عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 22-12-2004
Liberal Pharaoh Liberal Pharaoh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: Cairo
المشاركات: 11
Liberal Pharaoh is on a distinguished road
في هذا الوقت كان البابا شنودة قد اعتبر أن ما جري يعد اهانة غير مقبولة واستهانة مرفوضة، رفض كل الاعذار وقرر المضي بعيدا عن الأعين إلي دير وادي النطرون، وألغي درس الأربعاء.. بعدها مباشرة خرج الانبا يؤانس سكرتير البابا ليعلن أمام المتظاهرين أن البابا قرر الاعتكاف في الدير والغي درس الأربعاء، لأن الأمن لم يكن صادقا معه ولم يسلم السيدة وفاء كما وعد.. وكأن الانبا قد القي بقنبلة تفجرت ذراتها غضبا وحنقا وصراخا.. تحركت الجموع الحاشدة تهتف هتافات بشعة تطال الوحدة الوطنية وتكشف عن مؤامرة خفية، زحفت الجموع نحو الخارج.. وفجأة ودون سابق انذار انهالت الأحجار التي جري اعدادها من قبل ضد رجال الشرطة فأدت إلي جرح 55 ضابطا وجنديا.. كانت التعليمات التي اصدرها وزير الداخلية حاسمة: 'اضبطوا أعصابكم، لا تردوا علي الاعتداءات بشيء' رأي الضابط والجنود زملاءهم يسقطون، الدماء تسيل في الشوارع والجنود يتلقون الضربات والاهانات بعنف شديد، والغريب أن عددا من القساوسة كانوا ضمن المتظاهرين يحرضون وكأنهم في معركة مع عدو يهمٌ باقتحام الأبواب!
جنود الشرطة يكتمون غيظهم، يستمعون إلي اهانات من عينة .. 'مسلمين يا مسلمين حنخلي ليلتكم طين'.. 'عيب عليكم يا مسلمين تاخذوا منا ام المسيحيين'. ناهيك عن شعارات اخري كانت تمثل اقصي درجات التحدي والمهانة للدولة وللمسلمين علي السواء وهو ما تم تسجيله في التحقيقات الي استمعت إليها النيابة وسجلته محاضرها كانت لغة طائفية فجة، كأنها نذر شر، وكان أقصي ما يخيف كبار الضباط هو أن ينفلت أحد الجنود الذين ظهر الغضب علي وجوههم ويرد علي هذه الاهانات والاعتداءات لذلك كان الضباط يحيطون بالجنود من كل اتجاه، خوفا من حدوث تصرف فردي، لا يعرف أحد إلي أين ينتهي وكان المارة من المسلمين يسمعون اهاناتهم بأذانهم من داخل الكاتدرائية لكن أحدا منهم لم يرد بكلمة واحدة.. بعد أن راح رجال الأمن يمنعون أية تجمعات في المنطقة المحيطة بالكاتدرائية.
ظلت الهتافات تدوي، وراح المتظاهرون يبحثون عن وسيلة للخروج إلي الشارع فتسلقوا أسوار الكنيسة واعتدوا علي الكنيسة البطرسية المجاورة، ووفقا للبلاغ الذي تقدم به الكاهن لوقابطرس إلي مأمور قسم الوايلي فقد اكدت حدوث تلفيات كبيرة بالكنيسة منها تلفيات بالسور وكسر زجاج قاعة المناسبات وتحطيم اجهزة التكييف ونزع بلاط سطح قاعة المناسبات وتحطيم 26 لوحا زجاجيا واتلاف بعض الاعمدة والحوائط ؟ لم تتوقف هذه التظاهرات إلا عندما خرج الانبا يؤانس ليقول لهم إن إمكم وفاء قسطنطين تم تسليمها وهي الآن في حوزة الكنيسة ولم يدل بهذا التصريح إلا بعد فترة من ابلاغ بعض القساوسة ورجال الأمن له بأن السيدة وفاء تم تسليمها بعد صلاة المغرب مباشرة.
رويدا رويدا بدأت الحشود تخرج من أبواب الكنيسة وقد القت اجهزة الأمن في هذا الوقت القبض علي نحو 34 شخصا ممن اثاروا الشغب واتلفوا بعض الممتلكات واعتدوا علي رجال الأمن.











