عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-11-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
t16 رد القمص زكريا بطرس على أكاذيب الصحافة المصرية الأسلامية : جزء - 3

ثانيا: الهجوم الشخصي وليس الدفاع الموضوعي:

الملاحظ أن هذه المقالات التسع لم تتناول أي ردود موضوعية على أسئلتي، بل اشتركت في الهجوم على شخصي. وبهذا تحول الأمر من ردود موضوعية [تخص مواضيع إيمانية] إلى شتائم شخصية، سامحكم الله.

وكان الأجدر بكم أن تطلبوا من علماء الدين الإسلامي العقلاء أن يجيبوا على هذه التساؤلات بمنطق وعلم، وبهذا تسير الأمور طبيعية في قالب الحوار الديني الذي يتشدق به الدعاة المسلمون.

والواقع أنه بمقالاتكم هذه العدائية تحولون الحوار الهادئ إلى أعيرة نارية، وتحرضون على إشعال الفتنة الطائفية تحت شعار مزيف هو الخوف على الوحدة الوطنية.

ولو أنني لا أريد أن أنشغل بالناحية الشخصية التي تخص شخصي، ولكن لي بعض التعليقات على هذه الشتائم والادعات الباطلة:

(1) كيف يستبيح كتاب محترمون يكتبون في جريدة محترمة لقراء محترمين، أقول كيف يستبيحون استخدام ألفاظ غير لائقة في عصر حقوق الإنسان، وأذكر بعض هذه الألفاظ غير اللائقة:

1ـ لسانك السليط. 2ـ وما يطفح به من عفن 3ـ الخسة 4ـ الكبرياء والغطرسة 5ـ التبجح

6ـ الوقاحة 7ـ بذاءاته (وما إلى ذلك ...).

ألا يتعارض هذا تماما مع ما أوهمنا به الكتَّاب في عدد (11/10/2004م) "أسهل شيء أن تشتم زكريا بطرس .. ولكن هذا إنحراف إلى مستنقعه لا يليق بصحيفة ليبرالية وطنية ... فالشتم ليس طريقنا لأنه أسلوب العجزة والجهلاء" ألم يحكموا بهذا على أنفسهم؟ أوَ لم يدينوا أنفسهم بأنفسهم؟

(2) أقول لهؤلاء الكتاب المحترمين، شكرا لكم على البركات التي نلتها بسببكم، لأن السيد المسيح قال: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين" (مت 5: 11)

(3) والواقع أن هؤلاء الكتَّاب الذين يفترض فيهم الأمانة في الكلمة، يدَّعون أنني أكيل الشتائم لصوت الأمة وللدين الإسلامي جاء ذلك في جريدتكم بتاريخ: (11/10/2004م). وأقول لهؤلاء الأفاضل فليذكروا لي لفظا واحدا من الشتائم التي يدعون أنني قلتها. أإلى هذا الحد تكون التقية، والتقية مبدأ قرآني يتيح للمسلم الكذب وقت الضرورة (سورة آل عمران 28) وسمح نبي الإسلام بالكذب في حالات ثلاث: "الكذب على الزوجة، والكذب في الصلح بين الناس، والكذب في الحرب" (حديث نبوي في سنن أبي داود ـ كتاب الأدب). والمسلمون يعتبرون أن أي حوار مع المسيحيين هو بمثابة حرب. وكما قال نبي الإسلام "الحرب خدعة". فهل هذا المنطلق هو ما يعلل تلك الإدعاءات الكاذبة؟؟

(4) تردد كثيرا على لسان الكتاب الأفاضل أن القمص زكريا بطرس مشلوح ومطرود من الكنيسة، ولم يذكر ولا واحد منهم تاريخ هذه الأحكام وحيثياتها. فهذه كلها أكاذيب وادعاءات باطلة بلا دليل. وموضوع الشلح الذي تتشدقون به ليس موضوعا هينا، فالشلح عقوبة المهرطقين ضد لاهوت المسيح، وإني بحمد الله لم أجرد المسيح من لاهوته بل أدافع عن ذلك ضد من يجردونه ويعتبرونه مجرد نبي. فمن هم المهرطقون الحقيقيون؟؟ من له آذان للسمع فليسمع!! ومن له عقل للفهم فليفهم.

(5) ثم ما قيمة تلك الاسطوانة المشروخة بأن القمص زكريا بروتستانتي؟ هل تفيدكم هذه الإدعاءات الباطلة، التي بلا دليل، في حل المشكلة؟ بمعنى: هل كون الإنسان أرثوذكسيا أو كاثوليكيا أو بروتستانتيا أو حتى هندوسيا يغير من قيمة التساؤلات التي تُطرح عن الإسلام. وهل ادعاؤكم هذا يعفي حضرات المشايخ الأفاضل من الرد على هذه التساؤلات؟ لماذا هذه الأساليب الملتوية والاتهامات الكاذبة للهروب من الردود المنطقية.



