[godhelpcopts]

اليوم الأول لمؤتمر الوطني يكشف عن انقسامات وانشقاقات حادة داخل الحزب




شهدت وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع للحزب الوطني التي عقدت أمس (الثلاثاء) بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر حراسة أمنية مشددة على القاعة الرئيسية وجميع المداخل والمخارج المؤدية إليها ، في الوقت الذي انتشرت فيه كل قوة من قوات الحراسات الخاصة حول الوزير المكلفة بحراسته ، خوفا من تعرضه لمضايقات بعض الأعضاء أو إحراجه بطلب التوقيع على طلبات دوائرهم .
وكشفت مصادر حزبية وصحافية من داخل المؤتمر أن الجلسة الافتتاحية عكست بوضوح تام مدى الانقسامات والخلافات السائدة داخل أروقة الحزب على مدار السنوات الأخيرة ، والتي تجسدت خلال الجلسة في حرص كل وزير أو قيادة حزبية على الجلوس إلى جوار الفريق المناصر لها ، حيث حرص الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء على الجلوس في الصف الأول بجوار عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة ، بينما جلس كمال الشاذلي بجوار أنس الفقي وزير الإعلام والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ، في الوقت الذي آثر فيه وزراء المجموعة الاقتصادية يوسف بطرس غالي ورشيد محمد رشيد ومحمود محيي الدين الجلوس إلى جوار بعضهم .
وأوضحت المصادر أن الأمين العام للحزب صفوت الشرف تلعثم أكثر من مرة ـ على غير العادة ـ خلال إلقاء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ، والتي استغرقت حوالي ساعة كاملة وتطرق فيها لتقييم أداء الحزب خلال العام الماضي والقضايا التي سيناقشها المؤتمر .
وأضافت أن كلمة الشريف جاءت خالية من أي جديد وبدت كما لو كانت مجرد تأدية واجب ، لدرجة أن الكثير من الأعضاء شعر خلالها بالملل واستسلم لسبات عميق ، في الوقت الذي راح فيه بعض الأعضاء ينظرون إلى بعضهم البعض بتعجب ، بينما راح فريق ثالث يعلق بسخرية قائلا : "هو الأمين العام لسه مصحيش من النوم ولا إيه ".
ولفتت إلى أن أبرز وقائع اليوم الأول للمؤتمر تمثلت في القنبلة التي فجرها جمال مبارك ـ أمين عام لجنة السياسات ـ خلال كلمته ، حين أعلن في نهايتها أن مصر أصبحت في حاجة ماسة إلى دخول عصر الطاقة النووية .
وربطت المصادر بين توقيت إطلاق هذا التصريح والنجاح الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إدارة المفاوضات المتعلقة بملفها النووي مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب ، والمخاوف التي تسيطر على بعض الدول الخليجية من النجاح الإيراني من جانب آخر .
من جهة أخرى ، شهدت ردهات المؤتمر احتكاك بعض أعضاء الوطني بالوزراء وعدد من القيادات الحزبية ، حيث فوجئ أحمد عز ـ أمين التنظيم ـ بعضوين يهتفون ضده ويتهمونه بأنه السبب في تفاقم أزمة البناء والإسكان بسبب احتكاره لحديد التسليح ورفع أسعاره بشكل جنوني ، مما اضطر د.على الدين هلال للتدخل لفض الاشتباك وتهدئة العضوين ، إلا أنه لم ينجح في ذلك إلا بعد انصراف أحمد عز ودخوله إلى حجرة الاجتماعات التي كان يتواجد بها د.زكريا عزمي ود.مفيد شهاب وصفوت الشريف.
كما صاح أحد الأعضاء في وجه د. محمود محيي الدين ـ وزير الاستثمار ـ وهو في طريقه خارج القاعة قائلا : "مصر اتباعت يا محمود بيه " ، فنظر إليه محيي الدين بسخرية وتركه ومضي في طريقه ، مما جعل العضو ومجموعة أخرى يتقدمون بشكوى للأمين العام على الطريقة المهينة التي تعامل بها الوزير معهم .
أما الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي فقد اصطدم بعضو آخر ، حين أخبر العضو الوزير بأن وزارته استغنت عن عشرات الشباب الذين عينوا أثناء فترة انتخابات مجلس الشعب ، فرد عليه الوزير بقوله : "اتكلم مع رئيس الحكومة .. هو أدري مني ".
وفي الوقت الذي استقبل فيه بعض الأعضاء ظهور جمال مبارك بالتصفيق الحاد ، كان البعض الآخر يقود حملة هتافات للتنديد بالتشكيل الأخير لأمناء الأحزاب في المحافظات والأقسام .
وخلال فترة الاستراحة التي أعقبت كلمة الأمين العام للحزب ، حرص بعض الأعضاء على الالتفاف حول د. يوسف بطرس غالي وزير المالية للتوقيع على طلبات خدمية خاصة بدوائرهم ، إلا أنه تجاهل تلك الطلبات تماما وترك مقعده ليجلس بالصف الأول ، بينما غير د. أحمد نظيف مكان جلوسه بجوار عائشة عبد الهادي قبل انتهاء فترة الراحة ليتوسط كلا من كمال الشاذلي وأحمد فتحي سرور.

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=24203&Page=1