كل اخواتي في الرب
سلام المسيح معكم
باختصار و بلا كثير من المقدمات لقد تابعت كل كلمه قيلت في هذا الموضوع منذ مده و كنت اتابع التعليقات فيها منتظرا اللحظه المناسبه لأدلو برأيي فيه و اشارككم تجربتي لعل من بينكم من يسمتع و يستفيد حتي لا يكرر نفس اخطائي و يتلافاها فينجح و يساعدنا لننجح معه فلقد تحمست لفكره الهجره لنيوزيلندا و حاولت ان ابحث في شتي الطرق التي يمكنني بها الذهاب الي هناك و كان دافعي الاول و الاخير هو حث و الحاح احد الاخوه في هذا الموقع بالذات لشبابنا المسيحي علي الهجره الي هناك و كأن باب الدخول لنيوزيلندا من السهوله حتي ان كل المشاكل ستتلخص في البحث عن وظيفه او مسكن او ... الخ و لم اكن ادري ان المشكله اعمق من هذا بكثير و ان هذا الاخ المتفائل اغفل نقاطا بالغه الاهميه في هذا الموضوع اكتشفتها بنفسي عند قيامي به و ارجو من الاخوه السائلين و القارئين لهذا الموضوع ان يقراوا كلامي بالحرف و ان يفهموه و يتانوا قبل القيام باي خطوه لانني كنت في موقف صعب و لم اجد لي من يرشدني او يوجهني و حتي عندما ارسلت لهذا الاخ علي الخاص لم اجد منه ردا سريعا او بطيئا حتي فقدت الامل في ادني مساعده ووجدتني يائسا محبطا مكتئبا لما سارت الامور عكس ما توقعت و عكس ما امتلئت بالامل من كلام الاخ المفرح الخيالي و الذي هو بعيد كل البعد عن الواقع الذي مررت به عند محاولتي السفر لنيوزيلندا
انا شاب متخرج حديثا من كليه مرموقه و فكرت عند انتهائي منها في سرعه الهروب من هذه البلد المنكوبه المشئومه مصر و عندما كنت ابحث عن اي خيط يساعدني اين ابدا و لاين اذهب وقع في يدي هذا الموضوع الذي كتبه الاخ في هذا المنتدي بالذات و تحمست و انتشيت و شعرت ان الامر من السهوله لدرجه ان دخولي لنيوزيلندا سوف يكون مساله وقت و بعدها تتفتح امامي ابواب الجنه الواعده الجميله التي مننا بها الاخ في كل كلمه من كلماته في موضوعه و ذهبت للبحث عن طريقه للدخول لنيوزيلندا فوجدت ان شروط الهجره معقده الي اقصي الدرجات بالنبسبه لشخص مثلي حديث التخرج لا يملك اي سنين خبره مطلوبه كشرط اساسي من شروط الهجره و لغته الاتجليزيه الجيده غير معترف بها لهم طالما انها ليست مثبته بشهاده معينه كالايليتس من مركز معين كالبريتيش كاونسل و انني تجاوزت فيها ايضا ليفيل معين و هو ما جعلني متيقن ان كل هذه الامور ما هي الا بيزنيس بين قنصليات الدول الطالبه لهذه الشهاده و بين هذه المراكز لاننا كما نعلم لا وجود لاي مكان في مصر يعطي من الشهادات ما هو مقبول في اي دوله اجنبيه حتي لو كانت شهاده لغه و حتي الحصول علي مثل هذه الشهادات امرا صعبا و ليس مجد علي الاطلاق لان اللغه ممارسه و ليست عده نقاط و شهاده بلا قيمه لا تجعلني قادرا حتي علي التحاور مع طفل في ابتدائي في اي بلد
المهم انني حاولت ان اجد طريقه للتحايل علي هذه الشروط للدخول الي نيوزيلندا فاهتديت الي منحه من احدي كليات اللغات في نيوزيلندا بمبلغ معقول فقدمت في هذه المنحه لدراسه اللغه الانجليزيه لمده شهر و حولت المصروفات المطلوبه و التي استقطعت مني الكثير من العمولات للتحويلات و خلافه و حصلت علي كل الاوراق التي تفيد انني سجلت في هذه الكليه و ان لي كورس معتمد من الاداره العامه للمعاهد و الجامعات في نيوزيلندا و ان كورسي في ميعاد محدد و انني ساسكن في المدينه الجامعيه الخاصه بهذ الكليه
