى أن الجنس الأبيض أفضل أجناس الأرض، وأن الأقباط هم أولاد الفراعنة فقط دون غيرهم... هذه أفكار يمكن أن يدعو لها المفكر ولكنها أفكار مدمرة لأنها تؤدى إلى كراهية الآخر والتعالي على الآخر دون وجه حق... أيضاً مثل الصهيونية فيقولون إنهم "شعب الله المختار" والمسيحية تقول "نحن أولاد الله" والإسلام يقول "إن الدين عند الله الإسلام"، وهكذا, إذاً، أنت تستطيع أن تخرج من جوف التاريخ وجوف الأديان والأفكار ما يؤدي إلى الصراعات بين الناس. ومنظمة اليونسكو قررت أن يكون عام 1995 عاماً للتسامح أي أن شخصاً يغفر أو يسامح لشخص آخر.



ولكني لم أكن راض ٍ عن هذا المصطلح، أي "التسامح"، لأن معناه أنى رجل متعالي وعندي الحق وأغفر للآخر وأسامح الآخر وأقبل الآخر لأنه أقل مني، فلم تعجبني فكرة التسامح، فابتكرت عبارة "قبول الآخر". وتقوم فكرة "قبول الآخر" على أن شخصين يقبلان بعضهما البعض دون تعالٍ أو فخر؛ لأنهما مثل بعضهما البعض. فبدأت نظرية "قبول الآخر" وهي: "يولد المرء منا دون رغبة أو وعي أو إرادة من ذاته أو تنبؤ بما سيكون عليه أو طبيعة نشأته". ففي هذا الإطار لا يكون أمامنا سوى قبول الآخر؛ لأنه ما عيبُ صاحب البشرة السمراء، وما عيبُ الفقير لأنه ولد هكذا. إن الإنسان ليس لديه فضل في نشأته وبيئته فمن يفتخر أنه أمريكي أو أنه أوروبي، يعيش وهم كبير؛ لأنه ليس له فضل في ذلك. فالإنسان يفتخر بعمل أو بفكرة ابتكرها. ومن هنا فإن الصراعات العرقية أو الدينية صراعات غبية ولكنها قائمة. ونظرية "قبول الآخر" نظرية تقول علينا أن نكتشف قبول الآخر ولكن الإنسان الذى يكره نفسه لا يستطيع أن يقبل الآخر... إذن لابد للإنسان أن يصالح ذاته حتى يستطيع أن يقبل الآخر... وإذا الإنسان قبل الآخر فهذه تكون بداية لعملية التحاور... ومجمل نظرية قبول الآخر هي "التأمين على الخصوصية الثقافية". أي نحن كلنا بشر ولكن لسنا كلنا نشبه بعضنا لأن هناك نظرية أخرى تقول: "إن التنوع ظاهرة كونية". فالحياة نفسها تقول: "إن هناك تنوعاً في جميع الكائنات الحية"، والإنسان نفسه مختلف من شخص إلى شخص آخر فى شكله وعقله ولغته... إذاً، هذا التناقض أو الاختلاف يسمى بنظرية "الوحدة من خلال التنوع"، أي الوحدة ليست وحدة نمطية. فكلنا مصريون ولكن هناك المصري الصعيدي، والبحري، والمصري الفلاح. ولكن هناك مجموعات ثقافية مختلفة داخل البلد الواحد. إذاً، الذي يحرك التاريخ هو المجموعات الثقافية.





الوحدة والتنوع


*هل تتعارض الخصوصية الثقافية للأقباط مع الوحدة الوطنية في مصر؟



**لا تتعارض... وأنا ألغي شعار "الوحدة الوطنية"؛ لأنه ليس له معنى، فأنا أطلق عليها اسم "الوحدة في إطار الوطن الواحد". فهنا يوجد التنوع من خلال وحدة، ووحدة مع التنوع. ففي مصر يوجد سكان ريف وسكان مدن، وفيه صعايدة و فيه فلاحين، فمصر ليست وحدة. هي وحدة سياسية التي هي دولة، ولكن داخلها مجموعات بشرية ثقافية كثيرة جداً. ولابد لنا أن ندرك الخصوصية الثقافية لكل مجموعة على حدة. ففي مصر يوجد الخصوصية الثقافية لكل مجموعة على حدة... ففي مصر يوجد الخصوصية الثقافية للمسلمين والخصوصية الثقافية للأقباط... ولكن ليس معنى هذا أن هناك فرقة بينهما؛ لأن ما يجمعهما أكثر ما يفرقهما.



