عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 04-07-2003
NEW_MAN NEW_MAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
NEW_MAN is on a distinguished road
الموضوع شيق وجميل

لا يوجد في القرآن ذاته أمر إلهي يطلب من الفقهاء أن يفسروا القرآن، لأن القرآن جاء بلسان عربي فصيح ومبين، ليس بحاجة إلى وساطة الفقهاء والمفسرين لكي يفسروه. فهو مفسر بذاته لقوله تعالى في (سورة الفرقان، الآية 23): (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) وكلمة "تفسير" هنا، هي الكلمة الوحيدة الواردة في القرآن كله. كما أنه لا يوجد حديث نبوي يحضُّ على تفسير القرآن، ووضع المجلدات الضخمة لتفسيره كما فعل المفسرون في الماضي والحاضر، ومنهم سيّد قطب الذي فسّر القرآن في السجن، في عشرة أجزاء (في ظلال القرآن)، وكان شبح جلاده – عبد الناصر – في مخيلته، وحمّل القرآن بما لا يحتمل، لأغراض سياسية واضحة، ظهرت نتائجها من خلال الجماعات الإسلاموية المتعصبة والمتعطشة للدم، ذات العُصاب الارهاب، التي عاثت في الأرض فساداً ودماراً، وما زالت حتى الآن.







فرغم أن الجهاد في الإسلام قد فُرض أساساً لثلاثة أسباب: نشر الإسلام، وحمايته، ومحاربة المرتدين عنه. إلا أن كافة آيات الجهاد الآن تُستخدم استخداماً سياسياً سيئاً في ارهاب الآخرين، وليس بدعوتهم إلى الإسلام. فلم نسمع من فئة اسلاموية واحدة أنهم يحاربون الآخرين ويرهبونهم لكي يجبرونهم على الدخول في الإسلام، ما عدا فئة من المعتوهين الأصوليين في لندن، تجاهد من أجل رفع راية الإسلام على قصر باكنجهام، فيما لو علمنا أن "لا إكراه في الدين" كما قال القرآن. إلا أن الدين فُرض بالقوة، وبحدِّ السيف في مناسبات تاريخية كثيرة كما نعلم. وتلك كانت حجة عمر بن الخطاب في معارضته لأبي بكر في قيامه بحروب الردة في صدر الإسلام، مما يوحي لنا بأن "الإسلام السياسي" منذ فجر الإسلام، ومنذ البداية قد فرّق تفريقاً كبيراً وشاسعاً بين النصوص والتطبيقات، وما زال هذا التفريق وهذا التضاد بين النصوص والتطبيقات قائماً حتى الآن.


شكرا للشيخ على مشاركته معنا هذا المقال
الرد مع إقتباس