ثالثا: الطعن في صحة الكتاب المقدس:

تعليقا على المقال المنشور في جريدتكم بتاريخ (1/11/2004م) طعنا في صحة الكتاب المقدس واتهامه بالتحريف. أقول: أنني كنت أتوقع أن يرد الكاتب على الأسئلة التي طرحتها في البرنامج على مدى أكثر من سنة، ولكن إذا به يهاجم الكتاب المقدس، ولي على مقاله عدة تعليقات في عجالة:

(1) الواقع وبالرغم من كل سلبيات هذا الهجوم إلا أنني سعيد بما أثاره من مواضيع ضد الكتاب المقدس لأن هذا يعطينا فرصة ذهبية لنتكلم عن صحة كتابنا المقدس من واقع المراجع والمخطوطات وحتى من القرآن نفسه.

أفلا يدرك سيادته أن الطعن في صحة الكتاب المقدس هو طعن في القرآن ذاته؟ فالقرآن يشهد بصحة الكتاب المقدس في آيات عديدة منها:

1ـ (سورة القصص 49) "قل فاتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما [التوراة والإنجيل] فأتَّبِعه"، فلو كان الكتاب المقدس محرفا كيف يقول محمد أنه يتبعه؟

2ـ (سورة يونس 94) "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك" فكيف يسألهم لو كلن كتابهم محرف؟

3ـ (سورة المائدة 47) "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه" كيف يكون مصدقا لكتاب محرف كما تدَّعون؟

4ـ ألعله يذكر ما قاله القرآن في (سورة الحجر 9) "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"

5ـ ولعله يدرك أن الذكر الذي يعنيه القرآن هو الكتب الموحى بها أيضا قبل القرآن كما جاء في عدة سور منها (سورة النحل 43) "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر"

6ـ إذن فمحمد يشهد لصحة الكتاب المقدس، فهل حدث التحريف بعد زمن محمد؟ أي في القرن الثامن الميلادي؟ وكيف يتم ذلك وقد انتشر الكتاب المقدس في كل بلاد الدنيا، وعن هذا قال الأستاذ علي أمين في كتابه (ضحى الإسلام الجزء الأول، صفحة 358) "ذهبت طائفة من أئمة الفقه والكلام إلى أن التبديل في التأويل وليس في التنزيل ومن حجتهم أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع النسخ ...".

7ـ ثم كيف يتفق اليهود والمسيحيين على تحريف كتبهما؟

8ـ أو لم يقرأ سيادته ما كتبه المرحوم عباس العقاد الذي كتب في (كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959 في المقال الافتتاحي تحت عنوان "كنوز وادي القمران" حيث قال: "إن هذه اللفائف الأثرية التي اكتشفت في أحد كهوف وادي القمران بشرق الأردن .. هي لفائف من 2000 سنة وتبين بعد تهيئة اللفائف المكتشفة للآطلاع أن أهم ما تحتويه، نسخة كاملة من كتاب أشعياء ... وعدة كتب مقدسة أخرى .. وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي تبديل"

9ـ أما عن الشبهات الوهمية التي أثارها سيادته بخصوص بعض الآيات في الكتاب المقدس، فعليه أن يدرس كتب التفاسير المسيحية، كما نفعل نحن لفهم القرآن فندرس كتب التفاسير الإسلامية. فكتب تفاسير الكتاب المقدس توضح الحقيقة التي لا يراها السطحيون.

10ـ وإني لا أريد أن أعيد ما قلناه ردا على هذه الشبهات الوهمية، وأكتفي بأن أحيل سيادته إلى ما كتبناه مفصلا في موقعنا على الإنترنيت وهو: www.Islam-Christianity.net فلعله يعرف الرد على اتهاماته التي تؤكد ضحالة دراساته وهو المتخصص في مقارنة الأديان.

(2) والواقع أن إثارته لهذه الاتهامات في صدد رده على تساؤلاتنا هو درب من الهروب المكشوف، ولقد استخدم في الحوار الديني أسلوب لعبة كرة القدم بأن "أفضل خطة للدفاع هي الهجوم". فهل هذا هو الأسلوب الذي تخصص فيه في مقارنة الأديان؟

(3) وهل يُعتبر هروبه من الإجابة على الأسئلة إقرارا منه بأنها أسئلة لا إجابة لها؟

ختاما: عزيزي الفاضل الأستاذ عادل حمودة، رجاء نشر هذا الرد في جريدتكم الغراء، وأحيطكم علما أنني سوف أرسل صورة منه إلى كل الجرائد المصرية، وسوف أنشره على موقعنا في الإنترنيت كتابة وتسجيلا صوتيا، كما أخبركم أنني قمت بإلقائه في غرفتنا الحوارية بالبال توك عدة مرات. وأرجو لكم ولجريدتكم النجاح. ولكم منا جزيل الشكر. والسلام.
الرد مع إقتباس