عرض مشاركة مفردة
  #72  
قديم 02-01-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
رساله الرئيس المصري مبارك

الرئيس مبارك يوجه رسالة إلى البرلمان حول التعديلات الدستورية

وجه الرئيس حسنى مبارك رسالة الى مجلسى الشعب والشورى تضمنت رؤيته الخاصة بالقضايا التى ستتضمنها التعديلات الدستورية التى وردت فى برنامجه الانتخابي.
وتشمل الرسالة رؤية الرئيس مبارك لقضايا سياسية ورئيسية تتناولها التعديلات الدستورية منها تعديل أسلوب انتخاب رئيس الجمهورية بما يضمن مشاركة أوسع من الأحزاب السياسية ، وتوسيع سلطة مجلس الشعب ، ومنح مجلس الشورى صلاحيات تشريعية جديدة مع ضمان التعاون بين المجلسين .

وفيما يلى نص الرسالة التى وجهها الرئيس مبارك من مكتبه بالقصر الجمهوري بمصر الجديدة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة والأخوات

نشهد اليوم منعطفا هاما فى مسيرة عملنا الوطنى يخطو بنا خطوات واسعة نحو تطوير ديمقراطيتنا ويعزز بنيتنا الدستورية بإصلاحات جديدة .. أتحدث فى مستهل هذا المنعطف الهام إلى هذه النخبة من نواب الشعب لرؤساء الأحزاب والنقابات المهنية وكتاب مصر ومثقفيها ولكل مصرى ومصرية على اتساع ارض الوطن وخارجه .

أتحدث إليكم جميعا حديثا من القلب فى لحظة تاريخية من عمر هذا الوطن ومسيرته نستعيد علامات فارقة على طريق هذه المسيرة تتمعن فى حاضرها وتستشرف غدها ومستقبلها .

" استعدت العديد من علامات هذه المسيرة عبر قرنين من تاريخنا المعاصر قبل أن أوقع أمامكم اليوم الخطابين الموجهين لمجلسى الشعب والشورى لطلب تعديل بعض مواد الدستور ، ولتوضيح الأسباب التى دعتنى لطلب هذه التعديلات.

تداعت الذكراة بدايات الطريق ومسيرة طويلة لشعب مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر من أجل الدستور ، استعدت الائحة التأسيسية لعام 1882 ، ومسارعة الاحتلال البريطانى بالغائها ، دستور سنة 1923 ثم الغاؤه عام 1930 ، فالعودة إليه حتى قيام ثورة يوليو 1952 ، استعدت مراحل التطور الدستورى اللاحقة ...دستور 1956 ، ودستور سنوات الوحدة عام 1958 ، والدستور المؤقت لعام 1964 ...انتهاء من دستور مصر الدائم عام 1971 وما شهده من تعديلات عام 1980 ، والعام الماضى ...تلخص هذه المراحل المتعاقبة تاريخ مصر الحديث وتحكى لنا الكثير عن مسيرة هذا الشعب والدستور الاول عام 1982 ، والبرلمان الاول عام 1924 بما شهدته هذه المسيرة من إنجازات وإنتكاسات تحكى الكثير عن سعى هذا الوطن عبر سنوات الاحتلال وقبل الثورة وبعدها لحياة سياسية وديمقراطية فعالة وسلمية تعكس إرادة المصريين وتؤكد سيادة الشعب .

أتذكر هذا اليوم كل ذلك وغيره أستعيد ما حققناه معا لتطوير ديمقراطيتنا خلال العقدين الماضيين ، أستذكر حديثى لهذا الشعب العظيم عندما طرحت مبادرة المنوفية وعشية إستفتاء على تعديل المادة 76 والى تقدمى بالترشيح للانتخابات الرئاسية وخلال حملتى الانتخابية وبعد إعلان نتائجها.

إننا إذ نخطو اليوم هذه الخطوة التاريخية ..نحو تطوير ديمقراطتينا ..وإذ نسترجع معها بعض معالم مسريتنا ..وما حققناه رغم تحديات الداخل وتحديات منطقتنا والعالم من حولنا .. فإننى أحمد الله.. أستشعر الفخر والاعتزاز بهذا الوطن وهذا الشعب ..وتتضاعف ثقتى فى مستقبل هذه المسيرة المستمرة والمتواصلة .

الاخوة والاخوات..

لقد عشت أيام هذه المسيرة فى أوقات الحرب والسلام .. عشت ما إحتضنته من أمال وطموحات ، وما واجهته من مشكلات وصعاب وتحديات ..كنت شاهدا على منعطفات هذه المسيرة ما بين مد وجذر .. ونجاح وإخفاق وهزيمة وإنتصار.

شاءت الاقدار أن اتحمل مسئولية الوطن فى أوقات صعبة .. وأن أقود هذه المسيرة وسط أنواء عاتية ...ومراحل حاسمة فى تاريخ مصر وأبنائها.

حققنا معا إنجازات عديدة ...إستعادنا سيناء لسيادة الوطن ، حررنا كل شبر من أرضينا المحتلة ..وحافظنا على السلام .. ولم ننجرف لما يهدده ، خضنا ولانزال معركة ضارية مع الارهاب ...لم نفرط فى الدفاع عن أمن مصر القومى ، ومصالحها العليا ، وإستقلال إرادتها الوطنية ..إستعادنا علاقتنا العربية وزدنها توطد ورسوخا ..أقمنا شبكة مترامية من العلاقات الدولية ..وحزنا بموروثنا الثقافى والحضارى ودورنا الإقليمي إحترام وتقدير العالم .

