عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 10-04-2005
CrocodileTearz CrocodileTearz غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: My mind
المشاركات: 615
CrocodileTearz is on a distinguished road
http://rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1328

رفض عرض فيلم عن الحب فى الأتوبيس


فيلم «الجنيه الخامس» كان آخر العنقود فى الأعمال الفنية التى تتعرض للمنع. «الجنيه الخامس» فيلم قصير مدته ربع ساعة، وهو فيلم فيديو ينتمى لسينما الهواة أو السينما غير التجارية، وهى سينما نشط صانعوها من الشباب خلال السنوات الأخيرة، وظهرت فيها ومن خلالها أعمال تستحق التأييد والمساندة، مخرج الفيلم أحمد خالد جاء لـ «روزاليوسف» ليروى من وجهة نظره الملابسات التى حدثت مع فيلمه القصير «الجنيه الخامس». الفيلم يناقش ظاهرة موجودة بالفعل وهى ظاهرة الفتيان والفتيات من المراهقين الذين يجدون فى الأوتوبيس المكيف الذى يقطع القاهرة من الشمال إلى الجنوب مساحة لتفريغ الكبت الذى يعانون منه، وللحق فقد نشرت الصحف عدة تحقيقات اجتماعية عن هذه الظاهرة مجازا. مخرج الفيلم يقول أنه قرأ قصة قصيرة لمؤلف من نفس جيله - عمره 27 عاما - يناقش فيها أحاسيس شاب وفتاة يخوضان هذه التجربة، وأنه تحمس لتحويلها إلى فيلم. فى الفيلم نسمع صوت راو شاب يتحدث عن شعوره بالكبت، يجلس على محطة الأوتوبيس فى يوم الجمعة، وتأتى فتاة محجبة فى نفس عمره لتجلس معه على محطة الأوتوبيس، يترك الفيلم المشاهد فى حالة تساؤل : هل يعرف الشاب الفتاة أم لا؟! هل تربطهما علاقة أم أن ما بينهما تواطؤ صامت؟! فى المشاهد التالية نرى الفتاة والشاب يجلسان فى مقعدين متجاورين فى الأوتوبيس الذى يقوده سائق محبط هو الآخر، وفى أحد مشاهد الفيلم الذى لا يدور فيه حوار بين الأبطال يتخيل الشاب أن علاقته بالفتاة تتطور وتتجاوز حدود التلامس الجسدى الذى يتيحه التجاور فى مقاعد الأوتوبيس لنرى الفتاة عارية الرأس، لكن المشهد والفيلم بشكل عام لا يوجد فيه أى مشاهد عرى. الفيلم متوسط من الناحية الفنية، وكان يمكن أن يمر وسط عشرات الأفلام التى يجتهد شبان صغار وموهوبون فى إنجازها بميزانيات قليلة جدا، ميزانية هذا الفيلم ثمانية آلاف جنيه، وعلى سبيل المثال فقد أقام المركز الثقافى الفرنسى مهرجاناً لهذا النوع من الأفلام القصيرة عرض فيه أربعين فيلماً معظمها أفلام متميزة فنيا، ولا تخلو من جرأة، ولكن المسئولين عن المهرجان قرروا ألا يكون الفيلم من بين الأفلام المعروضة، وهو نفس ما فعله مركز ثقافى آخر هو مركز الساقية للفنون، حيث اشترط حسب رواية المخرج حذف دقيقتين من الفيلم حتى يتم عرضه. القضية ببساطة أن هناك حالة من الرعب من المتطرفين وأصحاب العقول الجامدة تدفع البعض أحيانا إلى لزوم ما لا يلزم، وفى نفس الوقت فإن تعدد حالات المصادرة وسخفها والضجيج الذى يحدث حولها خلق نوعا من الوعى الفطرى لدى بعض المبدعين حتى لو كانوا شبابا بأن هذه فرصة مثالية للفت الانتباه الإعلامى مادام أحد لا يلتفت للأعمال الجادة إلا إذا تمت مصادرتها، مخرج الفيلم قال لـ «روزاليوسف» إن فيلمه تم منعه، من الناحية القانونية هذا غير صحيح، لأن الرقابة على المصنفات لم تمنعه، والفيلم أصلا ليس به ما يستحق المنع، فى حين قالت لطيفة فهمى مسئولة النشاط الثقافى فى المركز الفرنسى أنها مارست حقها فى اختيار الأفلام التى يتم عرضها فى المهرجان، خاصة أن المركز كجهة دولية يلتزم بعدم عرض أى أعمال تحتوى على إساءة لأية ثقافة من الثقافات أو فئة من الفئات، لطيفة فهمى قالت أيضا أنها لم يعجبها أن تكون بطلة الفيلم محجبة، رغم أن المخرج يقول أنه قصد من الحجاب أن تكون بطلته عادية مثل آلاف الفتيات اللاتى يرتدين الحجاب، وهى تقول أنها انزعجت من كون الأحداث تدور فى ظهر الجمعة وهو موعد الصلاة، وأن يبصق السائق فى وجه الكاميرا وكأنها بصقة فى وجوه المشاهدين، وهى تقول أيضا أن المركز ليس جهة منع أو إجازة، وأنه مكان للعرض، وأن المسئولين فيه فضلوا عدم عرض الفيلم الذى يتعارض ما جاء فيه مع سياسة المركز، وهى تؤكد أن ارتداء بطلة الفيلم للحجاب لم يكن هو فى حد ذاته سبب المنع، حيث عرض المهرجان نفسه ثلاثة أعمال بطلاتها من المحجبات والمنقبات، أولها فيلم فى غاية الظرف بعنوان «سلويت» عن زوج يترك زوجته المنقبة أمام أحد المحال ويطلب منها ألا تتحرك من مكانها، لكنها تتحرك لشراء شىء وتقف بدلا منها منقبة أخرى يعتقد الزوج أنها زوجته، فيذهب ليحدثها، وبالطبع يأتى زوجها المتزمت دينيا ليضربه لأنه تجرأ وحادث زوجته، هناك أيضا فيلم «أسانسير» وهو عن فتاة محجبة تركب الأسانسير بمفردها، فتأتيها مكالمة خاطئة على المحمول، يغازلها المتحدث فترى أن وجودها فى الأسانسير بمفردها بين السماء والأرض فرصة لكى تمارس بعض العبث، وحين يصل الأسانسير للأرض تعود لتقمص شخصيتها الطبيعية. مسئولة المركز الفرنسى تقول أن هذه الأفلام لم تسئ للمحجبات، لذلك عرضها المركز فى حين أن فيلم «الجنيه الخامس» احتوى على شبهة إساءة. من جهة أخرى سنجد أن مركز الصاوى للفنون، وهو مركز يجمع بين تقديم الدعاة الجدد والموسيقى والبيزنس، قد اعتذر عن عرض الفيلم، فى حين يعلق المخرج: فى العام الماضى عرضوا فيلم «The Wall» الحائط، لفريق البنكى فلويد، وكانت به مشاهد صريحة جدا، ولكن الفارق أن الفيلم كان يرعاه أحد رجال الأعمال وفيلمى لا يرعاه أحد. نحن إزاء فيلم صادق جدا، متوسط المستوى الفنى، لم يتعرض لمنع حقيقى، وسيعرض فى أكثر من مكان، لكن ما حدث معه يكشف عن حالة من حالات الرعب من المتطرفين، وهى حالة يبدو أنها ستنمو كثيرا فى الأيام القادمة.

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 21-08-2007 الساعة 04:49 PM السبب: larger font
الرد مع إقتباس