عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 16-06-2007
رفيق رسمى سمعان رفيق رسمى سمعان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 40
رفيق رسمى سمعان is on a distinguished road
نصف الكوب الفارغ بقلم رفيق رسمى سمعان
ردا على مقاله أ / مكرم محمدا حمد
اتحفنا الأستاذ / مكرم محمد احمد بمقال بعنوان نصف الكوب الفارغ يتهم البابا شنودة و الأقباط بأنهم ينظرون للنصف الفارغ فقط من الكوب وكأنه يقول لهم ، انظروا إلى نصف الكوب المملؤء ولا تنظروا إلى النصف الفارغ منه ، وإذا سألنا سيادته ، وإذا كان الكوب كله فارغ فماذا نفعل ؟؟؟؟؟؟ فانه بالقطع سيجيب اشكر الله على أن عندك كوب حتى لو كان فارغ والكثير غيرك ليس لديه كوب مثلك ، وسنعيد عليه السؤال مره أخرى قائلين وإذا كان ليس لديك كوب فماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟ سيجيب سيادته اشكر الله على انك مازلت تنعم بنعمه الحياة حتى الآن حتى ولو لم تملك اى شيء على الإطلاق لأنك أفضل من الأموات الذين لا يملكون حتى نعمه الحياة ، انه منطق تخديري تغيبي للذي يمن ويمنح ويريد منك أن تعيش في سعادة وتلهج بحمده ليل نهار شاكرا متهللا على الفتات الذي يمن به عليك ، حتى يتمكن هو من ( البرطعة ) زى ما هو عاوز دون آن يلتفت إلى اى التزام باى حق من أدنى حقوقك ولا يكلف نفسه عناء ذلك ، فما يمن به عليك من فرط جوده وكرمه وإحسانه وليس لك اى حق أن تطالب حتى ولو بأدنى حق من حقوقك الادميه التي كفلها لك القانون المدني الوضعي والالهى المنزل ، فليس لك إيه حقوق على الإطلاق ، انه منطق سلطوي سيادي دكتاتوري نازي فاسد ، إن نظريه التركيز على نصف الكوب المملوء فقط وإجبار العقل الواعي على نسيان النصف الفارغ منه بكافه الطرق والوسائل ، ما هي إلا نظريه خداعية لتخديرك بإغراقك في التفاؤل المفرط لتجنب الآثار النفسية المدمرة من اثأر وقوع الكوارث والمصائب التي هي فوق طاقه الإنسان ولا حل لها على الإطلاق ، فان لم تستطع تغيير الواقع فغير ذهنك نحوه وتقبله بكل مرارته حتى تعيش سعيدا ، وإذا لم يكن ما تريد فارضي بما يكون تكن اسعد الناس ،مجرد كلام تخديري عاطفي يزول بزوال تأثير الكلمات لأنها تؤثر للحظات استماعها فقط لا غير ، ويصلح أن تنصح بها غيرك لتجرع مرارة الواقع بكل تفاؤل ورضي ، وهى ترسخ فكر السلبية التامة وتقبل كافه المصائب بشكر تام ورضي واستكانة وخنوع واستسلام وسعادة فأنت أفضل من غيرك على الإطلاق حتى لو لم تحصل على اى حق من حقوقك الادميه ،
والفكر السليم غير المضلل هو أن الفكر الايجابي مفيد للغاية كضرورة ملحه كبداية لإطلاق الطاقة الكامنة لدى الإنسان حتى يتمكن من تنفيذ برنامج طويل المدى للعمل الشاق المضني لصناعه النجاح (صناعه الحياة السعيدة الناجحة )وهى صناعه مثل اى صناعه تماما بكافه مراحلها العلمية الدقيقة مثل المراحل الاتيه " إعداد - تخطيط - تنفيذ - وأداره - متابعه -وتقيم - وتقويم الأخطاء ثم تخطيط من جديد وهكذا ......... ) وهى مثل تعليم اى حرفه وصنعه ولها أصول وفنون وقواعد
