الموضوع: هذا شأن داخلي
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-07-2009
الصورة الرمزية لـ menaa2005
menaa2005 menaa2005 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 597
menaa2005 is on a distinguished road
هذا شأن داخلي

بقلم زهير قوطرش

عن شبكة العلمانيين العرب


العالم اليوم ،كما يكتب ويقال…. أصبح كالقرية الصغيرة ،كل مواطن فيه يستطيع معرفة ما يجري على أخيه الإنسان من ممارسات في نفس اللحظة من وقوع الاحداث التي تمس حقه في الحياة وحقه في حرية التعبير ،حقه في أن يكون ويعيش كالإنسان المكرم .

صحيح للدول دساتيرها وقوانينها المرعية ،لكن الدول من جهة أخرى التزمت بمواثيق ومعاهدات ،نستطيع أدراجها تحت عنوان حقوق الإنسان أينما كان ،وخاصة حقه في التعبير عن رأيه قولاً أو نشراً ،أو أن يمارس هذا الحق بشكل تظاهرات سلمية أو غير سلمية في حال تدخل السلطة الأمنية لقمعه والتضييق عليه .

مقابل ذلك تسعى الدول الاستبدادية ألا إنسانية وخاصة في دول العالم الثالث العربية والإسلامية الى تسويق مقولة هذا شأن داخلي في حال الاعتراض عليها من قبل منظمات حقوق الإنسان أو منظمات المجتمع المدني في العالم في حالة قمعها للمعارضة السياسية السلمية .ضاربة بذلك عرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات التي وقعت عليها بمخالبها الحادة والطويلة التي تطال كرامة مواطنها وحريته.

ما جرى ويجري في ايران في بلد ولاية الفقيه بدل ولاية الشعب ،هو الصورة المكررة لما يجري في محيط عالمنا الإسلامي والعربي . اعتقالات ،تعذيب وحشي اتهامات لأصحاب الفكر والرأي بالجاسوسية للأجنبي ، كل هذه الممارسات تدخل تحت بند هذا شأن داخلي ،لا يحق لأحد أن يعترض عليها أو حتى أن يبدي رأيه إزاء ما يحدث من وحشية وقمع لمواطنين عزل . العالم اليوم ليس هو عالم الإمبراطورية الرومانية أوالفارسية .العالم اليوم عالم سرعة انتقال الخبر والحدث بالصوت والصورة.عالم اليوم أكثر إنسانية وأكثر حساسية اتجاه الظلم ،ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

التظاهرات التي عمت العالم نسبياً مطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي في إيران كانت أصدق تعبير عن التضامن العالمي ،تضامن الإنسان الحر مع أخيه الإنسان الذي يريد أن يكون حراً . هذه التظاهرات السلمية شملت العديد من دول العالم ماعدا عالمنا العربي والإسلامي الذي يعيش مواطنه حالة القمع والاستبداد ،الخائف على لقمة الخبز .القانع الذي يحمد الله ليل نهار على أنه يعيش في السجن الكبير ،ولا يقبع خلف زنزانة السجن الصغير.هذا الإنسان فقد الشعور بإنسانيته ،وتولدت لديه أنانية شخصية شعارها ،المهم البلل بعيد عني.

وهو مؤمن بأن ما يجري على الآخرين في بلدان الاستبداد هو شأن داخلي لا علاقة له بذلك لا من قريب أو بعيد.

إما من يرفض مبدأ هذا شأن داخلي هو الإنسان الحر والديمقراطي ،حيث وفرت له الحرية والديمقراطية ظروفاً إنسانية ،صار من خلالها ،يرفض الظلم الذي يقع على أخيه الإنسان أينما كان .

فمتى سنرى المواطن المقهور على أمره في بلاد الشأن الداخلي قد أصبح كأخيه الإنسان في بلاد الحرية والديمقراطية ، إنساناً يتجوهر في إنسانيته…. لا أدري هل سيكون في العمر بقية لأرى ذلك …أم أن الحلم سيبقى حلماً وأحمله معي الى العالم الأخر!!!!!!
__________________
"LIVE FOR NOTHING OR DIE FOR SOMETHING"
الرد مع إقتباس