عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-08-2003
sammy sammy غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 1,638
sammy is on a distinguished road
ابن العاص وابن الخطاب
وفي مصدر آخر يقول ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر واخبارها": "أرسل عمر بن الخطاب إلى عامله في مصر عمرو بن العاص يسأله: "بلغني أنك فشت لك فاشية من خيل وابل، فاكتب لي من أين لك هذا المال"، فرد ابن العاص "أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه فاشية مال فشا لي، وأنه يعرفني قبل ذلك لا مال لي، وإني أُعلم أمير المؤمنين أني ببلد السعر فيه رخيص، وإني أعالج من الزراعة ما يعالجه الناس ، وفي رزق أمير المؤمنين سعة".
وهنا يعترف ابن العاص صراحة في خطابه هذا بالثروة التي هبطت عليه بعد حكم مصر، فماذا كان مصدرها إذن؟، هل كان ابن العاص (الحاكم) يزرع قطعة من الأرض مثلاً، أم كان الفلاحون المصريون يزرعون له كل أرض مصر ؟

ما علينا!
....


ويمضي ابن عبد الحكم في نفس كتابه ليقول إن ابن الخطاب لم يصدق حجج ابن العاص فأرسل إليه محمد بن مسلمة يقاسمه الأموال التي حصلها، ومعه رسالة عنيفة يقول فيها: "إنكم معشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام" ، وقاسمه بن مسلمة كل أمواله وعاد بها لابن الخطاب (ولم يردها لأصحابها .. خللي بالك) ، فقال ابن العاص: "قبح الله يوماً صرت فيه لابن الخطاب عاملاً، فقد رأيت العاص بن وائل السهمي (أبا عمرو) يلبس الديباج المزركش بالذهب، والخطاب بن نفيل (أبا الخليفة) يحمل الحطب على حمار بمكة"، فرد عليه محمد بن مسلمة بقوله:
"أبوك وأبوه في النار، ولولا اليوم الذي أصبحت تَذُم (يعني اليوم الذي عينك فيه ابن الخطاب والياً على مصر) لألفيت نفسك معتقلاً عنزاً يسوؤك غرزها، ويسوؤك بكؤها" .... بدون تعليق
....
ومن ابن عبد الحكم إلى المسعودي في كتابه الشهير "مروج الذهب ومعادن الجواهر" (الجزء الثالث صفحة 23) ، حيث يقول أن عمرو جمع مالاً وفيراً من فترتي ولايته على مصر، وأنه خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملوءة بالذهب وسبعين بهاراً دنانير، وعشرين جلد ثور ملء الواحد منها أردبان بالمصري من الفضة، وخلف عمرو من العين ثلاثمائة ألف دينار، ومن الورق ألف درهم ، وغلة مائتي ألف دينار ، وضيعته المعروفة بالوهط قيمتها عشرة آلاف ألف درهم" (أي مليون درهم)، فمن أين أتى ابن العاص بكل هذا وهو الفاتح الزاهد الورع كما تصوره لنا الأدبيات الزائفة التي يتناقلها الببغاوات عن فقهاء السلاطين ؟
....
ومازلنا مع المصادر العربية الإسلامية، ولم نقترب من مصادر القبط أو المستشرقين بعد، حيث يقول ابن كثير القرشي في كتابه المعروف "البداية والنهاية" ص 166: "كثرت شكايات العرب بعد وفاة عمر بن الخطاب وولاية عثمان بن عفان من ظلم وجور عمرو بن العاص، وأن كثيراً منهم كانوا محصورين من ابن العاص حتى عزل عثمان عمراً، وولىّ عبد الله بن أبي سرح على خراج مصر ، فقال ابن العاص ساخطاً: "أاكون كماسك بقرة وغيري يحلبها؟" ، ووقع خلاف كبير بين ابن العاص وابن أبي سرح حتى كان بينهما كلام قبيح، فأرسل عثمان ليجمع لابن أبي سرح (شقيقه في الرضاعة) أمر الخراج والحرب والصلاة، وبعث لابن العاص يقول له: "لا خير لك في مقام عند من يكرهك، فاقدم إليّ"، فانتقل عمرو بن العاص للمدينة المنورة ، وفي نفسه أمر كبير من عثمان".
.....



الدر الثمين في وصف المصريين
في الختام اسمحوا لي بنقل بعض المقولات الشهيرة التي تعبر عن رؤية العرب الفاتحين لمصر وأهلها:
يقول ابن عباس: " إن المكر عشرة أصناف، تسعة منها في القبط، وواحد في سائر الناس".
المصدر : المقريزي "المواعظ والأخبار" ص 50
أما معاوية ابن ابي سفيان فيقسم "أهل مصر ثلاثة أصناف، فثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لا ناس، فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسالمة يعني القبط".
المصدر : المسعودي "مروج الذهب" ص 311
.....
حتى المقريزي يصف المصريين بأنهم: (اقرأ يا سيدي المصري الذي ترفع عقيرتك بالروح والدم للعروبة، وانبسط):
"أهل مصر يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح وقلة الصبر وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعي إلى السلطان وذم الناس بالجملة، كما يغلب عليهم الشر والدنية التي تكون من دناءة النفس والطبع".
ويواصل قائلاً:
"ومن أجل توليد أرض مصر الجبن والشرور والدنية لم تسكنها الأُسد، حتى ****ها أقل جرأة من **** غيرها من الأمصار، وكذلك سائر ما فيها أضعف من نظيره في البلدان الأخرى، ماخلا ما كان منها في طبعه ملايمة لهذا الحال كالحمار والأرنب".
المصدر : "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" صفحة 43.
وهكذا يا سادتي الكرام تتضح (بعض) ملامح النظرة الاستعلائية (التي لم تزل قائمة) للعرب على المصريين، حتى انهم في إحدى بلدان الخليج يطلقون على الحمار "المصري".
.....
__________________
إعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر
الرد مع إقتباس