عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 08-03-2005
محمد عبد المجيد محمد عبد المجيد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 60
محمد عبد المجيد is on a distinguished road
الأقباط والعصيان والاخوان المسلمون

أخي الكريم الفيومي حفظه الله
لأنك واثق أن الاخوان المسلمين سيتولون حكم مصر، فهي حجة لي وليست علي، ولهذا السبب ينبغي أن تضع يدك في يدي من أجل وطن واحد لنا جميعا دون تمييز بين مسلم ومسيحي، أما أن تظن أنها معركة المسلمين مع بعضهم متمنيا انتصار القوى المستنيرة فهذا موقف غير ايجابي بالمرة لأنها معركتك أنت أيضا من أجل ايقاف صعود قوى التطرف.
أعترف لك بأنني لم أسترح لسؤالك عن رأيي في الاخوان المسلمين لأنه يبدو كأنه تقديم شهادة حسن سير وسلوك، فإذا كنت متعاطفا مع الحركة فأنا في الجانب المناهض للأقباط، والحقيقة أن الأمور لا تؤخذ بهذه الطريقة.
الغريب أن مواقع الاخوان المسلمين على النت ترفض نشر مقالاتي، إلا قليلا، وتعتبرني خصما لهم أو متعاطفا أكثر من اللازم مع أقباطنا، وفي احدى المرات قال لي مدير دار نشر بأنه يرفض تماما نشر كتب لي لأنها معادية للاخوان.
ومع ذلك فأنا كمسلم أقرأ لقيادات اخوانية، وتأثرت كثيرا في شبابي بالشيخ محمد الغزالي وقابلته في وزارة الاوقاف، والتقيت بالدكتور سعيد رمضان ، رحمه الله، في المركز الاسلامي بجنيف، وقرأت كثيرا لكبار كتابهم، من يروق لي ومنهم من أراه متطرفا.
لكن الحركة بوجه عام تحمل فكرا متطرفا فاشيا لو حكمت مصر فإن رأسي ربما سيكون مطالبا قبل رأسك!
المرة الأولى التي تعرفت على الجماعة كنت في الثامنة عشرة من عمري نتدارس مع أستاذ كريم لنا بعد انتهاء الدوام الدراسي في مدرسة العروة الوثقى بحي الأنفوشي بالاسكندرية، وقرأ علينا المباديء العشرة للاخوان المسلمين وكان المبدأ التاسع منها: احرص على أن لا يقع القرش إلا في يد أخيك المسلم.
وبدا الأمر لي مستهجنا ومستغربا، لكنني كنت صغير السن فمررت عليه مر الكرام.
ولما كبرت ونضجت أعدت النظر لهذا البند بعيون جديدة فوجدت فيه تطرفا وعنصرية وطائفية وتمييزا.
وفي احدى زياراتي منذ سنوات قابلت الشقيقة الصغرى لأحد أصدقاء الطفولة وكان قد هبط عليها فكر التطرف، وتناقشنا فهالني ما رأيت: قالت لي بأنها لا تذهب لصيدلي غير مسلم حتى لو كان لها ابن وهو في حاجة للدواء!
وربما كانت تلك تربية المبدأ التاسع الذي حكيت لك عنه

العجيب أنني وشقيقها كنا نسبح معا في الميناء الشرقي، ونتناقش، ونتبادل الكتب الدسمة، وكانت هي كأختي الصغيرة، لكنها هذه المرة قالت لي بأنني نصف مسلم ونصف كافر لأنني أعيش في النرويج
المعركة، أخي العزيز، ضد التطرف الاسلامي والقبطي، هي معركتنا جميعا من أجل اعلاء قيمة الانسان، وما أقرأه في منتداكم الموقر لا يختلف اطلاقا عما أقرأه في منتديات ومواقع اسلامية مليئة بالكراهية والحقد، بل إن بعضهم حلل دمي لأن أفكاري لا تروق لهم وأنني أفهم الاسلام بطريقة مخالفة.

أما الأخ، صائد الذباب، الذي حكى حكايته المؤثرة والمؤلمة والمؤسفة والحزينة مع الظلم في قسم الشرطة وما تعرض له بسبب معتقده ودينه والانجيل الذي كان في جيبه، فأنا أشعر تماما بأحزانه، وأتفهم غضبه، وأتعاطف معه مصدقا لكل كلمة قالها رغم أنني لا أعرفه.
ولهذا السبب، وللمرة الثانية، علينا أن نقف معا ضد الظلم، ولكن الأهم هي الثقة، فأنا لست في حاجة كلما كتبت في موقعكم ومنتداكم الموقر أن أقدم شهادة حسن اثبات وسير وسلوك ورؤيتي لكل ما ترونه.
من كان يرى في كتاباتي مصداقية ومحبة وتسامحا فشكرا له، ومن لم ير حتى الآن فسامحه الله، ولا أستطيع أن أشهد الله على ما في قلبي في كل مرة أكتب لكم وعنكم ومنكم.
قضيتكم، أخي الكريم، هي قضيتي، ومن لا يزال في شك فلا أحسب أنني سأقنعه ولو جئت له بملء الأرض أدلة وبراهين.
والله يرعاكم

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
الرد مع إقتباس