*من خلال تعريفك لثقافة "قبول الآخر" هل يتسع لقبول إسرائيل؟



**النظرية أحدثت جدلاً لأن البعض قال لي: إن الآخرين، كل الناس ماعدا إسرائيل، وهذا حقه أنه رافض لإسرائيل. والبعض الآخر قال لي: الآخر ليس القبطي لأن القبطي والمسلم جنس واحد، وهذا حقه إنه رافض أن يكون القبطي هو الآخر. الحقيقة أن نظرية "قبول الآخر" ليست نظرية طبيعية كالجاذبية الأرضية. إنها نظرية إنسانية اشرح فيها أهمية قبول الآخر، وكل واحد منا حر في تفسير من هو الآخر. فأنا واحد من الناس لا أكره اليهود. يمكن أن أكره الصهيونية؛ لأنها حركة متعصبة وعنصرية. والصهيونية غير اليهودية، فاليهودية دين والدين يعطي تماسكاً للشعب التابع له.



الصهيونية واليهودية


*أى أنك ضد الصهيونية؟



**أنا لست ضد اليهود. أنا ضد الصهيونية... أنا ضد الفكر ولكن ليس ضد البشر... وأي إنسان يكره الأقباط أنا لست ضده إطلاقاً. ولكن ضد التعصب وضد الفكر وليس الكراهية للبشر. الكراهية للبشر تخلّف، ولكن هناك أشخاصاً لديهم كراهية للبشر وكراهية جماعية. فأنا أحب كل البشر ولكن أكره أفكاراً وأحب أفكاراً أخرى. فأنا ضد الفاشية؛ لأنها تدعو إلى تصنيف البشر إلى أجناس، وأنا ضد الحرب ولكن مع السلام، فأنا لا أكره البشر ولكن أكره بعض الأفكار التي يتبناها هؤلاء البشر. فأنا ضد الأحكام العرفية ولكن ليس ضد الرئيس مبارك. وأنا ضد سياسة الحزب الوطني ولكن ليس ضد أعضائه. فهذا فهم آخر، وهذا هو الفرق بين المفكر أو الكاتب أو الفيلسوف وبين رجل عادي تختلط لديه الأمور.



*تقول إنك ضد الصهيونية فلماذا إذاً ذهبت إلى جمعية السلام في كوبنهاغن التي تدعو للتطبيع مع الإسرائيليين؟



**هذه المسألة حرجة جداً، وتحتاج إلى مناقشة طويلة؛ لأن المسائل من هذا النوع تخلق التعصب وأنا ليس عندي استعداد لمناقشة كلام متعصبين. فقد ذهبت في اجتماع كبير وقال شخص ما: إن "ميلاد حنا" يجب أن يغادر الاجتماع فوراً. فهذا تخلّف، وأنا لا انتظر اعترافاً من شخص متعصب ولا يهمني رأيه ولكن لا أكره ذلك الشخص. فأنا ضد الصهيونية وضد المتعصبين في إسرائيل. وهذا الموضوع حساس، وفى مصر يجلب المشكلات، وسيظل هناك متعصبون ضد التطبيع. فلا بد من أن يوجد هؤلاء؛ لأننا لسنا في مجتمع من القديسين، فنحن نعيش في مجتمع بشري... فرؤيتي شاملة للإنسانية وللبشرية. فلماذا هذا الإرهاب الفكري. فيمكنني أن أسألك لماذا لا تذهب أنت إلى جمعية السلام؟

__________________




معجزة محمد الواحدة والوحيدة هى أنه أقنع من البشرالمغفلين مايزيد على مليار ونصف يصلون عليه آناء الليل واطراف النهار

ومن المؤكد أنه لن يعترض على كلامي هذا إلا غلماانه نازفى المؤخرات وحورياته كبيرات المقعدات

" كن رجلا ولا تتبع خطواتي "
حمؤة بن أمونة

الرد مع إقتباس