عرض مشاركة مفردة
  #100  
قديم 15-03-2008
HAMOUKAS HAMOUKAS غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 1,203
HAMOUKAS is on a distinguished road
تقارير استخباراتية : تؤكد خطر اندلاع مواجهات مع ايران ولبنان وغزة

بعد كوريا الشمالية...
هل ستتعلم إيران من الدرس الليبي؟



ولعلنا اذا نظرنا نجد أن هناك دول عدة تخلت عن أسلحتها النووية التي امتلكتها من قبل. دول مثل جمهورية جنوب أفريقيا تحت قيادة مانديلا، والبرازيل والارجنتين في أميركا اللاتينية بعدما اكتشفت قيمتها العسكرية المحدودة ومسؤولياتها الجمة ومخاطرها الرهيبة.

اما المتسائلون عن حق المسلمين في امتلاك (القنبلة النووية الإسلامية) فأحيلهم إلى قنبلة باكستان (الإسلامية) ماذا فعلت القنبلة النووية بباكستان سوى زيادة حدة الفقر المدقع الذي يعيشه شعبها بعد أن صرفت مليارات الدولارات سنوياً على تطوير السلاح النووي وحمايته ووصلت الى حافة الهاوية والإفلاس. فلا تزال باكستان بعد القنبلة النووية تصرف حوالي 4.3 مليار دولار سنوياً على انفاقاتها العسكرية لحماية نفسها من جيرانها,
في حين يعيش أكثر من 24% أي (39.6 مليون) من الشعب الباكستاني البالغ عدده 165 مليون تحت خط الفقر
.


ويبقى الضمان الامني الوحيد لباكستان هو الوصول إلى صيغة سلام نهائية مع غريمتها المجاورة الهند وليس سباق التسلح المستمر الذي يرهق الميزانات.

الدخول في سباق التسلح النووي وتكديس السلاح باعتبارها استرايجية الأمن القومي الوحيدة أمر تجاوزه التاريخ. وتجربة الولايات المتحدة في العراق والحرب ضد الإرهاب أثبتت محدودية الخيار العسكري في حل أو حسم القضايا ومواجهة التحديات والأخطار.

خطت حكومة كوريا الشمالية خلال الأيام القليلة الماضية خطوات واسعة وشجاعة نحو اغلاق مشكلة ملفها النووي . الوصول إلى حل سلمي لمشكلة السلاح النووي مهد الطريق أمام لقاء زعيمي الكوريتين وفتح الطريق أمام انهاء حالة الحرب بين البلدين التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً ومن ثم انتفاء سبب تمركز أكثر من 50 ألف جندي أميركي في المنطقة العازلة بين البلدين سيرحب الشعب الأميركي بعودتهم إلى وطنهم في أقرب فرصة.

كما يجب أن نعزو التغير الكوري الشمالي الأخير إلى المبادرة التي قامت بها الحكومة الليبية عندما قررت التخلي عن أسلحة الدمار الشامل والسعي لتطوير اسلحة نووية. المثال الليبي عبر تلك المبادرة اصبح نموذجاً ايجابياً يُشار إليه في التحركات الدبلوماسية العالمية الساعية إلى الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل .


عدم قدرة إيران على الاستفادة من الدرس الليبي يعود إلى التركيبة البنيوية لنظامها ولطبيعة الأيدولوجية الدينية التي تعتمدها كما يعود إلى طبيعة أطماعها الإقليمية وطموحات الهيمنة التي تعشعش في رؤوس قياداتها وملاليها في نفس الوقت.
الإصرار الإيراني على المضي في البرنامج النووي العسكري يعبر عن أمرين أساسيين


أولهما، هو الطبيعة التوسعية للنظام والسعي للعب دور اقليمي أكبر ومُهيمن في منطقة تعتبر من أكثر المناطق حساسية في العالم.

وثانيهما، محاولة تجاوز مشاكلها الداخلية المتراكمة على كل الأصعدة والتي جعلتها تستورد الوقود النفطي وهي من أكبر الدول النفطية كما جعل معدلات البطالة حسب التقارير الحكومية تتجاوز 15% في حين وصل معدل البطالة بين الفئة العمرية 15-29 إلى 50%. ناهيك عن التوتر الإجتماعي والقمع الديني والطائفي والعرقي، والتآكل المستمر في البنية التحتية التي ورثها النظام عن نظام الشاه السابق.


ومع ارتفاع حدة طبول الصدام المحتمل الذي بدأت نذره في واشنطن وانتقلت تردداته أخيراً إلى أوروبا والخليج العربي يجب أن نتساءل: هل آن الأوان لقادة النظام الإيراني أن يتجاوزا الردح السياسي والعنتريات المجنونة ويعملوا على تجنيب الشعب الإيراني ويلات الحروب ومضاعفات الحصار والعقوبات الدولية المتراكمة، ويلتفتوا إلى مشاكلهم الحقيقية ويتجهوا إلى بلورة مشروع اصلاحي توافقي داخلى وخارجي يُخرج بلادهم من مأزقها الدولي المتوتر منذ عام 1979 ويصلح وضعها الداخلي المتأكل والذي على وشك الانفجار. فلعبة دعونا نختلق مشاكل وصراعات وحروب خارجية من أجل تجنب مواجهة المشاكل الداخلية الحقيقية وتوحيد الجبهة الداخلية ضد العدو الخارجي، أصبحت لعبة قديمة وفاشلة وعقيمة في نفس الوقت.

فهل تتعلم إيران من التجرية الليبية الجريئة كما تعلمت منها كوريا الشمالية وتتفادى صداماً مع العالم سيكون ضحيته الأولى الشعب الإيراني ؟؟؟
المستقبل القريب سيحمل الإجابة وكل ما نرجوه هو أن تكون (نعم).



الرد مع إقتباس