دخلت علي الموقع الخاص بنيوزيلندا لاحاول ان اقدم اوراقي و اختيار الفيزا المناسبه لي و بالطبع اول خيار متاح هو ان اخذ فيزا كطالب فوجدت العجب العجاب لما فيها من شروط متعنته لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون موجهه لطالب لا يملك قوت يومه و هو ذاهب للدراسه و تحسين مستواه و تحصيل مواد و بالطبع ساترك لخيال القاريء تخيل ما هي هذه الشروط و يمكنكم ان تجدوها في موقع السفاره النيوزيلنديه و لكنني ساذكر منها هنا علي سبيل المثال و ليس الحصر انني يجب ان اثبت ان لي روابط ببلدي الام مصر يضمن ان رجوعي في نهايه الكورس مؤكدا و من هذه الضمانات ان يكون لي عقار باسمي او عقد سياره او ... الخ من هذه الامور لتعجيز اي شخص يريد ان يذهب الي هناك كطالب و ليس كرجل اعمال !
المهم لم ادع الياس يتسلل لقلبي و واصلت البحث و التنقيب للالتفاف علي هذه الشروط المجحفه و المتخلفه من دوله المفروض فيها التقدم و العلمانيه و تشجيع الطلاب من كافه انحاء العالم للدراسه و العمل علي تيسير طلبهم للفيزا و تذليل العقبات و ليس العكس و بالفعل تمكنت ان اعرف ان القانون يسمح لي بالتقديم علي فيزا للسياحه اذا كانت الدراسه في مده اقل من 3 اشهر فتوكلت علي الله و اختارت هذا المسلك و ملات الاوراق و ارفقت به كل المرفقات المطلوبه علي موقعهم ( كان حجزت تذكره مؤكده المواعيد للذهاب و العوده و كشف حساب مالي يفيد انني قادر ان اعيل نفسي طول فتره اقامتي هناك الخ ) و ارسلت الورق للسفاره الوحيده التي تخدم منطقه الشرق الاوسط و مقرها دبي بالامارات و انا تحدوني اللهفه و الامل في الحصول علي فرصتي في التعلم و في فتح افاق و مجالات كبيره امامي و احسست ان النجاح قاب قوسين او ادني
و لكن لقد رايت من سوء المعامله ما جعلني اكره هذه البلد و كل مسئوليها من كبيرهم لصغيرهم حتي وصل بي الحال للاكتئاب و اليأس من خروجي من هذا المستنقع مصر لاي مكان بالعالم مهما كان لان اول درس صدمني و تعلمته من هذه التجربه انه لا دوله تريد ان تدخل اي مصريين لها مهما كانوا و هذا يشملنا كمسيحيين ايضا و ان نيوزيلندا تسمح لدول الخليج التي تذهب لنشر الاسلام هناك بالدخول بدون تاشيره و تطلق عليهم دول بدون فيزا كالسعوديه و غيرها و لكن عندما ياتي الامر الي مصر او المصريين ستجد اشد انواع التعصب و العنصريه تجاهنا و عملهم الدؤوب علي تعطيل اوراقنا و عدم السماح لنا بالذهاب لهناك مهما كان نوع الفيزا المقدمه و عدم ثقتهم بنا ابدا
لقد اخذ ورقي اكثر من المده المطلوبه حتي احصل علي ردهم المفروض ان فيزا الطالب او السائح لا تزيد مده الرد فيها عن 40 يوما اما اوراقي اخذت ما يقارب الاربع اشهر و ما بين الاخذ و الرد و العنجهيه من الموظفين بالسفاره و اللف و الدوران بي حتي وصل بهم الامر الي ان جعوا اوراقي تنتهي صلاحيتها سواء معاد الكورس او معاد حجز تذاكر الطيران و عندها فقط ارسلوا لي الرفض علي طلب التاشيره متعللين ببعض الاسباب الغير منطقيه بالمره ليداروا وجههم القبيح و عنصريتهم تجاهي و اخطائهم المهوله في عمليه البت في اوراقي و غباء موظفيهم الذي شهدته
