الموضوع: تمصير مصر
عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 16-09-2003
asuty asuty غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 354
asuty is on a distinguished road
هوية مصر : قراءة بالإنتقاء وحكم بالهوى !!

بقلم كمال زاخر موسى
عندما يطرح الكاتب رؤيته طرحاً عاماً فهو يتوقع ان تثير لدى المتلقى
قدراً من
رد الفعل ، فهو لا يكتب لنفسه كنوع من الترف الفكرى ، ولقد تعودت على
تباين
ردود الفعل حول اغلب ما أطرحه سواء فى القضايا الكنسية أو العامة ، واحسبه
نجاحاً فى تحريك مياه نهر الشارع المصرى ـ بقدر ـ باتجاه تعميق قيمة
الحوار
ربما ببطء ولكن للأمام ويضاف الى مكتسبات الليبرالية ومن ثم الديمقراطية .
واستأذن القارئ فى ان اتوقف مع الرؤى المختلفة مع ما طرحته مؤخرا متعلقاً
بهوية مصر ، وتحديداً ما تفضل به الاستاذ حسنين كروم ـ صحفى مصرى ـ فى
ثلاث
تعليقات اثنان منهم كتابة تحت عنوان " مناوشات ومبارزات " بجريدة القدس
العربى
التى تصدر بلندن وتوزع بالبلاد الناطقة بالعربية ، والتعليق الثالث على
هامش
ندوة بجمعية " النداء الجديد " ، واكتشفت أننى امام قارئ محترف وكاتب يملك
قدرة
فذة على الانتقاء بشكل يقلب المعنى رأساً على عقب فيأتى الحكم محملاًً
بقدر
وافر من العاطفة الأيديولوجية .
ففى تعليقه الأول يستهله بتعريفى للقارئ بـ " كاتب وكان رجل دين
سابقا ومن خصوم البابا شنودة الثالث وهاجمه مرات كثيرة في الاخبار "
لنصطدم
بالعديد من المغالطات إذ يعرف الكافة أننى لم أكن يوماً رجل دين ولم أكن
كذلك
فى خصومة مع قداسة البابا وما طرحته لم يكن هجوماً بل كانت وجهات نظر
مختلفة فى
شأن كنسى يحتمل الإختلاف ، وقد التقيت بقداسته فى مؤتمر الفكر العربى ـ
اكتوبر
2002 ـ وامتد الحوار بيننا لأكثر من ساعة على رؤوس الأشهاد وكان دافئاً
ومنفتحاً .
ونلحظ أن الاستاذ كروم بعد كل اجتزاء من كلماتى يقول " وهو
يقصد
.... بينما الحقيقة " ويضع على لسانى بين الجملتين ما لم اقله وما لم تشى
به
كلماتى ثم يبنى تحليلاته فى اجابة ممتدة على اسئلة لم اطرحها ، لكنه فى كل
الحالات يكتب وكأنه مطارداً بأشباح تحاول ان تقوض الناصرية والقومية وهو
احد
فرسانها ، بغير أن يخرج من عباءة الستينات التى كانت ساحة مغلقة على
اقلامهم ،
التهمة الرئيسية عنده اننى من دعاة العودة الى المصرية ـ هكذا ـ ومشاركتى
فى
زفة العويل والبكاء على اسم مصر ، ودعاة اتجاه مصر الى اوروبا ، واننا لم
نستفد
من تجربة الوحدة الاوربية لدعم الوحدة العربية ، ولم نؤمن بديمقراطية
اوروبا ،
دعونا نعيد قراءة ماكتبة لعله يرطب قيظ سبتمبر الغريب " وهم رغم مطالبتهم
بأن
تتجه مصر لاوروبا يتجاهلون تماما ان اوروبا توحدت. واصبح هناك الاتحاد
الاوروبي. وتتلاشي بالتدريج دولها العريقة لصالح الوحدة، فلماذا لا يقتدون
بها
بالنسبة للوحدة العربية؟ ولماذا يتناسون ان هذه الوحدة تمت بارادة
الاغلبية،
ورغم معارضة الاقلية لها في استفتاءات شعبية، فلماذا لا يقلدونها ويقبلون
بارادة الاغلبية؟! وهذا ما يكشف عن عدم تشربهم بثقافة اوروبا الديمقراطية
وعلي
العموم، المسلمون المعارضون للاتجاه العربي لا فرق بينهم وبين بعض اشقائهم
الاقباط في ذلك، وهكذا، الوحدة الوطنية بين الاقليات والا.. فلا. "
ويعود صاحبنا حسنين كروم ـ وقد تفضل علينا بالمصاحبة فى مقاله الثانى ـ
ليجتزئ
بعض من فقرات مقالى الاخير فيصدر حكماً عاماً " وهذه وغيرها عبارات
انشائية لا
معني لها بالمرة " ثم ينكر تفرد المصريين بسمات خاصة ويخلط عن عمد بين
الاسلام
والعروبة فى غمز مريب مرة اخرى للوقيعة بينى وبين اخوتى المسلمين بعد
محاولته
السابقة مع قداسة البابا شنودة التى سبق واشرنا اليها ، لكنها الطريقة
المثلى