فبث الفكر الايجابي شيء رائع والأروع منه الرؤية الايجابية الكاملة المتكاملة الناضجة ولكن كل هذا يصبح مجرد كلام تخديري للتغييب ( أن لم يعقبه تنفيذا لبرامج ايجابية قويه واضحة مدونه بكافه تفاصيل خطواتها الدقيقة المتسلسلة) , فالفكر أو الرؤيا الايجابية ماهى إلا مجرد بداية للانطلاق يتم منها التغلب على اليأس والإحباط الوقتي الانى الحالي ، ولكنه يظل مجرد مخدر تسكيني للإنسان ، إن لم يعقبه العمل بكل الطاقة لملء النصف الفارغ من الكوب لان الحياة دائمة التغير والحركة وان ظللت تردد مثل تلك الشعارات البراقة والرنانه فقط ستجد أن النصف الممتلىء الذي لك سوف يصبح ربعا ويظل يقل ويقل حتى تجده قد ضاع منك تماما ( وهذا هوا حد أهدافهم من بث تلك الايديولوجيه ) وأنت مازلت تنعم في لذة ومتعه الفكر الذي يدغدغ كيانك ويمنحك اللذة والمتعة والانتشاء ، وتعيش في وهم وخداع وتضليل الخيالات والأحلام، فأنت الأفضل في كل شيء حتى لو لم تمتلك اى شيء في الدنيا على الإطلاق فمكافئتك أكيده مؤكده في الاخره لأنك ظلمت في هذه الدنيا ، هكذا يقنعوك وتقنع نفسك وتستسلم تماما للكسل اللذيذ الممتع ، ( فالكسل ألذ من العسل ) مع انك تعرف تماما انه لا يتساوى الذين يعملون والذين لا يعملون عند الله ،
، ولكن للأسف يتم عكس ذلك لدينا ، فيتم بث عبر كافه وسائل الأعلام والتعليم و من خلال الوعاظ الدينيين والندوات الثقافية عبر كافه المنابر والمنتديات تلك الايديولوجيه الفكرية الفاسدة لتغييب وتخدير الشعوب ، ويتم انتقاء الرجال والنساء المؤهلين للقيام بهذا الدور بعناية فائقة وإغراقهم في نعيم رضاهم ( أمثال ا/ مكرم )، كما يتم إمدادهم بالمقولات من الموروث الثقافي الشعبي والديني المملوء بالسلبية ، التي تدفع الإنسان للاستسلام والانسحاب والخنوع والضعة وصغر النفس والرضي بالقليل ، والتسليم بقضاء الله الذي لا راد له وليس لك قدره على تغييره ، فهو مكتوب على الجبين والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ، وتجرى جرى الوحوش وغير رزقك لن تحوش ، ( ان الله مع الصابرين ) والصابرين على خير، وربنا على الظالم والمفترى ولك يوم يا ظالم ويظل الفرد ينتظر هذا اليوم دون أن يعمل شيء ، وهذه الايديولوجيه في التفكير يبثها النظام الادارى السياسي الفاشل الذي يعجز عن حل الأزمات التي يواجهها نتيجة سوء الاداره نتيجة اختيار ذوى الثقة وذوى القربى وليس ذو الكفاءات أو نتيجة سوء النية المبيت بتنفيذ هذه السياسات لأهداف أخرى غير معلنه وهى بقاء ديمومته ، وأستطيع أن أقول بكل ثقة وتأكيد وتحدى هم قادرون على كافه الحلول إذا أرادوا ، ولكن الحل لا يخدم ديمومتهم وبقائهم على كراسيهم ،الحل سيفسد حيلهم المكشوفة في اللعبة السياسية المكررة التي يتقنوها ولا يجدون للأسف من يفسدها عليهم ، وتأتى بنتائج تحقق لهم الأهداف فلماذا لا يكررونها مرارا وتكرارا ، مادامت تنجح خططهم ،
إذا استأذنا الفاضل مكرم بيك / أرجو فحص كلامك فلم يعد القراء ساذجين في عصر الانترنت وال تكنولوجيا الحديثة، أسلوبك كان صالحا في أيام جيلك أما هذا الجيل فحتى البسطاء منهم لديهم من الوعي الوجداني بمن يضللهم
الرد مع إقتباس