بدون الدخول في تفاصيل لم ايأس و حاولت البحث عن حقي و لم اقف مكتوف الايدي فرفعت شكاوي عديده لكل المسئولين في نيوزيلندا بدءا من الحاكم العام و رئيس الوزراء ووزير الخارجيه ووزير الهجره ووزير العمال و وجدتهم اشد بيروقراطيه من المصريين بل ان شكواي كانت تاخد مسارات و تحويلات في دوائر مفرغه حتي تصل لنفس الشخص في كل مره و الذي ارسلها لمدير الفرع في دبي حتي يكون من ينظر شكواي هو جلادي نفسه و اخيرا اجده يحابي موظفه علي و لا يعطيني حقي الذي استحق و يرد علي بمنتهي البرود بانه لم يحدث اي خطا منهم و هم اسفون و اسفهم هذا جل ما يستطيعون فعله معي و عندما استشطت غضبا من هذا الرد رفعت الشكوي لرئيسها في العمل و هو المدير الاقليمي لمنطقه الشرق الاوسط وجدته يحابي لها ايضا و يرد علي بنفس البرود و لا مبالاه انه لم يحدث اي خطا و ان اسفهم هو اقصي ما استطيع ان اخذه من حق علي مالي الذي اهدر ووقتي الذي بدد و انه اعلي سلطه في هذه المساله و كان لسان حاله يقول ريح نفسك مالكش عندنا حاجه
الان انا لا ادري ماذا افعل هل اذهب لاحزاب معارضه ام ارفع دعوي قضائيه ضدهم ام اسحب فلوس الكورس بعد كل هذه الخسائر الماليه الفادحه التي منيت بها و اعلن فشلي و ياسي و استسلامي لدوله غبيه كنيوزيلندا تفتح ابوابها علي اتساعها لمن يملك المال من المسلمين الاغبياء حتي و لو كانوا سيدمرون بلدهم و ثقافتهم و تراثهم و دياناتهم و تغلق الباب علي شاب مسالم مسيحي مثلي كل ما يبتغيه في حياته هو فرصه يبدا منها و ان يعيش في سلام و هدوء و امان
في نهايه مقالي الطويل هذا اقول و اكرر ان المشكله ليست في ماذا سنفعل لو وصلنا هناك و لكن المشكله ان نصل هناك و نجد من يساعدنا او يفتح لنا الباب لندخل و ان نحصل علي الفيزا التي اصبحت دربا من المستحيل و من الصعب الحصول عليها مهما حاولنا و اعتقد انها اهم و اخطر خطوه يجب ان نتجاوزها لندخل اولا ثم نتدبر امورنا فيما بعد اعتقد هذا افضل من ان تحمسنا بلا طائل و نصطدم باول و اصعب عقبه فيصيبنا احباط و ياس و مراره و اكتئاب شديدين كما حدث معي و جعلني افقد الامل ان استطيع ان اخرج او يكون لي حياه خاصه اكونها بنفسي هنا او حتي في نيوزيلندا او اي بلد اخري من التي تسمح بدخول المسلمين افواجا ليدمروها( لاننا كما نعلم ان مصيبه الدول الغربيه عبوديتها للقرش و الذي يجعلها تتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل ان يدخل الي جيبها بضعه دولارات بغض النظر عن ما الذي سيفعله بها الشيطان ) و تغلقها علينا نحن الذين نبحث فقط عن الحياه الكريمه و الانسانيه و احترام الحقوق و كل هذه المعاني الساميه التي حرمنا منها في وطننا و يبدو اننا سنحرم منها حتي اللحد
سلام المسيح معكم و كل اخواتي المسحيين و الرب ينجحكم جميعا في كل ما يمتد له يمينكم
اخوكم
ماكس بين