عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-04-2006
المزاحم المزاحم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 4
المزاحم is on a distinguished road
من يعطى لراسى ماء

من يعطى لراسى ماء

رأيته من جانبه محنى الظهر مثل علامة الاستفهام و هو يئن تحت ثقل القفه التى يحملها و يسير فى سرعه يتبعه ابنه و هو يجرى يتعثر احيانا و يلتصق به احيانا اخرى مما يثير غضبه.
وصل اخيرا الى المكان المخصص له فصرخ فى الولد
- اجرى يا واد يا شنوده .هات الطرابيزه اللى هناك ديه
ذهب شنوده و احضر الترابيزه و هو يتمايل فى طفوله فصرخ فيه
-متمد شويه يا لكعى
وضع شنوده الترابيزه فوضع هو القفه فوقها و جلس
***************
جلس عم حبيب القرابنى امام القفه منتظرا من ياتى ليشترى منه قربان البركه ..امامه كان شنوده يلهو هنا و هناك فى فناء الكنيسه الواسع
فقال له حبيب محذرا
-تعالى هنا يا و لد الساعه ساعة صبح و القداس شغال مش عاوزين دوشه
اشاح الصبى بيده و استمر فى اللعب و كأ ن الهواء كان يصفر اوعم حبيب كان يتحدث حديثا داخليا لم يسمعه شنوده
*********************
-صباح الخير يا عم حبيب
قالها استاذ مرقص لعم حبيب
-صباح النور يا استاذ مرقص
-هات قربانه يا عم حبيب
اخذ القربانه وذهب ثم توقف و سال القرابنى
-انت اخر مره اتناولت امتى
-اهيه ... يجى كده من سنه
-طب و ده اسمه كلام
-اعمل ايه طيب اسيب القربان لمين
-لاى حد يا عم حبيب و اطلع .. اطلع احضر القداس و اتناول انت و ابنك.. حد يقعد سنه من غير مناوله
-بجولك ايه يا استاذ مرقص .... الساعه ساعة صبح و مش عاوزين حديت يجلب الدماغ
-و على ايه .. انت حر ... انا طالع الكنيسه الحق الانجيل
ذهب مرقص تشيعه نظرات حبيب القرابنى و هو غاضب من ان مرقص اعتبره تلميذ عنده فى مدارس الاحد و افسد له ساعة الصبح التى لا يريد افسادها
فجأه تعالت صيحات شنوده
-الحق يا ابا .. الحق يا ابا
-فيه ايه يا جلاب الفجر على الصبح
بص لقيت ايه يا ابا
نظر فى حفره يراها لاول مره فى فناء الكنيسه و وجد بداخلها شىء غريب الملامح لم يراه فى حياته قط
-ايه ده يا شنوده
-انى عارف يا ابا انت الكبير و تعرف كل حاجه
نظر اليه بضيق لانه القى المسؤليه عليه و هو لا يعرف شيئا و لا يدرى شيئا . اتى فى تلك اللحظه حازم و هو شاب فى العشرين
-ايه يا بيبو مالك واقف كده ليه
لعن بيبو (حبيب) نفسه عشرات المرات و تمنى الموت تحت عجلات القطار و السياره و الطائره ان امكن قبل ان يوضح لحازم السبب و يريه هذا الشىء الذى و جده جلاب المصايب شنوده. اندهش حازم و اقسم انه لم ير مثل هذا الشىء طيلة عمره و ندب هذه الحظ العثر الذى احضره الكنيسه هذا اليوم و ارجع هذا الى الحاح امه و انها هى التى ايقظته من احلى نومه ليأتى و يرى هذا الشى المزعج
************
_-انا ها اشتريه
قالها ممتاز بيه و هو ينظر الى الشىء هو و زوجته فقال حبيب
-احنا عارفين ايه هو الاول علشان تشتريه
-ما انا ها اشتريه علشان كده.... انا اعشق الحاجات النادره
تحرك هذا الشىء قليلا فتهللت زوجة ممتاز و قالت
-هاته يا ممتاز و نجيبله حوض ميه نربيه فيها ده شكله كائن بحرى
