عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 13-09-2008
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
محاكمة زكريا بطرس

محاكمة زكريا بطرس

أسعد أسعد- عرب تايمز
في خبر نشرته جريدة "عرب تايمز" الإلكترونية نقلا عن جريدة المصريون الإلكترونية أيضا (التي رُفِعَ الخبر من موقعها بعد أن نقلته عرب تايمز) إن محاميا مصريا رفع دعوي ضد رئيس الجمهورية و وزراء الداخلية و الخارجية و الإعلام يطالب فيها بضرورة أن تُقدّم مصر طلبا للإنتربول للقبض علي القس زكريا بطرس المقيم في أمريكا و محاكمته في مصر إزاء – كما يقول الخبر - ما بدرمنه من سب و قذف بحق الرسول صلي الله عليه و سلم علي قناة الحياة الفضائية. و يستطرد الخبر إن المحامي إعتبر إن سب الرسول و إزدراء الإسلام يعتبر جريمة خيانة عظمي تستوجب إحالة مرتكبها إلي محاكمة عادلة.
و أنا قد تابعت العديد من الحلقات التي يقدمها القس زكريا بطرس و وجدت فيها فعلا نقدا شديدا للنبي محمد و للقرآن بناه القس زكريا علي القصص و الأحاديث التي أوردتها المراجع العربية و كتب السيرة و التاريخ الإسلامي, و مع ذلك فقد أدهشني ذلك الخبر الذي يزج برئيس الجمهورية و بعض الوزراء في هذه القضية التي باطنها و قالبها إختلافات دينية و مرجعيتها كتب دينية و أن رئيس الدولة و وزرائها ليسوا ذوي صفة في الموضوع حتي و إن كانوا مسلمين كما قال السادات أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة فإغتاله المسلمون تعبيرا عن رفض أن يكون الرئيس المسلم للدولة المسلمة هو رأس المؤسسة الدينية في الدولة.
و أنا أتساءل من الذي سيدفع لهذا المحامي و مكتبه أتعاب و مصاريف هذه القضية؟ من هو الممول؟ و من هو صاحب المصلحة في إدانة القس زكريا بطرس بل و من هو صاحب المصلحة في تبرئة القس زكريا بطرس؟ و أنا أدعوك يا قارئي العزيز أن تتأمل معي في أطراف القضية و من هم الأطراف الذين سيشاركون في هذه المعركة الحامية الوطيس (هذا إذا بدأت)؟ و من هو الذي سيكسب و من هو الذي سيخسر؟ ثم ماذا ستكون النتائج المترتبة علي أيا من النهايتين؟
أولا: المتهم القس زكريا بطرس و هو قس محال إلي المعاش من قسوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية و هو إلي جانب دراساته اللاهوتية فهو حاصل علي ليسانس في التاريخ من كلية الآداب بإحدي الجامعات المصرية و له خبرة في الخدمة الدينية الكنسية بأكثر من أربعين سنة , و لا يخفي علي القارئ إن الخدام الدينيين سواء المسيحيين أم المسلمين يدرسون ضمن مناهج إعدادهم برنامجا عن الديانات المقارنة التي تنصَبُّ أساسا علي مقارنة المسيحية بالإسلام. فهو رجل يستطيع التنقيب في الكتب و تفتيش المراجع التاريخية و اللاهوتية و يستطيع أن يكوّن مرجعية مكتبية يسند إليها تفاصيل أبحاثه و يستشهد بها علي النتائج التي توصل إليها.
ثانيا:التهمة سب و قذف بحق الرسول محمد صلي الله عليه و سلم (هكذا يقول الخبر), و هي تهمة مطاطة من أول السب العلني بالألفاظ الخارجة أو نسبة فعل شائن بخبر عار من الصحة , أو قد تتداني إلي مجرد نطق الفاظ سليمة بطريقة غير لائقة مثل "يا عم صلي عا النبي" التي قد يعتبرها الخصم إستهزاء بالنبي محمد. و لا يمكن أن تستند التهمة إلي مرتبة الخيانة العظمي إلا إذا إرتكز الإدعاء علي المادة الثانية من الدستور "الإسلام دين الدولة" و ما عدا ذلك فلا يمكن تقنين التهمة إلا إذا كان الأزهر و وزارة الأوقاف طرفا فيها بإعتبار الطابع الديني لهذه القضية و ليس الأمني, و هذا سنناقشه فيما بعد.
