جوهرة المدينة" تثير غضب المسلمين وناشرها يختفيكتبت ليا فان بيكهوفن
01-10-2008
لم يعد هاتف الناشر الهولندي المقيم في لندن مارتين رينيا يستقبل الرسائل التي يتركها المتصلون، بل حتى الرسائل الإلكترونية تبقى هي الأخرى بدون رد. وكان مارتن رينيا قام بنشر كتاب "جوهرة المدينة" للكاتبة الأمريكية شيري جونسون، وكان هذا سببا كافيا لتقوم الشرطة يوم الجمعة الماضية بإسداء النصيحة له بمغادرة مقر إقامته في شمال لندن. وبعدها بسويعات ألقت مجموعة من الأشخاص زجاجة حارقة في الصندوق البريدي الخاص بمارتن ومنذ ذلك الوقت أصبح الناشر من أصل هولندي يعيش في الخفاء ويخضع لحماية الشركة اللندنية.
"جوهرة المدينة" رواية متخيلة حول زوجة الرسول السيدة عائشة -التي نكحها وهي شابة- وكيف أنها قامت بحبك الصراع على السلطة بكل عزم ودهاء وباستخدام العنف من أجل تغيير النظام الإسلامي الذي كان سائدا في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي.
من الناحية التاريخية، فإن أساس القصة صحيح، لكن منذ أن وصف ناقد أمريكي ليلة زواج السيدة عائشة بأنها وردت بطريقة إباحية وأن بقية القصة لم تكن إلا كلاما مبتذلا ونابيا، نأت دار النشر راندوم هاوس بنفسها عن تلك الرواية. لكن مارتن رينيا، البالغ من العمر 44 سنة والذي درس الحقوق في جامعة لايدن في هولندا، ويعمل في مجال النشر باللغة الإنجليزية في لندن، اشترى بداية شهر أيلول سبتمبر الماضي حقوق نشر تلك الرواية في السوق الإنجليزية. "باعتبارنا دارا للنشر مستقلة فإنه يتعين علينا أن لا نخشى أي تداعيات لنشرها" قال مارتن في ذلك الوقت.
وعبر الكثير من الناشرين والكتاب البريطانيين عن إعجابهم بالتزام مارتن وتمسكه بمبادئه.
"أجد أن ما يقوم به مارتن عمل والتزام رائع" يقول أندروفرانكلن من دار بروفايل بوكس للنشر، "لقد قفز قفزة جبارة في هذا المجال، كونه ينشر الأعمال المثيرة للجدل فهذا علامة تميزه عن الآخرين وهو بذلك يستحق التشجيع."
وتتميز دار النشر التي يديرها مارتن رينيا بكونها تنشر العناوين المثيرة للجدل والتي لا ترغب الدور الأخرى في نشرها بسبب أنها تثير ردود فعل سلبية لدى جمهور القراء. وكمثال على ذلك نجد أن كتاب "عائلة بوش، عائلة آل سعود" والذي يصف علاقة العائلتين الوطيدة والمصالح المشتركة بينها، لم تكن لدار نشر راندوم هاوس الشجاعة الكافية لنشره بسبب خوفها من تبعات ذلك ومن تأثير السعوديين وانعكاساته عليهم، لكن دار النشر رينيا لم تتأخر في نشر الكتاب.
وبعد وقت قصير من ذلك نشر مارتن كتاب "لو كنت أنا الفاعل" لمؤلفه أو.جي. سيمبسون، ويتضمن وصفا افتراضيا لجريمة قتل زوجته نيكول وصديقها"، بالإضافة إلى كتاب " تفجير روسيا" لكاتبه ألكسندر ليتفننكو حول المخططات السرية في روسيا للعودة للأساليب الإرهابية التي كان جهاز المخابرات السوفيتية كي جي بي يستخدمها. أما غيبسن سكوير فيهتم بكل بالأعمال التي من شأنها أن تكون نقطة البداية للنقاشات لكن بدون إثارة مبالغة فيها.
نسبت إحدى الصحف مارتن رينيا ل أحد الناشرين الذين قوله:
"ناشر ممتاز وذو أساليب رائعة وبالإضافة إلى ذلك فهو رجل أعمال أيضا/ جميل أن يكون للإنسان مبادئ يدافع عليها لكن عليه الإبحار لوحده خلف أولئك المؤلفين إذا كان يعتقد أنه يستفيد ويحقق ربحه من نشر أعمالهم".
ومباشرة بعد حادث إلقاء زجاجة حارقة في صندوق بريد مارتن رينيا، قامت الشرطة اللندنية بإلقاء القبض على ثلاثة مشتبه فيهم وفقا لقانون مكافحة الإرهاب، وتحدثت الصحافة الصادرة من جهتها عن تأثير ذلك ومخاطره على مؤلفة الكتاب شيري جونسون. وهذه القصة تذكر بشكل مباشر بتداعيات رواية "آيات شيطانية" لكاتبها البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي منذ عشرين سنة خلت.
"إذا كنا نحن الناشرين نخشى من نشر الأعمال التي قد تثير ردود الفعل الغاضبة، فهذا يعني أننا ضربنا عرض الحائط بمبدأ حرية التعبير"
يقول أحد أعضاء مجموعة "حملة ضد الرقابة" في تصريح لجريدة الغارديان.
وقالت الكاتبة شيري جونسون، التي بحثت طيلة ست سنوات في اللغة العربية والتاريخ في القرن الثامن الميلادي، بأن مارتن رينيا قرر بأن ينشر روايتها "جوهرة المدينة" في بريطانيا. ومن المقرر أن يعاد نشرها في نهاية شهر أكتوبر تشرين الثاني بخمسة عشرة لغة أخرى. وأعلن أنجم شوداري، الذي ينتمي إلى أحد التنظيمات الإسلامية المتشددة بأن هذا الأمر لن يمر بهدوء "ستسبب هذه الرواية دون شك تفجيرات وردود فعل غاضبة."
"كنت متأكدا منذ البداية من أن هذه الرواية الغرامية تحمل الكثير من الإثارة، أما مؤلفة الرواية فهي صحفية ذات خبرة تقارب الثلاثين سنة، بحث في موضوعها بدقة ولديها معرفة جيدة بشخصيات روايتها. قدرت في حينه أن هذا العمل يستحق النشر، ففي مجتمع منفتح يجب أن يكون هناك مدخل للأعمال الأدبية دون خوف أوتهديد."
هذا ما قاله مارتن رينيا قبيل تواريه عن الأنظار بسبب التهديدات.
مفردات البحث: السيدة عائشة، الغارديان.، جوهرة المدينة، شيري جونسون، لندن، مارتن رينيا
رجاء محبه من يجد القصه بالانجليزيه الاصدار الاصلى يضع الرابط هنا