عرض مشاركة مفردة
  #31  
قديم 21-01-2008
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
النقطة لتصبح فضيحة، فالمسلمون عموماً -هناك بالتأكيد استثناءات- أصبحوا معروفين بالكسل لا جسدياً فحسب بل وحتى عقلياً، فلكل شيء جوابه الجاهز، فإما أن نلقي باللائمة على القدر الإلهي أو نلقي المسألة على عاتق الشيطان ووسواسه الخناس، والمضحك هنا أن الملاكم الذي يحدثنا عنه الدكتور خليل -وهو كناية عن ما يُسميه بالغرب الصليبي والصهيونية- لا يحتاج أصلاً أن يلبس قناعاً وهو أمام "ملاكم نائم علا شخيره"!! هذا إذا كانت هنالك أصلاً مواجهة كهذه، ففي بلاد الخصم المزعوم "الغرب وإسرائيل" يمتلك المسلمون حرية لا تقارن أبداً بما يعانونه من اضطهاد بلدانهم "الإسلامية"، بل إن الغرب أصبح بدوره يُصدر إلينا أعمال مفكرين مسلمين تجسد بالفعل محاولات لخلق فهم حداثوي للإسلام.
إن النظر إلى الآخر على أنه عدو هي إحدى صفات الإنسان البدائي الذي لا يُدرك حجم العالم المحيط به، وهذا ذكرني بالبدوي الذي ظن أن قبيلته هي كل العالم، بالتالي من الطبيعي أن نجد الحضارة "الإسلامية" و"السكان الأصليون في القارة الأمريكية" ينهارون أمام كل مدٍ ثقافي جديد، فالخوف على "الإسلام" والنظر إليه دوماً على أنه رضيع لا يقاوم أي خطر يتهدده هو بحد ذاته دليل على أنهم لا يثقون بإسلامهم المزعوم، وحينها سوف يضطرون إما بالاعتراف بأنهم كانوا مخطئين أو الاستمرار في هذا الانتحار، ولكن يبدو -حسب الدكتور عماد الدين خليل- أن الانتحار هو القرار المصيري إذ يقول:

"وثمة إرهاصات في العودة كرة أخرى إلى أنماط من الهجوم الاستعماري، فضلاً عن استمرار معارك الغزو الاستراتيجي والاقتصادي والثقافي، وتطور أسلحتها وازديادها خطورة.. وها هنا يتوجب اعتماد صيغ أكثر فاعلية في المجابهة التي يبدو أنها ستكون مصيرية.."


إنها مجابهة مصيرية فعلاً بين نمطين من التفكير والنظر إلى علاقة الدين مع الحياة والحرية، فإما أن ينتصر أصحاب المنطق القديم، المروجين للصراع والحرب والذبح!! أو تنتصر العقلانية والحرية والتسامح الديني الحقيقي، لا ذلك التسامح الكاذب الذي يَمُن على الآخرين بكرمه من أعلى هرم السلطة، فلا بد من القضاء على كل الأديان والمذاهب والتفاسير ليبقى إله واحد -حسب هذا المفهوم فإن الله هو أشد الطغاة دكتاتورية لأنه يرفض أي وجود لأي دين آخر- ومذهب واحد وطاغية أوحد يكون وكيل الله وظله في الأرض.
وفي أُسلوب يتناقض مع العنوان المطروح في موضوعه الذي أشرنا إليه آنفاً، إذ من المفروض أن يحدثنا عن "العالم الإسلامي"، وإذا به يتحدث كأي منظر قومي عروبي فيقول:
"والصهيونية –على وجه الخصوص- ستتحرك لتأكيد انتصاراتها السابقة وتوسيعها باتجاه حلمها التاريخي.. وهي بعد أن ربحث المعركة باستخدامها آلة الحرب أكثر من مرة، تريد أن تربح أكثر باستخدام أداة السلام.. بالدخول من الثغرة الكبيرة والخطيرة التي أحدثتها المحاولة السلمية في جدار الرفض المهترئ..

إننا إذا أردنا أن نلقي نظرة مسبقة على مصيرنا إذا ما حدث أن تم الاعتراف النهائي بإسرائيل، فإن لنا أن نسأل أنفسنا وقادتنا وزعماءنا بوضوح: هل للعربي المعاصر قدرة على مجابهة رأسمال اليهود ونسائهم وتنظيمهم وماكيافيلليتهم؟ وإذ أن الجواب بلا.. وهي يقيناً سيكون كذلك، فلماذا –إذاً- نسلم أنفسنا إلى الهزيمة الحقيقية الأخيرة في تاريخ صراعنا مع اليهود؟ ولماذا –إذاً- نقطع على أنفسنا الطريق ونسعى بملء إرادتنا إلى الزاوية التي ستفقدنا وجودنا كأمة لها حضارتها وعقيدتها وتاريخها ومستقبلها؟"
فهو ها هنا يستمر في النهج ذاته وفي الفكر الشوفيني "العنصري" لا فرق بين أن يكون التعصب للإسلام المزعوم أو للقومية فكلاهما وجهان لشر واحد، بل أشك أن في الإمكان أن نطلق على هذا المنهج "العدائي" كلمة "فكر" أو "ثقافة"!! فمن جهة نجد الإسلامويين يهاجمون "نظرية صدام الحضارات" لصامويل هينتيغتون، وفي المقابل نجد أنهم خائفون حتى من التعامل مع "نساء" الآخر وأمواله، فكيف بالتعامل مع حضارتهم أو صناعاتهم الجبارة، وإذا كانت هذه الحضارة "الإسلامية المزعومة" لا تملك ولو امرأة جميلة أو فناً أو مالاً للعمل الخيري؟ فالأكيد أنها ليست لا حضارة ولا عقيدة وليس لها تاريخ أو مستقبل.
الرد مع إقتباس