ثالثا: الدليل يقول الخبر إن المدعي قدم إسطوانة كمبيوتر (سي دي) عليها تسجيلات من حلقات من برامج قدمها القس زكريا بطرس أذيعت فعلا علي الهواء , و إدعي إنها تحوي سبابا و تحقيرا للنبي محمد أو مثل ذلك من الإتهامات. و هذه تحتاج إلي فحوصات فنية معقدة ليثبت أصليتها و أيضا عدم القطع و اللصق (أي عمل مونتاج خاص) لجعل مقاطع معينة تبدو بطريقة معينة تدين المدعي عليه , و طبعا من حق القس زكريا أن يقدم الإسطوانات الصحيحة و هذه أيضا تحتاج إلي فحص فني معقد.
رابعا: هيئة المحكمة هل ستكون محكمة إسلامية بمعني أن يكون القضاة و ممثلي الإدعاء مسلمين؟ و طبعا هذا سيؤدي إلي الطعن في تشكيل و مصداقية و نزاهة المحكمة لأن في هذه الحالة سيكون الخصم هو الحَكَم. فكيف يمكن لقضاة مسلمين أن يستعرضوا إتهامات الإدعاء بإزدراء النبي محمد و الإسلام دون أن تتولد لديهم حساسية تؤدي إلي التحيز ضد المدعي عليه القس زكريا؟ و إذا إفترضنا نزاهة المحكمة المصرية المسلمة تماما (وهذا من رابع المستحيلات في هذه القضية الحساسة) فإذا جاء الحكم فرضا ضد القس زكريا أفلن يؤدي ذلك إلي ثورة شعبية بقيادة الجماعات الإسلامية المترصدة ضد أقباط مصر بما لا تحمد عقباه , و إذا جاء الحكم في صالح القس زكريا هل ستنجو هيئة المحكمة من الإغتيال علي يد السلفيين , و أيضا ستقوم نفس الثورة ضد أقباط مصر.

هل سيوافق الأزهر علي صحة ما يقدمه القس زكريا من مراجع إسلامية و عربية عن النبي محمد و الإسلام؟
خامسا: إن أطراف القضية هنا ليست مجرد القس زكريا بطرس و الحكومة المصرية فإن خزائن أموال النفط الوهابي العربي مستعدة أن تدفع ليس فقط الملايين بل المليارات من الدولارات لتأجيج حمي المعركة و نصرة – ليس الحكومة المصرية – بل بالحري نصرة المصادر الإسلامية السنية و تثبيتها ضد الكافرين , و من جهة أخري فلابد من أن تتدخل إيران و الإمبراطورية الشيعية لتثبت كذب الكتب السنية و تكفير المذهب السني و لا مانع من تعضيد القضية ببلايين أخري من نفس المصدر – البترودولار. و نتيجة لذلك فستزداد المذابح و التفجيرات في العراق و لبنان و سوريا إيران و أينما وجدت أقلية شيعية, أما الأقليات المسيحية فستنال غاية المراد من رب العباد أي ستتلاشي.
سادسا: لوفرضنا أن الحكومة المصرية خضعت للضغوط التي تقع عليها من المحامين الإسلاميين و قررت إقامة الدعوي و طلبت إلي البوليس الدولي القبض علي القس زكريا و تسليمه إلي السلطات المصرية فهل سيستسلم القس زكريا بهذه السهولة أم إنه سيلجاء إلي القضاء الدولي (و إذا كان القس زكريا يحمل الجنسية الأمريكية أو أي جنسية أوروبية أخري فسيزداد الأمر تعقيدا) و عندئذ ستكون المحاكمة ليست فقط الحكومة المصرية ضد القس زكريا بل ستكون محاكمة دولية للنصوص الدينية الإسلامية العربية (لأنها الأساس في الدفاع و في إقامة الدعوي) و أيضا محاكمة لكل من يؤمن بها , و هنا سنتساءل ماذا سيكون موقف العالم الإسلامي و الشرق الأوسط علي وجه الخصوص أمام الرأي العام العالمي , و ماذا سيكون موقف المجتمعات الغربية من المسلمين الذين يعيشون فيها؟
سابعا: لو إختصر الأزهر الطريق و إعترف بأن المسيحية ليست هي النصرانية التي هاجمها القرآن (و هذا فعلا بشهادة و إيمان الكنيسة) و أن الإعتراف و المجاهرة بشهادة أن لا إله إلا الله كافية لأن تعصم الإنسان في دمه و ماله و عرضه و تخرجه من طائفة المشركين و تحسبه ضمن جماعة الموحدين – إذا إعترف الأزهر بذلك أفلن تُحقن دماء كثيرة من المسيحيين و المسلمين علي السواء.