و هكذا الحال التف كل الصاعدين الى الكنيسه حول هذا الشىء و نسوا القداس و نسوا ما كانوا اتين من اجله و تصاعدت الاراء
- ديه حاجه زرعاها الحكومه
- ده جهاز تصنت
-ده من الطيور المهاجره و احنا هيجيلنا انفلونزا الطيور
و تصاعدت الاصوات و علت فى شده حتى ان معلم الكنيسه ترك القداس و خرج ليرى ما حدث.... راى جمهره شديده و تصاعد صوت حبيب
-الحقنا يا معلم عياد
قال المعلم عياد دون ان يعى ما يحدث
- مافيش طلاق .. الكنيسه ما فيهاش طلاق .. اتكلمنا فى الموضوع ده كتير و الجمهره مش هتجيب نتيجه
افهموه ان الموضوع ليس له علاقه بالطلاق و خلافه و افسحوا له الطريق ليرى الشىء
- اسم الصليب ..كل ده
قالها و قد اشعر الجميع انه يعرف هذا الشى و عندما سالوه عن كيوننته اظهر جهله التام به ، تزايدت الاعداد و خرج الجميع من الكنيسه و استمر تضارب الاقوال و الكل يفتى فتوه فى ماهية هذا الشىء حتى جاء ابونا وراى هذا الشىء و بعد ان راه و قف حزينا و سال الدمع على و جنتيه تعجب الجميع من بكاء ابونا و سالوه . لماذا تبكى ؟
نظر اليهم الاب فى لوم و قال
- بقى حاجه زى ديه تخليكم تسيبوا القداس و تخلوا الكنيسه فاضيه
اجاب مرقص
-ماهى حاجه تقلق يا ابونا ايه الشىء ده ومين اللى جابه هنا
اجاب ابونا مسرعا
انتوا .. انتوا اللى جيبتوا الشىء ده هنا .. انتوا اللى دخلتوه الكنيسه و خليتوه جواها ...
تصاعدت همهمات بين الجميع و اكمل ابونا
- ايوه انتوا ... انت يا اللى بتشرب السيجاره جوه الكنيسه و مبتحترمش بيت ربنا جيب الشىء ده هنا
و انتى .. انتى يا اللى بتدخلى الكنيسه بلبس لا يليق ببيت الله و بتكونى سبب عثره لاخواتك جيبتى الشىء ده هنا
و انت .. انت يلا بتشترى و تبيع فى الناس بفلوسك و فاكر كمان انك هتقدر تشترى ربنا بفلوسك و بكده تدخل السما انت كمان جيبت الشىء ده هنا
و انت يا خادم يا متزمت يا اللى طفشت نص ولاد الكنيسه و خليتهم يروحوا هنا و هنا و فاكر انك بشدتك و تزمتك هتكسب النفوس و قدامك ايه و اده بس . ادب ابنك بقضيب من حديد .. انت بتزمتك و بشدتك جيبت الشىء ده هنا
و انتى يا اللى بتصلى بدون فهم او معرفه .. بتصلى للمنظره بس .. جيبت الشىء ده هنا
بكره الشىء ده هيكبر... هيكبر و هيا كلكم .. لو ما اختوش بالكم هتضيعوا .. صلوا و توبوا اتناولوا من جسد المسيح و دمه علشان تطردوا الشىء ده من هنا و من قلوبكم كمان .. طول ما ربنا مش حارس المكان الشىء ده هيفضل موجود .. صلوا و توبوا و اتناولوا ... اللى مش هيعمل كده هيضيع
تعالى فى تلك اللحظه صراخ حبيب القرابنى
-ابنى ابنى ..شنوده انت فين يا شنوده ..انت فين يا ابنى .. الواد ضاع
الواد ضاع
قال مرقص
- مش قولتلك .. مش قولتلك اتناول و ناول ابنك .. خلى بقى القربان ينفعك .. اهو الواد ضاع منك
قال الاب الكاهن و هو يرفع راسه الى السماء
من يعطى لرأسى ماء و لعينى ينبوع دموع لابكى على قتلى بنت شعبى
*************************************
اذا عرفت يا صديقى ما هو هذا الشىء و اذا كانت هذه القصه لها علاقه لما تتعرض له الكنيسه من احداث فى الاونه الاخيره واخرها احداث الاسكندريه فارجوك ان تبلغنى




( المزاحم)
- القصه مستوحاه من مسرحية (الشىء) للكاتب لينين الرملى
الرد مع إقتباس