عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-06-2004
الصورة الرمزية لـ Pharo Of Egypt
Pharo Of Egypt Pharo Of Egypt غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 2,497
Pharo Of Egypt is on a distinguished road
t16 ديمقراطية القرضاوي الإسلاموية الزائفة

ديمقراطية القرضاوي الإسلاموية الزائفة


الاثنين 14 يونيو 2004 16:27
د. شاكر النابلسي

-1-


الشيخ يوسف القرضاوي هو المرجعية الفقهية العليا لجماعة الاخوان المسلمين، وهو الأب الروحي لمعظم الجماعات الدينية التي انقلبت إلى منظمات ارهابية دموية، وهو المستشار الديني الاقتصادي لأكثر من عشرين شركة مالية تعمل بالنظام المالي الإسلامي والتي خرّبت بيوت معظم صغار المستثمرين في مصر كما هو معروف، وهو صاحب فكرة انشاء قناة الجزيرة والأب الروحي والمفتي الأكبر لها. وهو المستشار السياسي - الديني لأمير دولة قطر، واللاعب الرئيسي في ندوات الديمقراطية والشورى الإسلامية وحوار الأديان، وهو من دعاة أن الشورى مُعلّمة للحاكم وليست مُلزمة له، وهو من دعاة عدم عزل الحاكم حتى ولو كان فاجراً وجائراً، وهو من دعاة "أطع حاكمك ولو جلد ظهرك وسرق مالك" حسب الحديث المنسوب للنبي زوراً، وهو أخيراً من المبشرين بـ "الديمقراطية الإسلاموية" حيث ألقى قبل مدة خطبة بمناسبة "مؤتمر الديمقراطية والاصلاح السياسي" الذي عُقد في قطر.

فما هي هذه الديمقراطية الإسلاموية (Islamiste) (الإسلام المؤدلج) التي يدعو لها شيخنا القرضاوي؟

بدأ القرضاوي خطبته بالقول أن الديمقراطية هي من روح الإسلام!

ومن المعلوم أن الإسلام بريء من كلمة ديمقراطية، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

فلا القرآن ولا الأحاديث الصحيحة أو الكاذبة (وما أكثرها) ، ولا أقوال السلف الصلح أو الطالح جاءت على ذكر كلمة ديمقراطية، أو طبقتها في التاريخ السياسي الإسلامي كما نعرفها اليوم.

ورغم أن الإسلام دين سياسي في الدرجة الأولى، جاء من أجل تحقيق امبراطورية سياسية شهدنا أولها في العصر الراشدي وآخرها في العصر العباسي، إلا أن الإسلام وفقهاء الإسلام لم يلتفتوا إلى أدبيات السياسة إلا من خلال كتب قليلة وفقيرة ومتواضعة، كان من أهمها الكتاب اليتيم لأبي الحسن الماوردي (الأحكام السلطانية والولايات الدينية) الذي كتبه في القرن الحادي عشر الميلادي وكتاب ابن تيمية (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) الذي جاء في القرن الثاني عشر الميلادي بعد سيطرة المماليك غير الشرعيين على السلطة. وهي كتب قاصرة على الفترة التي كتبت فيها، وموجهة لسلاطين ذلك الزمان لحثهم على العدل واتباع الحق، وليس لها أي امتداد فكري سياسي تاريخي. ومن هنا يتبين لنا أن لا تراث سياسياً لدى العرب والمسلمين لكي يرتكزوا عليه في ادارة شؤون الحكم الآن، حيث كانت السياسة أسلوب حكم، وليست علماً أو فكراً سياسياً كما يقول أحمد البغدادي في (تجديد الفكر الديني، ص 300) مما جعل الخلافة تمتد من 632 إلى 2004م على نمط واحد، وهو النمط القبلي والبدائي البسيط (بيعة النخبة من أهل الحل والعقد) واللاديمقراطي والاستبدادي والدموي في معظم أزمته، باستثناء فترة قصيرة (12سنة) التي تغطي عهدي أبو بكر وعمر بن الخطاب.

ومن هنا نرى أن الخلافة الإسلامية منذ عهد معاوية بن أبي سفيان إلى عهد آخر سلاطين آل عثمان عبد المجيد بن عبد العزيز (661-1924م) كانت خلافة دموية أخذت بقوة الساعد وبالسيف، وهي الآن كذلك في معظم أنحاء العالم العربي.

وقول القرضاوي أن الديمقراطية الحقيقية هي من روح الإسلام قول باطل.

فلا الديمقراطية من روح الإسلام ولا من جسده. والاسلامويون لم يعرفوا الديمقراطية إلا مؤخراً عندما عرفها الغرب وطبقها، وبدأ يحث الدول الأخرى على تطبيقها حرصاً على مصلحة سكان كوكب الأرض من الفناء من ظلم الحكام المستبدين وجبروتهم. ورغم أن فقهاء الإسلام عرفوا الديمقراطية حديثاً إلا أنهم لم يعترفوا بها، وقالوا بشورى الراشدين القاصرة، والتي لا تلبي رغبات شعوب القرن الحادي والعشرين.

فمن أين جاء الشيخ القرضاوي بالديمقراطية الإسلاموية التي يتخيلها، دفعاً لتطبيق الديمقراطية الغربية التي لا ديمقراطية غيرها الآن في العالم.
الرد مع إقتباس