ثامنا: دعونا نستعرض الموضوعات التي أثارها القس زكريا بطرس في برامجه التلفزيونية المذاعة علي قناة الحياة و هذا هو ملخص لأهم ماجاء فيها:
1- ناقش القس زكريا نسب النبي محمد إلي أبيه عبد الله و قدّم أبحاثا تفيد إحتمال أن يكون النبي إبنا لراهب نسطوري يدعي بحيرا. وبيّن ذلك بإستحالة أن تحمله أمه السيدة آمنة في بطنها أربعة سنوات بعد موت أبيه عبد الله , و بيّن أنه لا غبار عليها إذا مارست حياتها العربية البدوية قبل الإسلام في ظل الشرائع العربية الموجودة في ذلك الزمان.
2- ناقش بعض الأحاديث و الأحداث التي تبين إن النبي محمد تعرّض في طفولته لمهاجمة الشياطين و كان لذلك تأثيرها عليه , و عرض القس زكريا - من كتب السيرة - للأعراض التي كانت تصيبه و إن والدته كانت تعرف ذلك.
3- قدّم بعض الأبحاث - التي قال عنها القس أنها رسالات جامعية متخصصة - التي تفيد إن النبي محمد تتلمذ علي يد الراهب بحيرا و القس ورقة إبن نوفل و بعض أتباع المذهب النصراني في بلاد العرب. كما بين إن القس ورقة إبن نوفل كان يعد النبي محمد لقيادة كنيسة مكة و إن الراهب بحيرا لقنه أسس العقيدة الدينية.
4- شرح القس زكريا – معتمدا علي المراجع الإسلامية العربية - إن ما كان يظهر للنبي محمد في غار حراء الذي كان يتعبد فيه هو الشيطان الذي هاجمه و كاد أن يقتله و كان يتراءي له بين السماء و الأرض , لكن السيدة خديجة زوجته التي كانت تُعدّه ليكون نبيا لأُمّته هي التي أقنعته ببرهان خاص بها بأن ما يراه هو ملاك و ليس شيطانا.
5- أوضح القس زكريا إن النبي محمد في ديانته كان نصرانيا أبيونيا و كذلك كانت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد و كذلك إبن عمهما القس ورقة إبن نوفل قسيس كنيسة مكة و إن زواج النبي محمد و السيدة خديجة كان زواجا مسيحيا بناء علي نصيحة الراهب بحيرا , و بذلك أوضح إن النبي محمد كان مسيحيا كما يشهد علي ذلك زواجه بإمرأة واحدة إلي أن ماتت.
6- أوضح القس زكريا أيضا إن آيات القرآن المكية الميالة للسلم و التعايش تختلف تماما عن آيات القرآن المدني التي تدعو إلي رفض الآخر و الإرهاب و القتل و القتال و الغزو و السلب و النهب, و إن بها كثير من الأحاديث و الأقوال المنسوبة إلي وحي الجن و الشياطين. كما بين أيضا الآيات القرآنية التي تحوي أخطاء في التاريخ و العلم و حتي قواعد اللغة العربية. كما بين أيضا إن القرآن فيه إختلافا كثيرا.
7- أوضح القس زكريا أيضا أنه بالبحث في كتب الأحاديث و السيرة النبوية أن النبي محمد كان يقع تحت تأثير الشيطان في وحيه و إن الشيطان كان يلقي في قلبه بآيات شيطانية و إنه قضي حوالي سنة مسحورا تحت تأثير الشيطان. و قال أيضا إن النبي محمد كانت تنتابه إذا ما جاءه الوحي مظاهر جسمانية كالغياب عن الوعي و الرّعشة و سَماع طنين النحل و صليل الجرس و الزّبَد الذي يَخرج من فيهِ. و أورد القس زكريا حديث عن النبي محمد إن الوحي كان يأتيه و هو في ثياب إمرأة و هي زوجته السيدة عائشة.
8- تعرض القس زكريا في بحثه لحياة النبي محمد الشخصية و العائلية و زواجه من السيدة عائشة و هي بعد طفلة صغيرة و أخذه لعدة نساء عنوة و إشتهائه لإمرأة إبنه بالتبني و تعرض أيضا لحياته الجنسية و مباشرة نسائه في الحيض ثم عرض لبعض المواقف الجنسية في حياة النبي محمد و التي تعتبر شذوذا جنسيا مع رجال آخرين و حتي إضطجاعه في قبر مع إمرأة و هي ميته.
