الموضوع: كما تفكر تصبح
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-03-2009
farajmatari farajmatari غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 76
farajmatari is on a distinguished road
كما تفكر تصبح

كما تفكر تصبح
كل انسان يختبر حدود وجوده في المكان والزمان، ولا سيمَا في أوقات الضيق والمرض والضعف والموت. من خلال تلك الخبرة يكتشف المؤمن أن الكائن المحدود لا يمكن أن يكون هو أصل ذاته. عندئذٍ ينفتح الكائن المطلق ويرى فيه أصل كل كيان وكل وجود. ويدرك إذّاك ان حياته هي نعمة أُعطيت له من قبل الله.

هذا ما تؤمن به مختلف الديانات وتعبّرعنه في عقيدة الخلق. وتلك العقيدة ليست نظرية علميّة تهدف إلى تفسير الطريقة التي خلق الله بها الكون، بل تعبير عن إيمان الانسان بعلاقته بالله أصل كيانه وعلّة وجوده.
الايمان بأن الله هو خالق الكون لا يقتصر على الزمن الماضي. فالخلق عمل دائم، لأن العلاقة بين الله والكون هي علاقة دائمة. لذلك لا يكتفي المؤمن بالنظر إلى الماضي والحاضر، بل يتجاوزهما إلى المستقبل. وفي كل نقص يختبره في الحاضر يرى دعوة من الله للعمل في سبيل بناء مستقبل يحقّق فيه كل انسان ما تصبو إليه انسانيته.

فالايمان هو إذاً نظرة إلى الكون والانسان كما يريدهما الله أن يكونا، وفي آن معاً التزام للإسهام مع الله في تحقيق تصميمه وإرادته في الكون والانسان.
بالإيمان نحرّك الجبال" إنه قول مشترك، ولكن، إذا لم يكن الإيمان قادراً على إعطاء الإنسان الارتياح من المعاناة ويجلب له كلّ الخير، يكون هذا الإيمان محتاجاً إلى شيء أكثر لجعله منتجاً. الناس الذين ينتمون إلى الأديان المختلفة لهم إيمانهم بأديانهم، أنه أمر جدير بالإعجاب لما هو يتحمّلون في إيمانهم بالسراء والضراء في الحياة. لذلك من الضروري تزويد المبشرين والوعّاظ في الدين بشيء له قيمة عملية وبه ستقودهم معتقداتهم إلى هدف الحياة.
سيكون الدين الحيّ والمتكامل ذلك الذي يكون كل إنسان فيه إنساناً مدركاً لوعي الله، وإنسان يعيش القيم الكاملة للحياة، وإنسان الله – ويكون السماوي على شكل الإنسان على الأرض.
طالما تسود روح الدين على حياة الناس، فلا يهمّّ أي اسم يعطون إلى دينهم، أو أي شعائر يتبعون في كنائسهم أو معابدهم أو مساجدهم أو دور العبادة المختلفة. طالما هم مثبتون في روح الدين ومرتفعون إلى حالة وعي الله، وطالما يعيشون القدسية في حياتهم اليومية، وطالما يظل مجرى الحياة متناغماً مع المجرى الكوني للتطور، فلا يهمّ سواء يدعون أنفسهم مسيحيين أو محمّديين أو هندوس أو بوذيين - أيّ اسم سيكون هامّاً. على المستوى الإجمالي للحياة تحمل هذه الأسماء أهمية، لكن على مستوى الكينونة، فهي جميعاً لها نفس القيمة.
إخواني لقد تعلمت ان الإصلاح والاكتمال الحقيقي للدين يكمن في أن يجد الإنسان طريقه إلى إدراك الله وكلّ ما هو ضروري لجعله إنساناً كاملاً، وإنسان بحياة متكاملة كلياً، وإنسان بذكاء فائق وإبداع وحكمة وسلام وسعادة.
إنك إذا اعتقدت بنفسك أنك كونيا فستصبح يوما ما كذلك ( كما تفكر تصبح)

الإيمان بالله هو فكرا حر خالص الحرية لا يعترف بالمقدسات الدينية الأرضية ولا يعترف بالأعراف والتقاليد ,و الشيء الوحيد الذي يستحق القدسية هي الحقيقة , ولا سبيل الى الحقيقة إلا بالعلم والمعرفة فقط , مستندين في أفكارنا إلى القاعدة المبدئية التي تنص على ( ليس هناك ما يستحق إن نؤمن به إيمانا عميقا وراسخا سوى (الله) وهو الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذا الكون, وانه من الجهالة والضلالة إن نحول الاعتقاد بالأديان الأرضية إلى إيمان عندما يكون المعتقد مجرد (افتراض اسم وهمي وليس حقيقة )
ويبدو لي أن الطريقة الوحيدة لمعرفة وبلوغ هذا الهدف إنما هو في البحث والتحليل الحقيقي، البحث الصبور والمنفتح والمتسامح وطويل النفس والمتجرد عن أي فكر متعصب
والمقال طويل ... وللمقال بقية
مولاي إني أسير في هذه الرحلة ناذراً نفسي كي أصل إليك, ورميت وراء ظهري كل ما قد يعيقني, و ها هي رحلتي قد توقفت في هذا المكان المخيف, و ها هي قدماي قد شلّتا, وها هي الوحوش والأفاعي تحوم من حولي, مولاي أتوب إليك وأستغفرك, فإن كنت قد طلبت ما لا أستحقه, فإني أطمع بعفوك, وأرجوك أن تخفف عني العذاب. مولاي أنا أعلم أن مغفرتك لا حدّ لها. فإن عفوت عن جميع خلقك فإنك تعفو عن قبضة تراب…وها أنذا يا مولاي أسلم لك نفسي فتوكلني يا أرحم الراحمين

اعتذر عن الإطالة وتحياتي للجميع
الرد مع إقتباس