لمن فقد بوصلة الحقيقة ، ويصل الى ذروة انفعاله فيعرض قولى " ان اتاحة
الفرصة
لتأكيد الابعاد الحضارية الاخري في الشخصية المصرية هي الخطوة الاولي
والضرورية
في طريق طويل وممتد نحو تحديث مصر واعادة ما فقدته من سمات كانت تميزها،
لعل
اهمها التسامح وقبول التفاعل وقبلها التعامل مع الآخر والايمان بالتعددية
بغير
استعلاء او نفور. وهما خطوتان لازمتان لارساء اسس الليبرالية ثم
الديمقراطية
بغير خوف من ان يقفز تيار ظلامي او ارهابي الي كرسي الحكم اسوة بما حدث مع
النازيين في المانيا او الفاشيين في ايطاليا فايمان الشارع بقيم
الليبرالية هو
حائط الحماية الصلب للديمقراطية " ويرىأنه " جوهر من يسمون الان دعاة
المصرية
او الفرعونية الذين نشطوا من مدة وهو عدم منح الشعب الديمقراطية لانه جاهل
وخاضع لتيارين رئيسين سوف ينحاز اليهما لو اجريت انتخابات ديمقراطية وهما
تيار
الاخوان المسلمين والاسلاميين بشكل عام، والتيار الناصري الذي يطلقون عليه
التيار القومي، ولو وصل تحالف التيارين او احدهما للحكم بطريق ديمقراطي
فان اول
قرار سيتخذناه هو الغاء الديمقراطية. والحل كما يرونه هو تأجيل الاخذ
بالديمقراطية وتطبيق الليبرالية وهي في مفهومهم غير الديمقراطية، انها
الاعتراف
بالتعددية والتسامح، حتي يمكن تعليم الشعب هذه القيم والتأكد من ايمانه
بها.
وبعدها يستحق الديمقراطية. وبدعة الاخذ بالليبرالية وترك الديمقراطية قال
بها
زميلنا رضا هلال مساعد رئيس تحرير الاهرام ـ رد الله غربته ـ وزميلته في
مركز
الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ الاهرام الدكتورة هالة مصطفي ومدير
المركز
الدكتور عبد المنعم سعيد وكل من يدعو للتخلي عن العروبة." وقد قصدت ان اضع
النص
والتعقيب متتاليين ليحكم القارئ ، ويعرف الى اين تأخذنا حوارات هذا التيار
الذى
يفجر ويغلق أبواب الحوار قبل ان يبدأه ، وعندما يشير الى حوارنا فى جمعية
النداء الجديد يغفل الاشارة الى قواعد الحوار فى هذه الجمعية والتى تمنع
مقاطعة
المحاضر وعندما امتد تعقيبة الى ما بعد مواعيد الندوة لم يكن هناك مجال
لردى
على ما اثاره ، فلم يكن صحيحاً أنه واجهنى بحقائق دامغة ولم اقدر على الرد
، .
وقد قال صاحبنا " وكانت جمعية النداء الجديد قد دعتني لالقاء محاضرة يوم
الاثنين قبل الماضي عن هموم الصحافة المصرية وكان كمال زاخر حاضرا واخرون
واثار
حكاية الفرعونية والعروبة وقد رددت عليهم وسألته بصراحة: اذكر لي اي اسم
من
السياسيين او الصحافيين او الكتاب الذين يدعون دعوته، تورط ولو من باب
السهو
والخطأ وطالب بالديمقراطية، حتي قبل ثورة يوليو 1952، وخاصة من يعتبرونه
امامهم
الان المرحوم احمد لطفي السيد، فقد كان تاريخه مع الديمقراطية اسود وكررت
عليه
السؤال اكثر من مرة فلم يرد. وطلبت منه اجابة عن سبب عدائهم للديمقراطية
رغم
دعوتهم للتحرر والارتباط الثقافي والسياسي بأوروبا؟ فلم يرد. فقلت له
لانكم لا
تمثلون تيارا له وجود وتعلمون ان الاغلبية الكاسحة ضدكم ولهذا فأنتم ضدها
وضد
اختياراتها " وهى كما يرى القارئ اسئلة لم تكن محل حوار وجاءت من خارج
المقرر
ولا تحتاج ـ أو تحتمل رداً ، ويتتم تعليقه قائلاً " وكل ما فعله هو انه في
مقاله بـ الاخبار حاول تخفيف العداء للعروبة مع تمسكه بمعاداة الديمقراطية
" .
وانا بدورى اسأله فى حضور القارئ من اين اتيت بحكاية معاداة الديمقراطية
هذه ؟!
هل تريد ان تسمع الحقيقة أن دعاة الفاشية والشمولية هم اعداء الديمقراطية
الحقيقيون لأنها تفتح الساحة لكل الاراء فيفقدون التمايز والسطوة الفكرية
وما
يجعلهم اصحاب الرأى الاوحد ويكتشفون انهم لا يملكون الحقيقة المطلقة ،
وأهلاً
بالحوار على ارضية الايمان بالليبرالية والديمقراطية .
الرد مع إقتباس