9-عرض أيضا كيف إن النبي محمد قد إبتدأ ملكه في المدينة بإرسال السرايا لنهب أموال و تجارة قريش من قوافلها المسالمة و كيف أنه أمر بإغتيال معارضيه فمزق أتباعه إمرأة عجوز و قتلوا شيخا هرما و إمرأة مرضعة و كيف عذب أسراه و دفنهم أحياء.
10- عرض القس زكريا أيضا كيف إن النبي محمد ترك لأتباعه تراثا دينيا يحض علي الإرهاب و القتل و الغزو و الدمار و ملاشاة أي دين آخر , و إن هذا التراث المبيّن في القرآن و الأحاديث النبوية يعتبر هو الأساس الذي بناء عليه خرجت الجيوش العربية غازية فاتحة و محتلة لبلاد العالم القديم و إن الإرهاب العالمي اليوم قائم علي تعاليم النبي محمد و ديانته التي أسسها تحت إسم الإسلام.
11- كفّر النبي محمد ديانات اليهودية و المسيحية و ينسب أتباعه اليوم إلي أهل هذه الديانات الكفر و الشرك و يتهمونهم بتزوير كتبهم.
12- حرّض النبي محمد أتباعه علي الإستشهاد و قتل أي إنسان غير مسلم واعدا إياهم بجنة ملؤها النساء و الولدان و أنهار الخمر.
13-جميع ما جاء به القس زكريا بطرس قال أنه مسجّل و موثّق في الكتب الإسلامية و المراجع التراثية العربية التي إعتمدها الأزهر و يقوم بتدريسها لطلبته في مختلف مراحل التعليم الأزهري (و قد قام بعرض هذه الكتب و نصوصها في برامجه أمام الكاميرا علي الهواء) .

بل و شهد علي إتّباع المسلمين اليوم لهذه التعاليم من مراجع المواقع الإسلامية علي الإنترنت التي تؤسس فتاويها و تعاليمها علي كتب التراث الإسلامي و إلي النصوص القرآنية التي تحض علي ذلك إلي اليوم.
عزيزي القارئ هذا ما سيحاكم من أجله القس زكريا بطرس – إستشهاده بالتاريخ الإسلامي في بحث جذور و عقيدة الدين الإسلامي – و أنا أتساءل أين أمن الدولة و الخيانة العظمي فيما عرضه القس زكريا , أنا أفهم إن الخيانة العظمي هي أن تبيع أسرار بلدك إلي دولة أخري , فهل ما نشرة القس زكريا من نصوص الكتب الإسلامية – كما يدّعي - يعد أسرارا تخص الدولة المصرية؟ هل كشف المكتوم و المعتّم عليه كما يقول القس زكريا يعد خطرا علي الأمن العام المصري؟ ألآ يعتبر علماء المسلمين إن واجبهم يحتم عليهم تفتيش كتب و عقائد المسيحيين و محاولة نقدها لصالح الدين الإسلامي؟
نعم يجب أن يحاكَم القس زكريا بطرس فكيف يسكت علماء الإسلام و مشايخ الأزهر علي ما يدعيه إن هذا ما تقوله الكتب و المراجع العربية الإسلامية؟ يجب محاكمة القس زكريا بطرس من أجل مليار و ربع المليار من المسلمين فإذا تبين كذبه و إن المراجع و القرآن لا يقولون ما قاله و ما إستقاه منهم فإعدموه و خلّصوا الإسلام منه فالمسيحية لا تحتاج مدّعين و كذابين يشهرون بديانات الغير, أما إذا فُحِصَ كلامه و وُجِدَ أنه رجل صادق و إن كل ما قاله موجود فعلا في القرآن و في كتب التراث و السيرة......
و رغم إنني أشك أن القضاء المصري سيبدأ في مطاردة القس زكريا بطرس إلا أن التوتر القائم الآن لن يهدأ فلقد إنتهي عصر الإسلام بالسيف و إبتدأ عصر الحجة و المناقشة و العقل , و الفضل للإنترنت و الشبكة العنكبوتية التي جعلت من عالمنا المترامي الأطراف قرية صغيرة و الأهم إنها ستجمعنا جميعا في بوتقة واحدة و سيصهرنا الله فيها لمعرفته الحقيقية,

فليتك تتابع الأخبار يا قارئي العزيز.
الرد مع إقتباس