مضينا فى اعادة بناء بنية أساسية مكتملة واقتصاد ، إستنزفت الحروب موارده وثرواته ...ومضينا فى ذات الوقت فى إصلاح متدرج أستهدف تحرير حياتنا السياسية والاقتصادية ..وإصلاح إجتماعى يقف الى جانب الفقراء ومحدودى الدخل .

كنت ونحن نمضى معا على الطريق على إقتناع راسخ بتلازم مسار الإصلاح السياسى مع مسار الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى ..إقتناع لازمنى منذ اليوم الاول لتحملى مسئولية الوطن ..يعى روح العصر والتطلعات المشروعة للشعب ويسعى الى تطوير البنية الدستورية والتشريعية الحاكمة لحياتنا السياسية.

اقتناع لم يفارقنى برؤية لمستقبل الوطن .. حازت ثقة الشعب وتأييده العام الماضى .. استشرفت مجتمعا مصريا عصريا.. تتسع فيه مساحة الحريات .. يعلى قيمة ومفهوم المواطنة .. يعزز مشاركة مواطنيه فى الحياة السياسية .. مجتمع حديث ومتطور .. يرسخ ديمقراطيته ويوطد دعائمها وممارساتها يوما بعد يوم .

كان تعديل المادة /76/ العام الماضى خطوة رائدة على هذا الطريق .. فلقد فتح أبوابا جديدة للمزيد من التعديلات الدستورية..تعديلات طرحت معالمها فى برنامجى الانتخابى .. وطلبت من نواب الشعب الإدلاء برأيهم ازاءها..كى يأتى ما أتقدم به من مقترحات التعديل الدستورى محققا لامال الشعب وطموحاته..وراعيا لمصالح الوطن وأنائه.

ولقد تمنعت فى تقريرى مجلسى الشعب والشورى..حول مادار من مناقشات مفيدة فى هذا الشأن الوطنى الهام .. واستمعت لاراء وأفكار ومقترحات عديدة .. تعكس مختلف التوجهات والمنطلقات والرؤى.. قد اتفق مع بعضها واختلف مع البعض الآخر ..الا اننى أقدر ماتوخته من سلامة القصد وصالح الوطن.

لقد مر نحو العام ونصف العام .. منذ أن طرحت معالم ما أطلبه اليوم من تعديلات دستورية .. وكانت هذه المعالم - طيلة سبعة عشر شهرا - محلا لمناقشات مستفيضة .. داخل البرلمان وخارجه .. فى حوار مجتمعى دعوت اليه ورحبت به..وأتطلع إلى استمراره.

إننا مقبلون على تعديلات دستورية .. هى الأوسع نطاقا منذ عام 1980 .. ونتحمل جميعا مسئولية وطنية مشتركة..كى تعكس واقع مجتمعنا بما شهده من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية.. منذ عام 1971.

إننى ونواب الشعب .. نتحمل مسئولية تاريخية ..كى تأتى هذه الإصلاحات الدستورية محققة لامال الشعب .. وراعية للمصالح العليا للوطن وأبنائه فى حاضرهم ومستقبلهم.

نتحمل مسئولية وامانة كبرى..كى نحقق التوازن الهام والمطلوب..بين سعينا لتطوير ديمقراطيتنا وحياتنا السياسية..وبين الانجراف لخطوات غير محسوبة..تهدد استقرار الوطن..وتعرض تجربتنا الديمقراطية للانتكاس.

ولقد طرحت فى كلمتى للجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى الشهر الماضى.. بعض ما أراه محققا لما تتوخاه التعديلات الدستورية من غايات ومقاصد .. ودعوت إلى التدقيق فى انعكاساتها على مستقبل الوطن وأبنائه.

دعوت - ولاازال - لان نستشرف المستقبل ومتغيراته..والا نكون أسرى للحظة الراهنة ومعطياتها.

دعوت لان ننأى بهذا الشأن الوطنى الهام .. عن المصالح الذاتية والشخصية .. ولان نسموا به فوق الخلافات الحزبية .. وشطط التوجهات والرؤى.

لقد أولانى الشعب ثقته وتأييده..فى أول انتخابات رئاسية تنافسية على أرض مصر .

إننى كرئيس لكل المصريين .. مسئول أمام هذا الشعب .. وأتحمل مسئولية قيادة مسيرته .. والحفاظ على مصالح الوطن وأبنائه.

وإننى ..وفاء بما وعدت به العام الماضى ..ومضطلعا بمسئوليتى كرئيس للجمهورية ..وممارسا لصلاحياتى وفق أحكام المادة 189 من الدستور واستنادا إليها .. سوف أطلب اليوم من نواب الشعب .تعديل /34/ مادة من مواد هذا الدستور .. فى نقلة نوعية تفتح أمام ديمقراطيتنا آفاقا جديدة .

الاخوة والاخوات

يأتى هذا الطلب فى فلسفته ومنطلقاته ..مستندا ومراعيا لاعتبارات عديدة .. أو جزها فيما يلى :

أولا : يأتى مؤكدا لمفهوم المواطنة وقيمتها ومبادئها ..فكلنا مصريون .. كلنا أبناء لهذا الوطن .. وكلنا متساوون أمام القانون فى الحقوق والواجبات .. لاتفرق بيننا عقيدة أو دين .. ولم نعرف عبر تاريخنا إنقساما دينيا أو طائفيا .