في داخل مبني الفتيات المسيحيات في عين شمس بدأ القساوسة رحلة النصح والارشاد، لم يسمحوا لكائن من كان بالدخول إلا للشخصيات التي يأمرون هم فقط بدخولها.
لم يكن الأمن يدري شيئا مما يحدث بالداخل، كان دوره فقط هو تأمين المكان من الخارج .. كانت الجلسات الأولي صعبة وهو ما دعا أحد القساوسة إلي اصدار تصريح صحفي قال فيه: إن الأمر يستلزم شهورا، بل إن الكنيسة طلبت من وزارة الداخلية مدة سنة تبقي فيها وفاء تحت أيديهم .. ولكن فجأة تغير الموقف بطريقة درامية اندهش لها الكثيرون.
ففي صباح يوم الثلاثاء الماضي تم إبلاغ رجال الأمن بأن السيدة وفاء قسطنطين قد عادت إلي ديانتها المسيحية وانتهي الأمر تماما.
أصر رجال الشرطة علي تسجيل ذلك أمام النيابة وبعد جدل طويل كانت وفاء أمام وكيل النيابة في الساعة 45،2 من ظهر الثلاثاء الماضي 14 ديسمبر.
وفي محضر النيابة كانت الكلمات المدونة تقول علي لسان وفاء قسطنطين 'سبق أن طلبت من الشرطة اثبات رغبتها في تغير ديانتها فأوضح المسئولون أن الإجراءات تقتضي عرضها علي لجنة النصح والإرشاد بالكنيسة، وبعد موافقتها ومقابلتها للجنة المشار إليها وقيامهم بمناقشتها في معتقداتها الدينية عدلت عن طلبها السابق وقررت في نهاية أقوالها في التحقيقات أنها ولدت مسيحية وعاشت وسوف تموت مسيحية'.
كان قرار النيابة هو صرفها بدون حراسة .. وعلي الفور تسلمها عدد من القساوسة ومضوا بها .. بينما راح رجال الأمن يتولون تأمينها من بعد.
في هذا الوقت خرج الأنبا موسي أسقف الشباب بتصريح صحفي قال فيه: 'ان وفاء كانت تجتاز أزمة نفسية ففكرت أن يكون الإسلام حلا فلجأت إلي أمن الدولة ثم استعادت رشدها .. هكذا بكل سهولة، إذن ما الذي كان يقال قبل ذلك بعد أن اتهمتهم الدولة والأمن والمسيحيون بالاختطاف.
في دير وادي النطرون كان البابا لايزال معتكفا وهناك استقبل وفاء قسطنطين وجري توزيع جاتوهات، وما هي إلا ساعات حتي بدأت تتكشف بعض الوقائع .. فالسيدة كان لها شرط واضح ومحدد هو ألا تعود لزوجها مرة أخري وطلبت تطليقها، وقد وافق البابا علي هذا الشرط وهو أمر له دلالته!!
وقد قرر البابا أن يعينها مهندسة في مقر الكاتدرائية بالعباسية وبعيدا عن البحيرة كلها، مما يعني أن السيدة وفاء ستبقي داخل الكنيسة وليس خارجها وهو أمر أيضا يثير تساؤلا هاما، فإذا كانت السيدة قد عادت إلي ديانتها فلماذا لا تعود إلي أسرتها حرة طليقة، خاصة انه كما بدا من التصريحات والأقوال 'ولدت مسيحية وعاشت وسوف تموت مسيحية'؟!.
ثم ما هي ضمانة أن السيدة لم تتعرض للضغط والإرهاب داخل الكنيسة لإجبارها علي البقاء؟ بعيدا عن نجليها وأسرتها؟ هل حضر أحد من الدولة هذا اللقاء، وهل أصبحت سلطة الكنيسة فوق سلطة الدولة تتصرف في البشر كيفما تريد؟.. أم أن الأمر كان يستوجب متابعة حالة هذه المواطنة حتي نهاية الأمر؟
إن كافة المؤشرات تقول إن البابا لم يستشر الدولة في هذا القرار الذي ربما يكون قد اتخذه وحده أو ربما بمشاركة السيدة وفاء قسطنطين، ففي الحالة الأولي يكون الأمر هو أقرب إلي السجن ومن يدري إلي أين يصل الأمر بعد ذلك، أما في الحالة الثانية ففيه اطمئنان علي حالة مواطنة مصرية قبل أن تكون مسلمة أو مسيحية!!
الرد مع إقتباس